<div 814px;"="">
دماغ الإنسان هو أكثر أعضاء الجسم تعقيداً وتطوراً ويمكن تصويره بهيكلٍ من خلايا عصبية وأعصاب ثلاثية التجسيم. هذه الخلايا والأعصاب تحتاج إلى إدامة وصيانة كما يحتاج أي محرك ميكانيكي للعمل بصورة سليمة. من خلال الصيانة يتم تجهيز الخلايا العصبية بالأوكسجين ومختلف المواد الكيماوية التي ينقلها الدم. يختلف الدماغ عن بقية أعضاء الجسم بوجود الحائل الدموي الدماغي Blood Brain Barrier الذي يحميه من كل ما هومضر.
الخلية العصبية تحتوي على بروتين يسمى بعامل التغذية المشتق من الدماغ Brain-Derived Neurotropic Factor أو اختصارا (ع.ت.م.د BDNF) وتوليده يتم عن طريف شفرة في جينات تسمى بالاسم نفسه. هذا البروتين الحيوي تم اكتشافه في الحيوانات المختبرية قبل ١٥ عاماً وتم تأكيد وجوده في الإنسان بعد ذلك. تنتج الخلية العصبية هذا البروتين لتعمل بصورة صحية وسليمة وما نعرفه الآن هو أن التمارين والفعاليات الجسدية والرياضية ترفع من إنتاج هذا البروتين الذي ليس من الصعب قياس تركيزه في الدم.
الدماغ لا يحتوي على خلايا عصبية فحسب وإنما خلايا مساعدة وظيفتها حماية هيكله ونسميها الخلايا الدبقية Glial Cells وهي الأخرى تنتج البروتين المدعو عامل التغذية المشتق من الخلايا الدبقية Glial-Cells Derived Neurotrophic Factor أو اختصارا (ع.ت.م.خ.د GDNF) وإنتاجه أيضاً يرتفع مع الفعاليات البدنية.
وظائف مناطق الدماغ العامة
نستوعب الدماغ أحياناً بأن هناك المخ والذي يتكون من ٤ فصوص على كل جانب. الفص الأمامي للحركة والصدغي للكلام والجداري لاستقبال الأحاسيس والقذالي لاستقبال البصر. ثم هناك نوى قاعدية لحركات غير إرادية، ومخيخ للتوازن ووطاء لتنظيم الهرمونات وجذع الدماغ للوظائف الحيوية.
ولكن وظائف الدماغ أكثر تعقيداً من ذلك حيث تتفاعل مناطق الدماغ المختلفة بعضها مع البعض الآخر، ولكن هناك وظائف معينة تختص بها منطقة دون أخرى. هناك عملية توزيع المهمات على مناطق مختصة في الدماغ تماما كما يتم توزيع المهام على شعبة مختصة في دائرة وظيفية. الجدول أدناه يوضح توزيع المهام بين مناطق الدماغ.
الوظيفة | المصطلح اللاتيني | المنطقة أو الباحة القشرية |
---|---|---|
التعقل والتفكير | Prefrontal Cortex | قشرة الجبهة الأمامية |
العواطف | Frontal Lobe | الفص الجبهي |
تكامل العاطفة والفكر | Insula | الجزيرة |
الخوف والقلق | Amygdala | اللوزة |
الشهية والإدمان | Hypothalamus | الوطاء |
الذاكرة | Hippocampus | الحصين |
التركيز | Cerebellum | المخيخ |
الفعل الإبصاري الفراغي | Parietal Lobe | الفص الجداري |
التركيو وتغيير المهام | Basal Ganglia | النوى القاعدية |
يشكل الفص الجبهي ما يقارب ثلث المخ. يتم إرسال الأحاسيس السمعية والبصرية والحسية في الفصيص الجداري الأسفل وخزن بعضهاوضمان خزن احتياطي ومن ثمإرسالها إلى الفص الجبهي.
في قشرة الفص الجبهي الأمامية يتم التخطيط والبرمجة والمراقبة والتنفيذ والإرادة وتقرير التوقف أو عدم التوقف عن العمل.
دور الفعالية البدنية
ما نعلمه الآن هو أن الفعاليات البدنية المنتظمة تؤدي إلى زيادة إنتاج بروتينات BDNFو GDNF. هذه بدورها تؤدي إلى زيادة نشاط مختلف مناطق الدماغ. هناك أيضاً العديد من الدراسات التي تركز على نشاط وفعالية مناطق معينة من الدماغ،ولكن معظم عينات هذه الدراسات صغيرة ولم يتم تكرار البعض منها، فلذلك من الأفضل تلخيص نتائج هذه الدراسات كالآتي:
الفعاليات | الوظائف | المنطقة |
---|---|---|
االتنزه، الرقص، تمارين يوغا، لعب غير منظم، رياضة منتظمة | الإبداع، التخلص من التوتر، تركيز قصير وبعيد المدى | النوى القاعدية |
الركض واليوجا | المحافظة على محتوى الذاكرة والمعلومات | الحصين |
ركض مسافات قصيرة سريع | التوق الشديد للأكل | الوظاء |
رفع أثقال | حل المشاكل التعليمية المختلفة الوظائف الإدارية | القشرة الأمامية للفص الجبهي |
الاستنتاج
دواء الدماغ ومنشطه هو اللياقة البدنية. هذا ما يقوله العلم هذه الأيام. بعد ذلك هناك الاستنتاج بأن الفعالية البدنية وقاية ضد ما يلي:
١- الخرف
٢- مرض باركنسون
٣-الاكتئاب
التأثير الإيجابي للفعاليات البدنية على الخرف ليس حديثا ويتم تكراره المرة بعد الأخرى(3). هناك الوقاية من الخرف وهناك أيضاً تحسين السلوك والوظائف المعرفية. ما نعلمه الآن بأن هذا السبب لا يمكن تفسيره نفسيا وإنما له أسبابه البيولوجية. هذا التأثير يصل القمة في الأفراد المصابين بالقصور المعرفي الطفيف Mild Cognitive Impairment ولكن يجب أن نتذكر بأن الغالبية العظمى من هؤلاء لا يصل الأمر بهم إلى الإصابة بالخرف. تحسن الأداء المعرفي يؤدي إلى تحسين جودة الحياة والتمتع بها.
التمارين الرياضية والفعاليات البدنية لا يمكن غض النظر عنها في الوقاية من مرض باركنسون بل وحتى علاجه(1). هناك أكثر من ثمانية دراسات علمية توضح ذلك وتشير إلى تحسن المريض وإطالة العمر مع تمارين رياضية وأهميتها لا تقل عن العقاقير المستعملة في العلاج.
أول نصيحة لمريض مصاب باكتئاب طفيف أو جسيم هي ممارسة المشي السريع وعمل فعاليات رياضية مختلفة. هذا ما ينصح به الجميع من عاملين في الصحة النفسية أو غيرهم(2).استجابة الاكتئاب للعقاقير المضادة للاكتئاب لا تحصل بسرعة فيما لا يقل عن النصف منهم، والاعتماد عليها أو على العلاج المعرفي السلوكي سوية لا يحسن النتائج كما يتصور البعض، وفي الكثير منهم النشاط الرياضي ضرورة. عمل النشاط الرياضي لوحده يرفع ثقة المريض بمقدرته على التحكم بالاكتئاب بدلاً من تحكم الاكتئاب به.
المصادر
1- Ahlskog J(2011): Does Vigorous exercise have a neuroprotective effect in Parkinson disease? Neurology 77(3): 288-294.
2- Dunn O, Martinsen E (2000): Depression and exercise. International Journal of Sport Psychology 31(2): 110-135.
3 HeynP, Abreu B, Ottenbacher K(2004): The effects of exercise training on elderly person with cognitive impairment and dementia: A meta-analysis. Archives of Physical Medicine and Rehabilitation 85(10): 1694-1704.
واقرأ أيضًا:
متلازمة الاختلال الإداري / آليات الدفاع النفسية / تقييم التعلق في الطفولة / الأفكار الانتحارية والتعامل معها / حكايات وقصص الإنسان