يمكن تعريفه باختصار وتكثيف، بأنه الرسم بالكلمات، ولكن كيف، إنه مثل الكتابة اليابانية من الأعلى إلى الأسفل، فكل ما هو مرسوم على الورق أو الشاشة بهذه الأساليب فهو شعر!!
نعم شعر رغم أنف الشعر!!
كلمتان أو ثلاثة أو عبارة تحتها أخرى، وكفى بالكاتب أن يدّعي أنه الشاعر، وإياك أن تسميه بغير ذلك، لأنك ستصيبه بجرح نرجسي لن يغفره لك أبدا!!
الشاعر الكبير، أوحد زمانه، وملك الشعر، وإمبراطور القوافي، وغير ذلك من التسميات، التي يسمي بها نفسه مَن يكتب من الأعلى إلى الأسفل، بعيدا عن المعنى والدلالة، فالرمز والغموض والإبهام من مهارات المبدعين الأفذاذ.
والقارئ المُبتلى بالغثيث يسأل أين الشعر؟!!
وتجيبه النخب بأنها تكتب شعرا لا يفهمه لقلة ثقافته، وعدم قدرته على فك رموز الكلمات، التي تدل على مكنونات الأفكار وجمان الرؤى والتصورات.
ولو تم تشريح المنشور بهذه الأساليب بمشرط نفسي سلوكي، لتبين أن المكتوب اضطراب أفكار، وتواشجات بين حالات لا علاقة سببية بينها، بل أن الربط مبني على مفردات أوهام، لا يستطيع الشخص القويم أن يدركها، لكن الدماغ المضطرب يراها واضحة، ويحسبها موجودة وهي لا وجود لها ولا مقام.
ولا بد من القول أن أي كتابة عندما تصيبك بالدوار، تعبر عن اضطراب أفكار صاحبها، وهي تؤنسه، وتؤذي الذي يقرؤها.
فعن أي شعر يتحدث الحداثيون؟!
وكقارئ لا أجد متعة في قراءة المسطورات من أعلى إلى أسفل، على أنها شعر، ولا تغريني بقراءتها تعليقات المجاملات والنفاق.
فالإبداع الأصيل يقدم نفسه للقارئ بلا مقبلات!!
فأين الشعر في زمن القمم المسطحة؟
والشعر ديوان العرب فهل هو كذلك اليوم، أم صار سبة العرب؟!!
واقرأ أيضاً:
الحاجة ضد الاختراع!! / الهزيمة التكنولوجية!!