النخلة شجرة مباركة معطاء، حَمَت الناس من المجاعات في الأزمان التي داهمهم فيها أشرس العدوان، وما استطاع حصار أن ينال من بلدٍ فيه النخيل أمير. وفي العراق على سبيل المثال: تحقق تدمير واقتلاع منظم للنخيل دون التحسب لمتطلبات الأمن الغذائي الذي تؤسس النخلة عموده الفقري، ولهذا تضرر الشعب كثيراً بالحصار فعز الطعام.
والأمن الغذائي العربي مغفول عند المسؤولين الذين أسكرهم النفط وأذهب بصيرتهم وأطلق ما فيهم من نوازع دونية فاحتقروا النخيل وأهملوه وبعضهم عاداه وأباد الملايين منه بحماقة وسفاهة وسذاجة وغباء شديد. فالنخلة تُطعم الإنسان والحيوان، وتوفر أعمالاً للناس يرتزقون منها، وتمنحهم الشعور بالقدرة على التواصل مع الحياة بقوة وثبات.
وفي هذا العالم يموت عشرات الآلاف يومياً من الجوع، ولو توفرت النخلة في ديارهم لما جاعوا وماتوا، ولهذا فالمطلوب منا أن نستثمر في زراعة النخيل لكي نأمن من الجوع ونتفوق على زماننا ومكاننا ونكون من المنتجين الفاعلين في صناعة الحياة الأفضل للأجيال.
بل أن الأمم المتحدة عليها أن تأخذ بالحسبان التشجيع على زراعة النخيل لكي تنقذ جياع الدنيا من الموت والتضور من عدم توفر الطعام. وفي ديارنا العربية يتوجب علينا أن نهتم بزراعة النخيل، وأن تكون أعدادها أضعاف عدد البشر لكي نحقق الأمن الغذائي المطلق، فالنخلة تعطي وتعطي وهدفها أن يتنعم الآكلون بتمرها اللذيذ.
قد يقول قائل أن هذا الكلام فيه بعض التصورات اللاواقعية لكن الأحداث التاريخية تشير أن للنخيل دوره الفعال في حماية الناس والحيوانات من الجوع في زمن الحصارات التي فرضت عليها، ولهذا كان للنخلة قيمة كبيرة عند الناس على مر العصور، وقطعها يُعد جريمة كبيرة وعدوان على الحياة.
فهل لنا أن نعيد للنخيل دوره في حياتنا، ومنه يمكننا أن نبدع بابتكار الصناعات الغذائية المتنوعة؟!!
واقرأ أيضاً:
العدالة الصناعية!! / سقر البشرية!! / الأطباء والقلم!!