اختبارات الذكاء1
مقاييس الذكاء:
فكرة قياس الذكاء تقوم على فكرة تراكم المعلومات، لأن حساب العمر العقلي يقوم على جميع التجارب التي نجح فيها الفرد، ومع ذلك فإنه يتعين متابعة امتداد احتمالات النجاح والإخفاق في مراحل مختلفة من السن، لأن بعض النتائج قد يجعلها الفرد في مراحل متقدمة أو متأخرة لعدة سنوات .
والذكاء سمة لا يمكن قياسها قياسا مباشرا وإنما يعطى الفرد عملا معينا لإجرائه ويتطلب هذا العمل ممارسة بعض الوظائف العقلية العليا ثم تسجيل النتائج وتقارن بعمل غيره من المتحدين معه في العمر الزمني والموجودين تحت الشروط والظروف، وإنه لمن المسلمات أن عينة سلوك الفرد في المواقف الاختبارية تدل على حقيقة سلوكه فيما يقيسه الاختبار .
ومقياس الذكاء ليس مقياسا جامدا بل هو عبارة عن عدة اختبارات شفوية وتحريرية معينة تتضمن مجموعة من المعطيات التي تدل على استخدام العقل والتفكير في الرد عليها وذلك بطريقة منتظمة مع الأخذ في الاعتبار العمر الحقيقي للفرد. وفي تعريف آخر للمقياس الذكاء هو طريقة منظمة لمقارنة سلوك فردين أو أكثر.
الشروط الواجب توافرها في اختبارات الذكاء:
هناك عدة شروط يجب توافرها في الاختبار النفسي (اختبار الذكاء) نوجزها فيما يلي :
1- الموضوعية: يقصد بالموضوعية في هذا النوع من الاختبارات النفسية أن تكون عمليات تطبيق الاختبار وتصحيحه وتفسير درجاته مستقلة عن الحكم الشخصي للفاحص، بمعنى آخر "اتفاق الملاحظات والأحكام اتفاقا مستقلا"
2- الثبات: يقصد بثبات الاختبار النفسي إتساق الدرجات التي يحصل عليها الأفراد إذا ما طبق الاختبار عليهم أكثر من مرة، وتوجد عدة طرق لحساب معامل الثبات نوجزها فيما يلي:
- طريقة إعادة الاختبار.
- طريقة الصور المكافئة.
- طريقة التجزئة النصفية.
3- الصدق: يقصد بصدق الاختبار صلاحية الاختبار في قياس ما وضع لقياسه، ويعتبر الصدق أهم شرط في الاختبار النفسي وأصعبها تحقيقا ذلك لأن الظواهر النفسية (الذكاء) تقاس بطرق غير مباشرة كما أنها متداخلة مع بعضها ولا نستطيع فصلها عزلها عن بعضها تماما، وهناك عدة أنواع وطرق مختلفة لتحديد صدق الاختبار وأوجزها في النقاط التالية:
- صدق المحتوى.
- الصدق التجريبي.
- الصدق العاملي.
4- المعايير: إن الدرجة الخام التي يحصل عليها أي فرد في الاختبار النفسي، لا معنى لها ولا دلالة لها في حد ذاتها، ولكي تكون لهذه الدرجة معنى لابد أن تفسر في ضوء معيار معين، مستمد من أداء المجموعة التي قنن عليها الاختبار، وعن طريق مقارنة درجة الفرد الخام بهذا المعيار نستطيع تحديد مستواه على وجه الدقة، وما إذا كان متوسطا أو فوق المتوسط أو أقل من المتوسط في الصفة المقاسة.
وتوجد أنواع مختلفة من المعايير أهمها:
- العمر العقلي ونسبة الذكاء
كان ألفرد بينيه أول من استخدم العمر العقلي عن طريق ترتيب أسئلة الاختبار وفق المستويات العمرية المعينة المستخدمة في التقنين، فالأسئلة التي يجيب متوسط الأفراد في العمر الزمني 5سنوات، تعتبر مقياسا للعمر العقلي 5سنوات، والأسئلة التي يجيب أطفال العمر الزمني 6سنوات، تعتبر مقياسا للعمر العقلي 6 سنوات...... وهكذا.
إلا أن عمر العقل له عيوب، فقد وجد أنه غير كاف لتحديد مستوى الطفل بصورة دقيقة، ذلك لأن الطفل المتخلف عقليا عاما واحدا في سن الخامسة مثلا، يكون تخلفه بمقدار عامين في العاشرة، أي أن السنة من العمر العقلي ليست متساوية في المراحل العمرية المختلفة، لذلك لجأ العلماء إلى حساب نسبة الذكاء الذي تحدثنا عنها في فقرة سابقة.
- المعيار الميئيني:
يعتبر المعيار الميئيني من أهم المعايير وأكثرها استعمالا، وهو يقسم الأفراد إلى مئة مستوى والدرجات الميئينية هو نوع من ترتيب الأفراد بحيث يقع الأول في المجموعة عند الميئيني، ويكون الأخير عند الميئيني الأول، وتعبر الدرجة الميئينية عن النسبة المئوية لعدد الأفراد من عينة التقنين الذين يقعون تحت درجة خام معينة، والميئينيات تختلف عن النسب المئوية العادية، فالنسبة المئوية هي نسب عدد الإجابات الصحيحة مضروبا في مئة، أما الميئينيات فهي درجات تعبر عن النسبة المئوية لعدد المفحوصين الذين حصلوا على درجات أقل من درجة خام معينة، والعيب المأخوذ على هذا النوع من المعايير هو أن وحداتها ليست متساوية وخاصة عند طرفي التوزيع فالفرق بين الميئيني 50 والميئيني 55 مثلا ليس مساويا للفرق الميئيني 90 والميئيني 95
- الدرجات المعيارية :
تعتبر الدرجات المعيارية أفضل صورة لتحويل الدرجات الخام، أو أفضل معيار يمكن استخدامه وذلك لأنها تعتمد في حسابها على الانحراف المعياري، وهو أدق مقاييس التشتت كما أنها مقاييس متساوية الوحدات بعكس الميئينيات ويتم حسابها على النحو التالي:
الدرجة الخام - المتوسط
الدرجة المعيارية =
الانحراف المعياري
والعيب المأخوذ على هذا النوع أن بعض قيمها سالبة وكذلك تتضمن كسورا مما يشكل صعوبة في تفسيرها واستخدامها، ولذلك ظهرت صور أخرى من الدرجات المعيارية عرفت باسم الدرجات المعيارية المعدلة من أهمها:
* الدرجات التائية.
* نسبة الذكاء الانحرافية.
تصنيفات اختبارات الذكاء :
تختلف اختبارات الذكاء باختلاف الأساس الذي يقوم عليه التصنيف ومن أهم هذه الأسس:
-- الأساس الأول: الزمن.
ويوجد منها نوعين يعتمد على الزمن المحدد:
* إختبارات سرعة وهي الإختبارات ذات الزمن المحدد الذي لا ينبغي أن يسمح بتجاوزه وعادة تكون المفردات سهله والتركيز يكون على السرعة في الإجابة.
* اختبارات قوة: وهي تلك التي ليس لها زمن محدد، ويسمح للمفحوص الإجابة على جميع الأسئلة وتعتمد الدرجة فيها على صعوبة الأسئلة.
-- الأساس االثاني: طريقة إجراء الاختبار:
* الاختبارات الفردية: وهي التي لا يمكن إجراؤها إلا على فرد واحد بواسطة فاحص واحد في نفس الوقت مثل (اختبار بينيه واختبار وكسلر للذكاء)
* الاختبارات الجمعية: وهي التي يمكن أن تجرى بواسطة فاحص واحد على مجموعة من الأفراد في نفس الوقت.
(وسوف أتحدث عن هذين النوعين من الاختبارات بشيء من التفصيل فيما بعد)
-- الأساس الثالث: محتوى الاختبار:
* اختبارات لفظية: وهي تلك التي لا تعتمد على اللغة والألفاظ في مفرداتها وهي لا تجري على الأميين.
* اختبارات غير لفظية: وهي لا تحتاج إلى اللغة إلا لمجرد التفاهم وشرح التعليمات وعادة ما تكون مفرداتها في شكل صور ورسوم.
-- الأساس الرابع: نوع الأداء:
* اختبارات قرطاسية (ورقة وقلم)
* اختبارات عقلية مثل فك وتركيب الآلات والعدد وخلافه.
ومن خضم هذه الأنواع سوف أقتصر على الحديث عن نوعين وهما:
* الاختبارات الفردية.
* الاختبارات الجمعية.
ويتبع>>>>>>>: اختبارات الذكاء3