اضطراب طيف التوحد ASD الذاتوية2
معالجة التوحد
التطور الذاتي للإنسان يعتمد على تكوينه الشخصي, تفاعله مع من يرعاه. الطفل المصاب بالتوحد يعاني منذ الأشهر الأولى من الحياة بعجز في التواصل مع الأم والأب وليس لديه القدرة على إدراك واستعمال الإشارات العاطفية الصادرة من الأم. عدم القدرة على تعقل التجارب، التفاعل مع الآخرين يؤدي إلى عجز الإنسان في فهم عقله الداخلي واستيعاب عقول الآخرين ونواياهم. من جراء ذلك يبحث عن ما يسهل التنبؤ به والمتوقع يجد ضالته في الأرقام والقواني والمفكرات وبعص الألعاب.
عند هذه النقطة لابد من الإشارة إلى التاريخ المظلم للطب النفساني، المدرسة التحليلية بالذات التي كانت تركز على دور الآباء والأمهات في إصابة الطفل بالتوحد.
تبدأ معالجة التوحد بتقييم الطفل، المراجع بعناية. لكل طفل مصاب بالتوحد احتياجاته الخاصة به وخطة العلاج لطفل تختلف عن طفل آخر. السؤال الذي يتم توجيهه من قبل أولياء الأمر هو ما هو السبب؟.
الإجابة على هذا السؤال في غاية الصعوبة، يجب توخي الحذر في تفسير التوحد بصورة عامة. عمر الأب خاصة والأم أحيانا قد يلعب دوره وهناك دراسات عدة تشير إلى ارتفاع الاحتمال الإصابة بالتوحد مع تقدم العمر. فترة الحمل في غاية الأهمية، استعمال عقار فالبرويت Valproate لعلاج الصرع والثناقطبي له علاقة بالتوحد. مرض الأم خلال الأشهر الستة الأولى، صعوبات الحمل، الولادة كثيرة الملاحظة. هناك قائمة طويلة من الأسباب مثل التعرض إلى مبيدات الحشرات والطعام ونقص الفيتامينات٬ ومستعمرات البكتريا في الأمعاء الغليظة. جميع الدراسات الأخيرة تبحث عن علاقة إحصائية بين التوحد والعوامل البيئية واستنتاجاتها ضعيفة ولم يتم تكرارها ولا يمكن الاعتماد عليها.
يبقى عامل الجينات والوراثة في غاية الأهمية وما نعلمه بأن احتمال وجود طفل آخر مصاب بالتوحد يتضاعف ٢٥ مرة، وعامل الوراثة بحد ذاته يقترب من ٩٠٪. لا بد من تحويل العائلة إلى التشاور في مركز خاص بالوراثة لاستلام النصيحة الطبية السليمة.
هناك برامج علاجية سلوكية مكثفة، خاصة في الأطفال قبل دخول مراكز التعليم، من أشهرها التدخل المبكر السلوكي المكثف Early Intensive behavioural Intervention(EIBI) بالتعاون مع الوالدين. هناك أيضاً برامج اجتماعية متعددة لتحسين المهارات الاجتماعية للطفل. مثل هذه البرامج تساعد الكثير رغم أن الدليل العلمي على نتائجها لا يقترب من المثالي، خاصة في إطار السلوكيات المتكررة، الأعراض الحسية.
لا يوجد عقار لعلاج التوحد ولا يوجد نظام غذائي يستحق الذكر. المعالجة تتضمن تشخيص وعلاج اضطرابات نفسية أخرى مثل الحصار المعرفي (الوسواس القهري) ، عجز الانتباه فرط الحركة، القلق، والاكتئاب. رغم ذلك فإن استجابة المراجع المصاب بالتوحد لعلاج الاضطرابات الأخيرة أقل من غيره ومن الأفضل التركيز على الظروف البيئية وضمان حماية الطفل المصاب بالتوحد وسد احتياجاته المختلفة وخاصة التعليمية مع مساندة الوحدة العائلية.
مصادر:
1- Willingham E(2020).Autistic People take the helm of the studies. Science 368: 460.
واقرأ أيضًا:
الجريمة والعنف والصحة النفسية / المؤشر السكري والتحميل السكري والصحة العامة