كيفية مكافحة وصمة الطـب النفسي والأطباء النفسانيين**
نورمان سارتوريوس1, ولفجانج جيبل2, هيلين-روز كليفلاند2, هيذر ستيوارت3, تسويوشى اوكياما4, جوليو اربوليدا-فلوريز3, أنجا أ.بومان5, أوى جوريجى6, ميجل ر. جورج7,ماريان كاستروب8,يوريكو سوزوكى, 9ألان تاسمان10*
الملخص:
في عام 2009 أنشأ رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي فرقة عمل منوط بها فحص الأدلة المتاحة عن وصمة الطب النفسي والأطباء النفسانيين وعمل توصيات حول عمل الجمعيات الوطنية للأمراض النفسية والأطباء النفسانيين المهنيين وما يمكن القيام به لخفض أو منع الوصمة ومنع نتائجها الشائنة، وتعرض هذه الورقة موجزاً للنتائج التي توصلت إليها فرقة العمل وكذلك التوصيات، وقد استعرضت فرقة العمل المؤلفات المتعلقة بصورة الطب النفسي والأطباء النفسانيين في وسائل الإعلام وآراء عامة الجمهور حول الطب النفسي والأطباء النفسانيين، وأيضا آراء طلاب الطب والمهنيين الصحيين غير الأطباء النفسانيين وأيضا الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية وأسرهم، كما استعرضت الأدلة حول التدخلات التي تعهدت بمكافحة الوصمة والتمييز وما ترتب عليها، كما قدمت سلسلة من التوصيات للجمعيات الوطنية للأمراض النفسية والأطباء النفسانيين.
فرقة العمل ركزت على صياغة أفضل الممارسات في الطب النفسي وتطبيقها في مجال الخدمات الصحية وعلى تنقيح المناهج الدراسية لتدريب العاملين في مجال الصحة، وأوصت أيضا بأن الجمعيات الوطنية للأمراض النفسية عليها إقامة صلات مع غيرها من الجمعيات المهنية ومنظمات المرضى وأفراد أسرهم ومع وسائل الإعلام لمعالجة مشكلات وصمة الطب النفسى على نطاق واسع، وأبرزت فرقة العمل أيضا الدور الذي يمكن أن يؤديه الأطباء النفسانيين في منع وصمة الطب النفسي، وأكدت على الحاجة إلى وجود علاقة احترام مع المرضى و دقة الالتزام بالمعايير الأخلاقية والحفاظ على الكفاءة المهنية فى ممارسة الطب النفسي.
الكلمات الرئيسية: الوصمة، الطب النفسي، الأطباء النفسانيين، عامة الجمهور، وسائل الإعلام، طلاب الطب، المرضى وأقاربهم، القواعد الأخلاقية (World Psychiatry 2010;9)
أحد الأهداف لخطة عمل الجمعية العالمية للطب النفسي فى الفترة من 2008 -2011 ، والتى اعتمدتها الجمعية العامة للجمعية العالمية للطب النفسي هى تحسين صورة الطب النفسي والأطباء النفسانيين في أعين المهنيين الصحيين، وعامة الجمهور وصناع القرار الصحي وطلاب المهن الصحية (1،2). سعيا لتحقيق هذا الهدف، قام رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي بإنشاء فرقة العمل وعهد اليها بوضع توجيهات بشأن كيفية مكافحة وصمة الطب النفسي والأطباء النفسانيين. هذه الورقة تقدم استعراضاً للمعلومات الحالية في هذا المجال وعرض سلسلة من التوصيات حول ما يمكن عمله للتصدي للمشكلة.
الطـرق المستخدمـة فى مراجعـة الأدلـة المنشـورة
أجرت فرقة العمل مراجعة للأبحاث المنشورة لتحديد المطبوعات التي تتناول صورة كل من الطب النفسي والأطباء النفسانيين ومؤسسات الصحة النفسية والعلاج النفسي. البحث الألجوريثمى تم اختياره وتطبيقه على :
Social SciSearch/Social Science Citation Index, PsycINFO, Embase, Somed (joint search via the meta-search engine Dimdi, title only) and Medline (titles and abstracts)
الاستعراض يهدف إلى توفير سرد شامل للمفاهيم النمطية عن الطب النفسي والأطباء النفسانيين.على الرغم من ذلك هناك عدة مواضيع تتعلق بالمواقف تجاه الطب النفسي والأطباء النفسيين (مثل السلوك الساعي إلى المساعدة، الالتزام) التي لا يمكن إدراجها تماما، وهكذا فقط سوف تذكر حينما يبدو أن لها أهمية بالنسبة للموضوع. البحث الذى أجرى في يوليو 2009، لا يقتصر فقط على سنة معينة أو على تحديد المقالات المنشورة باللغة الإنجليزية والألمانية. كما أن أعضاء فرقة العمل أسهموا بوضع اقتراحات حول مقالات أخرى منشورة بلغات أخرى كانوا على علم بها. البحث الأولي أسفر عن 8,217 مقالة، و بعد استبعاد النسخ المكررة تبقى منها 7,296 مقالة ، وبعد فرز العناوين والملخصات أمكن تحديد 398 ورقة يحتمل أن تكون ذات صلة بالموضوع، وبعد إستعراض مزيد من المراجع المنشورة تم إضافة المزيد منها ، واعتبرت مجموعة من 503 دراسة إمكانية أن تكون ذات صلة بالموضوع وأيضا تشكل الأساس لهذا الاستعراض.
نتائــج استعـــراض المعلومـــات
لقد عرفنا الوصمة بشكل واسع، لتشمل الصور النمطية السلبية والمعتقدات الضارة التي يعتقدها الناس، فضلا عن الممارسات التمييزية أو غير المنصفة التي يمكن أن تنتج عن ذلك. علاوة على ذلك، لقد أدركنا أن الوصمة والتمييز قد تحدث على مستوى الفرد، من خلال التفاعلات بين الأفراد، وكذلك على مستوى الهياكل الاجتماعية بموجب السياسات غير العادلة، والممارسات والقوانين (3). أولا سننظر الى وصمة الطب النفسي (والعلاجات النفسية)، ثم الى وصمة الأطباء النفسانيين.
وصمــة الطــب النفســي
الـــرأي العــــام
الرأي العام كان دائماً سلبيا خلال العقود الماضية تجاه المصحات النفسية. عادة صورة "مستشفى الأمراض النفسية" انها مؤسسة كبيرة بها غرف احتجازية (4)، وأبواب مغلقة، وعادة ما تقع في الضواحي بعيدا عن المجتمع (5.6). ويعتقد 25 % من المشاركين في دراسة استقصائية ممثله للمجتمع الألمانى (4) أن المرضى لايتم السماح لهم بالخروج، ويعتقد 50 % أن الأصفاد ما تزال قيد الاستخدام.
ولكن يمكن ملاحظة بعض التغييرات الإيجابية في السبعينات، مع تطور المجتمع والعناية بالصحة النفسية المجتمعية (7). ومع ذلك، قوبلت الرعاية المجتمعية بمقاومة من سكان المجتمعات المحلية، ويشار إلى متلازمة نمبىNIMBY (ليس فى الفناء الخلفى).
على سبيل المثال، في إحدى الدراسات ، بينما 81 % أميركي رفضوا فكرة أن "أفضل طريقة للتعامل مع المرضى النفسيين هى إبقائهم خلف الأبواب المغلقة، رحب فقط أقل من (31 %) بوجود مركز أو عيادات للصحة النفسية للمرضى الخارجيين في الجوار (8). وشملت أسباب هذه المقاومة المخاوف من انخفاض قيمة العقار وسلامة الأطفال والسلامة الشخصية (9-12).
وجد أن الآراء العامة حول العلاج النفسي إنها مختلطة (متنوعة). في حين كشفت بعض الدراسات أن المشاركين فى البحث يعتبروا العلاج النفسي مفيد (13-15)، في دراسات أخرى أعرب المشاركين عن قلقهم إزاء نوعية وفاعلية العلاج النفسى (16-18)، وفي بعض الأبحاث الأخرى إعتبر المشاركين ان العلاج النفسي ضار (19-21).
وفى موضوع الإختيار بين مجموعة من وسائل العلاج النفسي انتهى التفضيل عادة بإختيار العلاج النفسي على حساب العلاج الدوائى (33-20,6,22 ). ومع ذلك، يبدو أن صياغة الأسئلة كان لها تأثيرا على النتائج. و فى اختيار إجبارى فقط لإحدى وسائل العلاج النفسى المختلفة يبدو أن الأفضلية كانت للعلاج النفسي، ولكن إذا كان تقييم قبول نوع معين من العلاج، الدراسات عادة عثرت على ارتفاع معدلات القبول للعلاج النفسي والدوائى (34-37).
عامة الناس تميل إلى المبالغة في تقدير فاعلية العلاج النفسي، حيث يوصون بة كعلاج وحيد حتى بالنسبة لاضطراب مثل الفصام حيث تشير الأدلة العلمية لأهمية العلاج الدوائى (22,38). وعلى النقيض من ذلك، الآثار السلبية للأدوية تؤخذ على انها شديدة، في حين أن الآثار الإيجابية يقلل من شأنها (31,39,40). وفي بعض الحالات، على الرغم من الاتفاق على فاعلية العلاج الدوائى، أغلبية المستطلعين لن يكونوا على إستعداد للعلاج بأدوية الأمراض النفسية (41).
تم العثور على خمسة أفكار خاطئة عن الأدوية النفسية منتشرة بين عامة الناس وهى أن الأدوية النفسية ينظر إليها على أنها تسبب الإدمان (44-42 ,39,31,30)، "تهدئة بدون علاج" (30,38,39 ,46-44)، "غزو للهوية" (39)، مجرد تخدير للمرضى (40)، وغير فعالة في منع الانتكاس (30). هذه المفاهيم الخاطئة توجد أيضا في أفريقيا، حيث المعالجين التقليديين موثوق بهم أكثر من الأطباء الغربيين المدربين (47,48).
ولوحظت غالباً مواقف سلبية حول العلاج بالجلسات الكهربائيه (ECT). و على سبيل المثال في دراسة لسكان أستراليا وجد أن 7 % فقط ينظر للجلسات الكهربائيه ( ECT) على إنها مفيدة، بينما ينظر 70% إليها على انها ضارة (22).
طــــلاب الطـــب
وجد بين طلاب الطب، نتائج مختلطة، ومتناقضة أحياناً. بينما كان الوضع العام للطب النفسى كتخصص منخفض المكانة ، جاء فى تقرير بعض الدراسات أن هناك تغييرات إيجابية في المواقف، إما على مرور الزمن (49,50) أو بعد الانتهاء من التدريب النفسي أثناء كلية الطب (51-71)، على الرغم من ذلك التحسن في المواقف يبدو أنه تحسنا عابرا (72-75) في دراسات أخرى لم يلاحظ حدوث تحسن في المواقف (83-76).وعلى الرغم من المواقف الإيجابية، نسبة طلاب الطب غالباً منخفضة التى تشير إلى أنها ستختار الطب النفسي كمهنة (84-91)
من بين الأسباب الرئيسية المذكورة لعدم اختيار الطب النفسي كمهنة كانت التصور إنه فى مكانة متدنية وأيضا قلة الاحترام بين التخصصات الطبية الأخرى (49,87, 92-111) وجاء في استقصاء أجرى مؤخرا لطلاب الطب بالولايات المتحدة بخصوص التخصصات الطبية التي يضرب عنها الأطباء ، جاء الطب النفسي فى المرتبة الثالثة (39 %) بعد طب الأسرة والطب الباطنى العام (112).
عندما يكون هناك جاذبية إلى الطب النفسي، يبدو أنها تقوم أساسا على انة مثير للاهتمام و التحدى الفكرى (77,101,110)، ويوفر المهنة الواعدة بالرضا الوظيفي و فتح آفاق جيدة (101,113,114). طلاب الطب عادة لا ينظرون الى الطب النفسي على انة اختيار مهنى متحدى للفكر ( 101, 115-117) ولكن ينظرون الية كمهنة تحقق رضا وظيفي منخفض وإنجاز محدود (109) و لكن في دراسات أخرى جاء الطب النفسي فى المرتبة الأكثر جاذبية و الاكثر تحديا للفكر (92,118,119).
من الجوانب المؤثرة أيضا كان تأثير أسر الطلاب على مواقفهم وقراراتهم بهدف اتخاذ الطب النفسي كمهنة. القوالب المتخذة عن الطب النفسى مثل انة "وقت ضائع" تسود على نطاق واسع بين أسر طلاب الطب (94,120)، كما ان الطلاب لا يشعرون بالتشجيع من أسرهم على إتخاذه مهنة (100,104) وهذا الموقف يعكس صورة الطب النفسي على انة ليس "طب حقيقي" (109).
الجوانب المالية، مثل الأجور المنخفضة (49,87,92,99,106,107,109,116, 121-124) وانعدام التمويل الحكومى (103, 125-129) أيضا تلعب دوراً في تشكيل صورة الطب النفسي كتخصص. هذه العوائق المالية تؤثر على مواقف طلاب الطب في كل من التخصصات الإكلينيكية (السريرية) و البحثية.
كما يتصور طلاب الطب أن الطب النفسي يفتقر إلى الأساس العلمي المتين الموثوق به (92,97,101,109,117,119, 130-135). موقف طلاب الطب يستند جزئيا على بعض الأسباب لعدم دخول تخصص الطب النفسى، من بين هذه الأسباب ماذكره طلاب الطب من عدم التيقن بشأن نوسولوجي وتشخيص الأمراض النفسية (109,136,137). تصنيف الاضطرابات النفسية في التقسيم الأمريكى للطب النفسى(DSM) والتصنيف الدولي للأمراض(ICD) لاقى انتقادا لأن غالبية هذه الفئات التشخيصية لم تقر بالمعايير البيولوجية (138-141)، و هذا عزز الصورة المتخذة عن الطب النفسي على انة ليس "طب حقيقي" . أحد جوانب هذه المناقشة تشتمل على سؤال ما إذا كانت الأبحاث التى إستخدمت تشخيصات لم يتم التحقق من صحتها وتم إدراج معاييرها فى الأبحاث هى أيضا أبحاث غير صالحة (142).
وكانت النتائج فيما يتعلق برأي طلاب الطب في العلاج النفسي ونتائجه مختلطة. طلاب الطب كثيراً ما يعتبرون العلاجات النفسية غير فعالة (115,143) ويعتبرون الطب النفسي "بطئ جدا فى التحرك أو التقدم" (133).
طلاب الطب كان تشككهم أقل كثيرا من عامة الجمهور إزاء الأدوية النفسية (144,145). ومع ذلك، الادوية النفسية تعرضت لانتقادات بسبب عدم استهداف السبب الفعلي للمرض (146). وفي بعض الحالات كان تصنيف العلاج النفسي أكثر إيجابية (147).
طلاب الطب أيضا كانت مواقفهم مختلطة تجاة العلاج بالجلسات الكهربائية (ECT). معظم المجيبين ينظرون إلى العلاج بالجلسات الكهربائية كشكل من أشكال العقاب (148,149)، و لكن ممكن أن يستخدم فقط كملجأ أخير(150). وفي المقابل، أغلبية طلاب الطب في دراسة نيجيرية لا يتفق مع فكرة العلاج بالجلسات الكهربائية و يرون انها يساء استخدامها كعقاب (151). أفاد طلاب المملكة المتحدة إنه لا خوف من إساءة استخدام العلاج بالجلسات الكهربائية عن طريق الأطباء النفسانيين، خلافا لحوالي 30 % من نظرائهم في العراق ومصر (152).المواقف السلبية تجاه العلاج بالجلسات الكهربائية يمكن أن تعزى إلى وسائل الإعلام ومشاهد الافلام (148,153)، بينما كان من الأرجح أن طلاب المملكة المتحدة كانوا الاكثر ملاحظة لحالات فعلية تم علاجها عن طريق العلاج بالجلسات الكهربائية (152,154)
المهنيــــون الصحيـــون
تم بحث مواقف أطباء الأسرة تجاه الطب النفسي في بعض الدراسات. ووجد سببان وأمكن تحديدهما لعدم الإحالة للطب النفسى (155) وهما: المخاوف بشأن فاعلية العلاج النفسي والوصمة للمريض. الادوية النفسية كثيرا ما اعتبرت ضرورية، و لكن تم التوصية ايضا بالعلاج النفسي والمناهج المشتركة فى العلاج (156,157).
صورة الطب النفسي من منظور الأطباء النفسيين لم تدرس على نطاق واسع.ووجدت دراسة تقييم مدى الشعور بالرضا عن التخصص بين عينة من الأطباء النفسانيين وأطباء الأطفال ووجد ان الرضا عن التخصص كان تقديره مرتفع بين الأطباء النفسيين (158)، ودون اى اختلاف في الرضا بالمقارنة مع أطباء الأطفال.لامبرت وأخرين (136) قام بتقييم الأسباب التى دفعت الأطباء النفسيين إلى ترك هذا التخصصص بعد اختيارهم له في البداية، وقرر أن الأسباب الرئيسية التى ذكرها الأطباء النفسانيين إشتملت على أن الصورة العامه لهذا التخصص سيئة ’ نقص الإحترام للتخصص بين الأطباء الآخرين ’ مع تصور نقص الموارد المالية. في دراسة بريطانية فقط 71% من الأطباء النفسانيين ذكروا عموما إستعدادهم للعلاج بالأدوية المضادة للفصام اذا كانوا هم أنفسهم يعانوا من هذه الحالة (159).
طلاب التمريض من الجنسين تبين أن لهم مواقف إيجابية تجاه الطب النفسي (160-166). ينطبق ذلك أيضا على طلاب الصيدلة (167).
العاملين في المهن الصحية كان موقفهم من العلاجات النفسية المحددة متتطابقة مع الرأى العام ومع طلاب الطب. وهكذا كان كثيرا ما ينظروا إلى الأدوية المخزنة (طويلة المفعول)على إنها إلزامية وتمس باستقلالية المريض (168,169)، العلاج النفسي يفضل على العلاج بمضادات الاكتئاب (170)، والعلاج بالعقاقير النفسية كثيرا ما يكون مقبولا فقط كحل أخير (171). غير أنه كان للأخصائيين الاجتماعيين موقفا إيجابيا إزاء الأدوية النفسية (172,173). كما أفاد فقط 35% من العاملين في مجال الصحة النفسية من غير الاطباء أنهم ممكن أن يفكروا فى العلاج بمضادات الذهان إذا أصيبوا بالفصام ، بينما نسبة 85% سيوصي بها لأقاربهم (159). ممرضات الصحة النفسية أوصوا بإستخدام العلاج بالجلسات الكهربائية فقط في حالات الاكتئاب الشديدة (174).أساليب العلاج الإلزامى أثارت مشاعر قوية بين الممرضات (175,176).
المرضــــى وذووهـــــم
كثيرا ما يذكر المرضى الذين رفضوا التحويل إلى الطبيب النفسي أن السبب هو الخوف من وصمة المرض النفسى، والتوقعات السلبية إزاء العلاجات ونوعيتها (177). المرضى عادة يتوقعون أن العلاجات ستكون مفيدة (178,179)، ومعظم حالات العيادات الخارجية في مراكز الصحة النفسية المجتمعية راضيين عن العلاجات التى تلقوها (180,181).على أى حال غالباً التوقعات أن العلاجات مثل العلاج بالجلسات الكهربائية ستكون مؤلمة، كما أشار المرضى كثيرا إلى أن الأدوية يمكن أن تعطى للمرضى بدون موافقتهم (26,182).
كان للمرضى وذويهم وأيضا عامة الجمهور نفس الأفكار النمطية عن الأدوية النفسية. نتيجة لذلك ، كثيرا ما ترفض هذه الأدوية لأنهم يعتقدون أنها تساعد على الإدمان (32, 183-185)، لا على استهداف الأسباب الفعلية للمرض (32)، ولإنها تسبب تغييرات فى الشخصية (179,186) وكبت المشاعر العادية (184).وتبين بعض الدراسات تفضيل واضح للعلاج النفسي على العلاج الدوائي (19، 26,187,188)، والمرضى كثيرا لا يتوقعوا استخدام الدواء عند بداية العلاج (178,179,189).العلاج النفسي كثيرا ما اعتبر أما بطئى المفعول أو غير فعال تماما (190).ومع ذلك، مقارنة بالرأى العام، تبين ان المرضى النفسيين وأقاربهم لهم مواقف إيجابية أكثر قليلا تجاه الأدوية النفسية (191-195)، وبعض الدراسات اقرت ان الارتياح لهذا النوع من العلاج مرتفع (196-198).والمرضى النفسيين ممن سبق علاجهم بالمستشفى أظهروا مواقف أكثر إيجابية من العلاجات النفسية (199-201)
بينما كثيرا من المرضى ينظروا إلى العلاج بالجلسات الكهربائية كأسلوب فعال للعلاج (202,203)، معظم المرضى يتوقع منه آثار جانبية خطيرة (204,205)، وهذا غالبا ما يدفعهم الى الإعتقاد إنه الملاذ الأخير فى العلاج غير أن هذا لم يكن الحال في المرضى الذين قد خضعوا بالفعل للعلاجبالجلسات الكهربائية (208-206). وبالمثل، بينما أفاد معظم المرضى أن رأيه لم يكن لصالح العلاج الإلزامى، حيث إنه يحد من إستقلالهم الذاتي، معظمهم قيم تلك التجربة الفعلية مع العلاج الإلزامى كمفيدة (197, 209-218).
وسائل الإعلام
فى الغالب يصوير الطب النفسي بصورة سلبية في وسائل الإعلام الإخبارية والترفيهية. وفي تعليقات وسائل الإعلام، حيث يصور الطب النفسي على إنه "تخصص دون ثقافة أو أساليب علمية أو تقنيات علاج فعال" (219). وقد نقلت الصحف والأفلام غالباً صورة سلبية عن مستشفيات الأمراض النفسية (220,221). هذه الصور تم تعميمها بسرعة وأسهمت في الصورة السلبية عن الطب النفسي (222,223). ونادرا ما يتم تصوير مراكز الصحة النفسية المجتمعية الحديثة في وسائل الإعلام (224).
كما يصور العلاج النفسي غالباً بطريقة سلبية، مع إعطاء صورة للجلسات الكهربائية على إنها عقابية و غير فعالة (225)، وأن الإحتجاز القسري أو التحليل النفسى هو السائد (224,226,227). أساطير هوليوود عن الطب النفسي" (228) تنقل أو تعبر عن فكرة أن العلاج الناجح لا يعتمد على الدواء أو أن التحسن يكون تدريجي ولكن العلاج يعتمد على جلسة تطهيرية واحدة. التقارير الصحفية بشأن الادوية النفسية كانت أكثر نقدا إلى حد كبير من التقارير المتعلقة بادوية القلب، وفى كثير من الأحيان يتم التركيز على الآثار الجانبية السلبية للعلاج مع حذف المعلومات المتعلقة بالآثار المفيدة (229,230). التقارير عن العلاج بالجلسات الكهربائية كثيرا ما تكون تمييزية و منحازة (231). عدة صحف انتقدت مرارا وتكرارا العلاقة بين الطب النفسي والصناعة (232).
ويتبع >>>>>>>>>>: كيفية مكافحة وصمة الطـب النفسي والأطباء النفسانيين2
** ترجمة **:أ.د. ماجدة فهمـــــي ** مراجعة: أ.د. أحمد عكاشـــــه ، أ.د. طارق عكاشـــــه
المراجع الأجنبية:
واقرأ أيضًا:
الوصمة / المسلسلات النفسية ووصمة المرض النفسي / الطب النفسي والمريض العربي...تجربة شخصية / أصول الخلاف بين النفسانيين وثقافة مجتمعاتنا (3) / وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا!