الأبعاد النفسية للتنمر
البلطجة هو المصطلح الذي يعرفه الجميع، وربما مصطلح التنمر أقل شيوعاً. لذلك من الأفضل استعمال المصطلح الأول عند الحديث عن هذه الظاهرة.
البلطجة يتم ربطها تلقائياً بمراحل التعليم قبل الجامعي (رغم أنها ليست بغير المعروفة في الجامعات) ولكن الأصح من ذلك هو أن البلطجة لا تقتصر على مراحل التعليم والمدارس وتراها في جميع الأحياء الشعبية، الأندية ، أماكن العمل، داخل العائلة، وبين العوائل. لا تقتصر على جنس ولا عمر معين.
البلطجة هي توتر اجتماعي مزمن يتم تعريفه كالآتي: انتهاك منهجي متكرر للسلطة يصاحبه سلوك عدواني هدفه المقصود أذية الضحية من قبل زملاء وأقارب. هناك انواع عدة من البلطجة منها:
١- الجسدية (دفع وضرب)
٢- اللفظية (شتائم وترهيب)
٣- غير مباشرة (تلاعب اجتماعي، وإقصاء منهجي)
٤- وهذه الأيام هناك البلطجة عبر عالم الفضاء. من خلال الإنترنت والمواقع الاجتماعية ويتم استعمال مصطلح البلطجة الإلكترونية أو Cyberbullying.
٢٥٪ من الطلاب يتعرضون للبلطجة لفترة محدودة ولكن هناك ما لا يقل عن ١٠٪ يتعرضون لها بصورة مزمنة لفترة تزيد على الستة أشهر.
عواقب البلطجة
ضحية البلطجة يصاب بإجهاد حاد أولاً ويحاول التفاعل مع البيئة واستعادة توازنه. ولكن ضحية البلطجة المزمنة يُصاب بإجهاد نفسي وعضوي مزمن بسبب التحميل الزائد للضغوط البيئية. هذا التحميل الإضافي والإجهاد المزمن يؤدي إلى ارتفاع ما يلي:
١- تفاعلات كيمائية التهابية
٢- عجز في الناقلات العصبية الكيمائية
٣- اضطرابات أيضية
٤- ارتفاع تخزين الدهون
يحتد النقاش حول ضحايا البلطجة ويحاول البعض إسقاط اللوم في ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية المختلفة فيهم على عوامل بيئية وعائلية ووراثية، وعدم الاكتراث بالبلطجة كعامل مباشر. لكن حين تم حسم النقاش بدراسة ١٤٥ توأما وبذلك يتم السيطرة على جميع العوامل البيئية، كان الاستنتاج بأن التعرض للبلطجة يضاعف إصابة المراهق والطفل بمختلف اضطرابات الاكتئاب والقلق والسلوك الانتحاري. يمكن القول بأن احتمال إصابة ضحايا البلطجة باضطرابات نفسية يتضاعف أكثر من ٢٥ مرة والسلوك الانتحاري أكثر من ١٨ مرة.
أما على المدى البعيد فترى بأن ضحايا البلطجة يعانون من مختلف الأمراض العضوية بسبب ارتفاع عملية الالتهاب المزمن فيهم. هناك إنزيم يسهل قياسه في فحص دم، ويمكن القول هو فحص أولي مختبري في الطب العام، يسمى بروتين ج التفاعلي C Reactive Protein. تركيز هذا الإنزيم أعلى في ضحايا البلطجة قبل وبعد البلوغ ويستمر لفترات طويلة، وعملية الالتهاب المزمن تفسر إصابة الضحايا بمختلف الأمراض من السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة وأمراض القلب وغيرها.
النصيحة
هناك من أولياء الأمر من يسقط اللوم على الضحية لعدم قدرته على الدفاع عن نفسه، وهناك أحياناً من يتصور بأن ابنه المعتدي شجاع وقوي الشخصية. الحقيقة أن ولي الأمر عليه مساندة ابنه الضحية، كذلك إصلاح أمر ابنه المعتدي، لأن سلوك البلطجة لا يساعد الضحية بتاتاً، وانحراف المعتدي قد يكون دائم.
راقبوا الأطفال وساندوا ضحايا البلطجة ولا تتقاعس في الدفاع عن طفلك الضحية ووقف المعتدي.
ساند كل ضحية بلطجة من البالغين وتذكر بأن البلطجة تقتل الضحية.
ولا تنسى ما يحدث من بلطجة عبر الإنترنت.
مصادر
1- Kaptoge S, Di Angelantonio E, Lowe G, et al. C-reactive protein concentration and risk of coronary heart disease, stroke, and mortality: an individual participant meta-analysis. Lancet 2010;375:132–40.
2- Silberg JL, Copeland W, Linker J, Moore AA, Roberson-Nay R, York TP. Psychiatric outcomes of bullying victimization: a study of discordant monozygotic twins. Psychol Med 2016:1–9
3- Takizawa R, Danese A, Maughan B, Arseneault L. Bullying victimization in childhood predicts inflammation and obesity at mid-life: a five-decade birth cohort study. Psychol Med 2015;45:2705–15
واقرأ أيضاً:
الإيمان بين العقل والقلب/ اليقظة الواعية، ما هي ؟