قشرة المخ قبل الجبهية Prefrontal Cortex ق.ج1
3- ق.ج.ظا DMPC أو dmPFC
تعتبر القشرة قبل الجبهية الظهرية الإنسية مسؤولة عن الوعي والتحفيز وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن باحة برودمان 10 والتي تحتلها ق.ج.با vmPFC مع الجزء الجبهي من ق.ج.ظا قد تكون المنطقة الوحيدة في البشر أكبر مساحة من القردة العليا (Petrides et al. 2012). كما تشير الأدلة إلى أن ق.ج.ظا تلعب عدة أدوار في الإنسان منها لعب الأدوار في معالجة الإحساس بالذات، ودمج الانطباعات الاجتماعية، ونظرية العقل، والأحكام الأخلاقية، والتعاطف، والإيثار، ومعالجة معلومات الخوف والقلق، إضافة إلى تثبيط القشرة الحركية الأساسية من أعلى إلى أسفل، كما تقوم أيضًا بتعديل أو تنظيم الاستجابات العاطفية ومعدل ضربات القلب في مواقف الخوف أو التوتر كما تلعب دورًا في الذاكرة طويلة المدى، واتخاذ القرار إذ يُظهر ق.ج.ظا نشاطًا متزايدًا أثناء مهام صنع القرار المعقدة. كما يزيد التنشيط في ق.ج.ظا عندما يجب على الشخص أن يقرر بين نتيجتين متساويتين في الاحتمال، وكذلك عندما يكون القرار مخالفًا لميولهم السلوكية (Paulus et al., 2002). كما أظهرت دراسات التصوير الوظيفي نشاطا أكثر في المنطقة الإنسية من الفص الجبهي Medial Prefrontal Areas في المارين بخبرة الذنب الإيثاري، مقارنة بنشاط أكثر في الجزيرتين والقشرة الحزامية الأمامية Insulae & Anterior Cingulate Cortex في حالات الذنب الأخلاقي (Basile et al., 2011) بما يثبت دورها في الشعور بالآخر الاجتماعي.
ويعتقد أن ق.ج.ظا مسؤولة بشكل أو بآخر عن صياغة الأشخاص للهوية وشعورهم بها، عندما تم تكليف الممثلين بأداء شخصية، أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي قمعًا نسبيًا لـ ق.ج.ظا مقارنة بالمهام الأساسية أي أن هذا التعطيل نفسه لم يظهر في المهام الأخرى التي قام بها الممثلون. وهو ما قد يكون بسبب قيام الممثلين بقمع إحساسهم بالذات لتصوير شخصية أخرى. وهناك ما يشير إلى أن ق.ج.ظا غير نشط في الأفراد الذين يعانون من التفكك النفسي بشكل عام (Steven et al., 2019). كما ثبت أن ق.ج.ظا متورطة في التنظيم العاطفي الإرادي وغير الإرادي، فعند استدعاء الذكريات السلبية، يظهر كبار السن تنشيطًا في ق.ج.ظا . ويُعتقد أن هذا بمثابة آلية تقلل من السلبية الكلية للحدث. كذلك يُعتقد أن ق.ج.ظا يكون ضعيفًا في الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب ثنائي القطب مما يؤدي إلى اضطراب في التنظيم العاطفي (Phillips et al., 2008). ورغم نسبة العديد من الوظائف المعرفية إلى ق.ج.ظا لا يوجد فهم نهائي للدور الدقيق الذي تلعبه، ولا تزال الآليات الأساسية التي تمكنه من القيام بوظيفته (وظائفه) في الدماغ غير مرئية.
4- القشرة الجبهية الحجاجية أو "ق.ج.ح OFC"
وتغطي جزء المخ الواقع مباشرة فوق العينين وتشارك في فك وتمثيل بعض المعززات الأولية مثل الذوق واللمس؛ وفي التعلم وإرجاع ارتباطات المحفزات البصرية وغيرها من المحفزات لهذه المعززات الأولية؛ وكذلك في ضبط وتصحيح السلوك المرتبط بالثواب والعقاب، وبالتالي في تنظيم العاطفة. كما تشارك في ضبط السلوك التحفيزي مثل التغذية والشرب، والسلوك العاطفي، والسلوك الاجتماعي، ورغم تلال من الأبحاث والدراسات ما تزال ق.ج.ح باحة قشرية غير مفهومة تماما في المخ، لكنها بالتأكيد تمثل حلقة وصل للتكامل الحسي، وتعديل التفاعلات الحشوية، والمشاركة في التعلم والتنبؤ واتخاذ القرار للسلوكيات العاطفية والسلوكيات المتعلقة بالمكافأة، ولأن ق.ج.ح تلعب دورًا حاسمًا في العديد من الوظائف المعقدة والتي تعتبر ضرورية للإدراك البشري السليم، وتؤثر على التنظيم والسلوك، وعندما تتعطل هذه الوظائف قد تحدث أعراض واضطرابات نفسية.
ويبدو أن "ق.ج.ح" تلعب بشكل متزايد دورًا مهمًا، وفي بعض الحالات دورًا مركزيًا، في نتائج دراسات الفيزيولوجيا المرضية الحديثة لاضطرابات المزاج والقلق والذهان والفئات الرئيسية الأخرى من الاضطرابات النفسية (مثلا اضطراب الشخصية الحدية، الفصام، واضطراب الاكتئاب الجسيم، والاضطراب ثنائي القطب، والوسواس القهري، والإدمان، واضطراب الكرب التالي للرضح (ما بعد الصدمة)، واضطراب الهلع). ويبدو أن مجموعة متنوعة بشكل متزايد من الأعراض النفسية مرتبطة بوظائف غير طبيعية في "الدوائر الحلقية" للنوى القاعدية Basal Ganglia من ق.ج.ح إلى المناطق تحت القشرية المرتبطة بها (الجسم المخطط striatum والكرة الشاحبة Globus Pallidus والمهاد Thalamus والنواة تحت المهاد Subthalamic Nucleus والبنى الدوبامينية للدماغ المتوسط) (Fettes et al., 2017)، وقد أظهرت دراسات عدة وجود تغيرات في القشرة الحجاجية الأمامية في ق.ج.ح من الناحية التشريحية، والاستقلابية، والوظيفية لدى مرضى الوسواس القهري، إذ يوجد نمط اقتران عصبي أضعف داخل القشرة، مع انخفاض في الاتصال الوظيفي المحلي (Jung et al., 2017)
وتتميز ق.ج.ح بقدر كبيرٍ من التغاير الوظيفي بين أجزائها المختلفة والتي تختلف أدوارها، وقد حاولت دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي الحديثة في البشر تجزئة الأدوار المتميزة وتم اقتراح العديد من الفروق الوظيفية الرئيسية (Elliott, 2010). بين أجزائها، فمثلا ترتبط ق.ج.ح الإنسية أكثر بالتعزيز الإيجابي وتشارك في تنظيم المشاعر ومعالجة المكافآت، في حين أن ق.ج.ح الوحشية أكثر ارتباطًا بالتعزيز السلبي وتظهر دورا حاسمًا في الاستجابة للعقاب، والهروب من الخطر، وقد تكون متورطةً في طقوس الاستجابات السلوكية (Milad & Rauch, 2012).
ورغم أن دراسات التصوير العصبي الوظيفي قدمت دليلاً على وجود خلل وظيفي في مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية، إلا أن الطبيعة المبهمة لدور ق.ج.ح في السلوك تعقد فهم دورها في الفيزيولوجيا المرضية للاضطرابات النفسية. وظيفة ق.ج.ح غير معروفة (Jackowski et al., 2012) ، لكن صلاتها التشريحية مع المخطط البطني، واللوزة، وما تحت المهاد، والحصين، والرمادي حول القناة Pre-aqueduct grey تدعم دورًا في التوسط في السلوكيات المرتبطة بالمكافأة والخوف.
المراجع:
1- Petrides M, Tomaiuolo F, Yeterian EH, Pandya DN. (2012). The prefrontal cortex: comparative architectonic organization in the human and the macaque monkey brains. Cortex. 48:46–57.
2- Paulus MP., Hozack N, Frank L & Brown GG.(2002). Error Rate and Outcome Predictability Affect Neural Activation in Prefrontal Cortex and Anterior Cingulate during Decision-Making, NeuroImage, Volume 15, Issue 4, 2002, Pages 836-846, ISSN 1053-8119,
3- Basile B, Mancini F, Macaluso E, Caltagirone C, Frackowiak R, Bozzali M (2011). Deontological and altruistic guilt: evidence for distinct neurobiological substrates. Hum Brain Mapp 32(2):229–239
4- Steven B, Peter C and Ye Y. (2019) The neuroscience of Romeo and Juliet: an fMRI study of acting R. Soc. open sci.6181908181908
5- Phillips ML, Ladouceur CD, Drevets WC. (2008). A neural model of voluntary and automatic emotion regulation: implications for understanding the pathophysiology and neurodevelopment of bipolar disorder. Mol Psychiatry. 2008 Sep;13(9):829, 833-57. doi: 10.1038/mp.2008.65. Epub 2008 Jun 24. PMID: 18574483; PMCID: PMC2745893.
6- Fettes P, Schulze L and Downar J (2017). Cortico-Striatal-Thalamic Loop Circuits of the Orbitofrontal Cortex: Promising Therapeutic Targets in Psychiatric Illness. Frontiers in Systems Neuroscience. April 2017 | Volume 11 | Article 25
7- Jung WH, Yücel M, Yun JY, Yoon YB, Cho KI, Parkes L, Kim SN, Kwon JS. (2017). Altered functional network architecture in orbitofronto-striato-thalamic circuit of unmedicated patients with obsessive-compulsive disorder. Hum Brain Mapp. 38:109–119.
8- Elliott R, Agnew Z, Deakin JF.(2010). Hedonic and informational functions of the human orbitofrontal cortex. Cereb Cortex. 2010;20(1):198–204.
9- Milad MR, Rauch SL.(2012). Obsessive-compulsive disorder:beyond segregated cortico-striatalpathways.Trends Cogn Sc.Jan;16(1):43-51. doi: 10.1016/j.tics.2011.11.003. Epub 2011 Dec 2. PMID: 22138231; PMCID: PMC4955838.
10- Jackowski, AP; Araújo Filho, GM; Almeida, AG; Araújo, CM; Reis, M; Nery, F; Batista, IR; Silva, I; Lacerda, AL (2012). "The involvement of the orbitofrontal cortex in psychiatric disorders: an update of neuroimaging findings". Revista Brasileira de Psiquiatria. 34 (2): 207–12.
ويتبع....: قشرة المخ قبل الجبهية Prefrontal Cortex ق.ج3
واقرأ أيضًا:
التحاس (التحويل الحسي) في الحواس الخاصة / الجهاز البصري III :الباحات البصرية القشرية