بعض الأطفال والمراهقين يعانون من أحداث مجهدة وشاقه على طبيعتهم وطاقتهم ومن المحتمل أن تؤثر عليهم عاطفيا أو جسديا. ردود الفعل على هذه الأحداث المجهدة للطفل أو المراهق قد تكون قصيره لمدة أقل من ثلاث أشهر وهنا تحدث استعادة سريعة لطبيعة الأمور سواء نفسية أو جسديه ودون مزيد من المشاكل.
لكن قد تطول مدة اضطرابات ما بعد صدمة كارثيه على الطفل أو المراهق تستمر لمدة ستة أشهر أو أكثر تترك أفكار مخيفة وذكريات من الماضي من هذه المحنة على الطفل وهنا يعرف الاضطراب باسم اضطراب ما بعد الصدمة.
اسبابها:
- معاصرة الاطفال لتفاصيل حروب أو قتل سواء كان الطفل ضحيه أو شاهد عيان ويتبادر إلى الاذهان مثال حي قريب في دول غاليه على قلوبنا جميعا مثل سوريا أو العراق .
- اعتداء جسدي (عنف في المنزل _ عنف في المجتمع _سطو وتعذيب_ خطف) أو اعتداء جنسي (تحرش _اغتصاب) سواء كان الطفل ضحيه أو شاهد عيان .
- حوادث السيارات والكوارث الطبيعية (مثل الفيضانات والحرائق والزلازل) سواء كان الطفل ضحيه أو شاهد عيان
- طلاق أو فراق حبيب .
- تدخلات جراحيه كبيره بدون تهيئه نفسيه للطفل.
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
تنقسم تلك الأعراض إلى ثلاث مجموعات
1. استرجاع الطفل للحدث:
مراجعة الحدث في ذهن الطفل أو المراهق لبضع لحظات على شكل صور أو فلاش باك، يبدو كما لو أنها إعادة حية تجسد الحدث ووجدان الطفل ومشاعره مع هذا الحدث والتي تكون مؤلمة ومخيفة للأطفال.
2. أعراض توتر وقلق واكتئاب:
- سلوك طفل مهتاج تختلط عليه الامور ويظهر ما بين خوف شديد وعجز وغضب وحزن ورعب أو إنكار وتساؤلات (لماذا مات حبيبي وصديقي وانا حي؟) .
- استعداديه عالية لدى الطفل يصاحبها انزعاج لأي تنبيه يذكر الطفل بالحدث الصادم.
- لديه كوابيس مخيفه عند الذهاب الى النوم.
- لديه رغبة وتشبث بوجود آبائهم معهم ليلا.
- سلوكيات رجعية بان يتصرف الطفل بسلوكيات أصغر من عمرهم (مثل مص الابهام).
- فقدان المهارات التي تعلمها الطفل حديثا (فيحدث تبول لا إرادي، وعدم قدرة على التحدث).
- اعراض جسدية (مثل الصداع أو آلام المعدة)
- يكون دائما في حالة ترقب لشيء سيء ممكن حدوثه.
- يواجه مشاكل في التركيز.
- قلق الموت في سن مبكرة.
- فقدان الاهتمام بالنشاطات .
- تكرار الصدمات يؤثر على البناء النفسي للأطفال وربما يمتد أثره ويرسب حالة من التوتر المستمر واضطراب النوم والاكتئاب ومشاعر الكره والعنف.
3. فعل تجنبي من الطفل
رفض الطفل أن يفعل أشياء تذكره بما حدث، على سبيل المثال رفض للوصول الى سيارة إذا كان حادث سيارة.
العلاج:
- من الطبيعي أن نوضح أن أفضل نهج هو الوقاية من الصدمة (زرع ثقافة الصمود والتحدي في مواجهة المخاطر مع الحفاظ عليهم منها بديهيا) .
- التدخل المبكر أمر ضروري ومهم بدعم من أولياء الأمور والمدرسة والأصدقاء ويكون التركيز على إنشاء شعور بالأمان.
- علاج نفسي داعم (من مؤسسات حكومية _حقوقيه _ الأسرة والمحيطين) بالسماح للطفل أن يتكلم، أن يرسم، أن يلعب، أو يكتب عن هذا الحدث وأحيانا إلقاء قصص عن طفل أو حيوان في وضع مماثل مرارا وتكرارا، يمكن أن يساعد الأطفال بالشعور بمزيد من السيطرة.
- خلق رمزيه لدى الطفل سواء بقصة أو برامج متكاملة تسرد كيفية خروج أبطال في واقعنا من (اضطراب ما بعد الصدمة ) أكثر قوة وأكثر سيطرة .
- قد يكون من المفيد تقليل كمية الضغط الاضافي المجهد للطفل بالبعد عن برامج تلفزيونيه أو صحف تعيد ذكريات الحدث الاليم .
- لمخاوف وقت النوم: نوم الأم أو الأب مع الطفل كدعم ولا يمنع وجود دميه (دميه لحيوان محبوب ومألوف للطفل _ دمية عروسة _ دميه لشخصيه كرتونية بطوليه محببهإالى الطفل بجواره) .
- تقنيات تعديل السلوك والعلاج الإدراكي قد تساعد في تقليل المخاوف والقلق ليعيش حياة صحية ومنتجة.
- وقد نلجأ إلى العلاج الدوائي للتعامل مع الانفعالات والقلق أو الاكتئاب الذى قد يكون مصاحبا للاضطراب.
واقرأ أيضاً:
دعوة لعلاج وتأهيل حالات كرب مابعد الصدمة PTSD / طائرات الدخلاء : هل تسبب صدمة الرضح الكربي؟ / كرب ما بعد الصدمة لدى أطفال فلسطين