الجمال والجاذبية ١- أبعاد اجتماعية
هناك سؤال يُصعّب الجواب عليه وهو:
ما هو الجميل والجذاب؟
لا يزال المعتقد السائد المفعول بأن معايير الجمال والجاذبية تختلف بين المجتمعات ويتم تلقينها في البيئة التي يعيش وينمو فيها الإنسان. يمكن أن نستنج بأن الجمال هو فكرة يتم تكوينها في داخل الدماغ من خلال استقباله لمحفزات في محيطه. يتم تلقين الفرد معايير الجمال من خلال بيئته وعند ذاك يضع ما تم النظر إليه في إطار جميل أو قبيح أو ما بينهما. على ضوء ذلك فإن القول بأن الجمال هو فقط في عين الناظر مقولة صحيحة.
ولكن هناك اختلافا في استعمال مصطلح الجاذبية وماذا يعني بالذات. المظهر الجميل باتفاق الآراء واحد من عوامل أخرى تعرف الجاذبية وربما يتصدر القائمة.
عوامل الجاذبية الأخرى
١- صوت الإنسان وكلامه. حديث الإنسان الذي يعكس ثقافته ووضوح آرائه وصدقه واحترامه لآراء الآخرين أكثر جاذبية من الذي يفتقر لهذه الصفات. هناك من الدراسات الصغيرة إلى حد ما ما تشير إلى وجود اختلاف بين الرجال والنساء في تقييم جاذبية الصوت. النساء تفضل النساء الصوت الواطئ الهادئ عكس الرجال ولكن الجميع يميل إلى تصنيف الإنسان الذي يميل إلى تغيير مقام صوته عند الحديث بأنه أكثر ذكاء ًوجاذبية من غيره.
٢- سمعة الإنسان تلاحقه في كل مكان فإن سمعت حديث البعض بأن فلان جذاب فاحتمال أن تحكم عليه بذلك يكون عالياً حين تراه لأول مرة. يمكن أن تلاحظ ذلك في قصة يوسف (ع) فقد حكمت عليه النسوة بالجمال والجاذبية بسرعة البرق بعد سماعهم لرأي امرأة أخرى.
٣- نمط الإنسان وترى الناس تميل إلى وصف الآخرين بالجاذبية إذا كان المقابل من نفس الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها. هذا الموضوع كثير التكرار في الأدبيات العالمية وحاول الكثير التركيز عليه ومحاربته لأنه أحد أسباب توطيد الفوارق الاجتماعية. يتم تعريف نمط الإنسان من خلال طبقته الاجتماعية أولا بآرائه التي يشارك بها الآخرين. بعد ذلك يأتي دور دخله المالي وهواياته والأقل أهمية من كل ذلك مبادئه. ترى هناك من جمع ماله عن طريق النصب والاحتيال ولكن ذلك لا قيمة له في حلقته الاجتماعية التي تشاركه الآراء والمستوى المادي والهوايات وربما طريقة جمع المال والثروة.
٤- مزاج الإنسان فمن كان يميل إلى الظرافة والابتهاج والابتسام أكثر جاذبية من الذي يميل إلى الإسراف في الجدية في الكلام مع التطرق إلى مآسي الماضي والحاضر والمستقبل.
٥- فتنة الإنسان في التواصل مع الآخرين تلعب دورها في نعته بالجاذبية. الإنسان الذي يثق بنفسه ويظهر هذه الثقة للمقابل ينقل هذه الثقة إلى من حوله والذين بدورهم يمنحونه وسام الجاذبية.
٦- لغة الجسد عند الحديث والتواصل معه الآخرين تلقي دورها في الجاذبية وهناك من يعتقد بأن لغة الإنسان الجسدية تعكس سلامة جهازه العصبي الحركي وخلاياه. التواصل غير اللفظي أكثر نجاحا أحياناً في إيصال فكرة من إنسان إلى آخر.
٧- تواجد الإنسان وتوفر الفرصة للقائه يتناسب عكسياً مع جاذبيته. هذه القاعدة لها جذورها الاقتصادية أيضاً فما هو غير متوفر أكثر جاذبية من الذي هو متوفر في كل مكان. عدم تواجد الإنسان بين الحين والآخر وابتعاده عن لقاء الآخرين يؤدي إلى تحفيز الغموض عنه وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع نصيبه من الجاذبية.
الجاذبية والجودة
الجمال ميزة تميل إلى الثبات. أما الجاذبية فهي ميزة تميل إلى الزوال. الجاذبية لا تعكس جودة الإنسان وكما يقول الفيلسوف ديفيد هيوم فإن الجودة لا توجد في الشيء نفسه وإنما في العقل الذي يتصور ذلك.
وربما كل عقل يتصور الجمال بطريقته الخاصة.
ويتبع >>>>>>>: الجمال والجاذبية ٣- مقياس الجمال
واقرأ أيضاً:
البدانة من الجمال إلى القبح / الوصمة الاجتماعية للسمنة (البدانة) / ما الذي يحدث لدماغ المرأة مع الحمل والأمومة / تصورات الجسد والجنس: رؤية نفسية