التنظيم العاطفي واختلال التنظيم العاطفي Emotional Dysregulation مصطلحات تثير الفضول وكذلك الارتباك، التنظيم العاطفي تحديدا والاستراتيجيات التي يستعملها الإنسان لتنظيم مشاعره وكذلك مشاعر الآخرين. في نفس الوقت ربما استعمال مصطلح التنظيم الانفعالي هو أكثر دقة من التنظيم العاطفي في الممارسة المهنية في الطب النفساني. العاطفة عموماً هي حالة وجدانية محددة ووقتية ومميزة يتم تعريفها من قبل الإنسان نفسه وبوضوح مثل الغضب والحزن والسرور. حين يواجه الإنسان أزمة تؤثر على مشاعره بصورة سلبية٬ يلجأ إلى استعمال استراتيجيات معينة لمحاولة تنظيم هذه المشاعر السلبية. فشل الإنسان في استعمال استراتيجيات ناجحة للتنظيم هو ما يعني اختلال التنظيم العاطفي أو الانفعالي Emotional Dysregulation .
الاستراتيجيات الصحية الإيجابية يمكن تصنيفها إلى خمسة مجموعات:
1- يحاول الإنسان اختيار الموقف الذي يتجنب فيه أزمة تؤدي إلى انفعال سلبي.
٢- يحاول الإنسان تعديل الموقف وبالتالي يتجنب رد انفعالي عاطفي سلبي.
٣- صرف الانتباه إلى موقف آخر وعدم التركيز على ما يحدث.
٤- تغيير الأفكار التي تصاحب الموقف وهذا ما نسميه تغيير معرفي.
٥- تعديل الاستجابة إلى الموقف من سلبية إلى إيجابية. هذه الاستراتيجيات يستعملها الإنسان يومياً وتتداخل الواحدة منها مع الأخرى.
على عكس ما يتصوره الكثير فإن صفة التنظيم العاطفي هي صفة فطرية إلى حد كبير تتوازى مع ما نسميه طبع Temperament الطفل ويتم صقلها في العامين الأولين من الحياة وتتأثر نسبياً بالتربية العائلية٬ نماذج التنظيم العاطفي من قبل الأبوين٬ والمناخ العاطفي في البيت عموماً. طبع الطفل يعتمد بدوره على عاملين وهما بعد رد الفعل التفاعلي والتنظيم الذاتي. يمكن ملاحظة هذه الطباع المختلفة في الأطفال منذ عمر مبكر. صفة عدم التنظيم العاطفي تدخل في صميم الكثير من الاضطرابات النفسية وعلاجها وتفسر تأثير الصدمات على إنسان دون آخر٬ شعوره بالاكتئاب٬ اضطراب الشخصية الحدية٬ وإيذاء الذات. تنبيه الإنسان إلى اختلال تنظيمه العاطفي يساعده على إدراك مصدر أزماته وفشله في رحلة الشفاء وعدم الاكتفاء بإسقاط اللوم على ظروف الحياة والعلاج النفساني أو الطبي.
واقرأ أيضاً:
نظرية عقل Theory of the Mind/ متلازمة توريت