الاستعمار: قوة تحتل بلاد ما وتقهرها وتخضعها لسلطانها السياسي والاقتصادي.
وقد تطور مفهوم الاستعمار، فبدأ مباشرا وعلى مدى عدة قرون، ومن ثم تحول إلى لعبة الاستعمار اللامباشر في بدايات القرن العشرين، ومضى يتطور حتى صار معقدا ومتداخلا وينطلي على المواطنين في البلدان المستهدفة.
فما هو الاستعمار النفسي؟
هو ترويض متواصل للمجتمع حتى يصل إلى درجة الانهيار فيستسلم لإرادة الطامع فيه.
والأمة تحت وطأة الاستعمار النفسي الذي أدواته المفكرون والمثقفون المسوّقون من الذين أوهموهم بأنهم نجوم الإبداع ورموزه.
والواقع أنهم يختارون ما يخدمهم ويستثمرون فيه، ويجعلون الهدف يقضي على ذاته وموضوعه بأدواته وطاقاته الفاعلة فيه.
ويندرج في هذا الميدان الإتلافي للأمة، الدين بتشعباته، والفئويات والتحزبات بأنواعها.
فالأحزاب مستوردة لتأمين متطلبات الاستعمار النفسي، الذي يمهّد لمسيرة الدمارات الصاخبة، وفقا لمتواليات هندسية متعاظمة التأثير والتبرير.
ومن أولويات هذا الاستعمار أن يتفرق أبناء الحالة الواحدة إلى كينونات متعادية، فيتحقق تجريد بعضها من آدميتها وتحويلها إلى شياطين وفئات إجرامية، وفقا لمسلسل أحداث دامية تنسب إليها، وتقرن بما تراه وتتصوره، لكي تتأجج الفئة الأخرى عاطفيا ويتعطل عقلها، وتلتهب عدوانيتها، فتقوم بجرائم شنيعة ترفقها بتبريرات متنوعة ذات مهارات وخبرات إيقاعية ما بين الأطراف.
واقرأ أيضاً:
غفلة وغباء!! / النهضة الحضارية العربية الثانية!!