الحالة:
- الزوجان من جنسيتين عربيتين مختلفتين.
- الفارق العمري بين الزوجين حوالي 6 سنوات.
- استمر الزواج حوالي ثلاث سنوات.
- الفترة التي مرت منذ الطلاق وحتى كتابة هذه الوريقات حوالي عامين ونصف العام.
الأسباب الأساسية للانفصال "من وجهة نظري":
- اختلاف الطبيعتين البشريتين للطرفين: فأنا هادئ الطباع وأقرب إلى السكون، بينما الزوجة أقرب إلى الحيوية التي قد تصل في بعض الأحيان إلى العنف "ملاحظة: ربما يكون سبب ذلك ممارسات الأب السيئة مع أولاده؛ حيث انفصل عنهم وهم صغار، وكان لا يأتي البيت إلا لضربهم حسب كلامها هي، وكان أخوها يهرب من الشباك حين يعلم بوجوده، إضافة إلى ممارسات أخرى في غاية السوء من جانبه ليس هذا مكان الحديث عنها، ولكنها بالتأكيد تركت تأثيرًا واضحًا في نفوس الأولاد" ولتوضيح هذا الأمر بشكل جلي، أذكر موقفين حصلا يوضحان ما أقصد؛ الموقف الأول: كانت زوجتي عندما تريد أن تذهب لدرس أو إلى إحدى صاحباتها، تتصل بي في العمل تستأذنني، ولما كنت عادة ما أتأخر في العمل، وبما أن هذا الأمر تريده هي وليس فيه شيء خطأ فقد كنت أوافق دائما، ولم أقل لها مرة: لا، ولكن هذا الأمر بدلا من أن يُحمد لي، جُعِل دليلا على ضعفي، لدرجة أن صرحت مرة قائلة لي: "كنت أتمنى أن تقول: لا مرة واحدة كما يفعل الرجال"، وأنا أرى أن سبب ذلك هو ما توارثته عن الرجل الوحيد في حياتها-وهو الأب- من كونه يجب أن يكون عنيفا وشديدا، وهو ما ينافي طبيعتي تماما.
- المثال الثاني: كنا مرة في قضاء أمر ما وكانت والدتها معنا، وحدث أن أخطأْتُ ودخلْتُ بالسيارة في طريق خطأ غير المفروض أن أدخل منه، فقالت لي تنبهني لذلك، فقلت لها حسنًا، وسأعدل الطريق الآن، ولكنها استمرت في الحديث عن سبب الدخول من هنا، ولماذا وكذا وكذا..، فما كان مني إلا أن تحدثت معها بطريقة شديدة قائلا: "أنا أدرى بالأمور فدعيني الآن ولا تسمعيني صوتك"، الغريب أنها عندها التزمت الصمت تماما، ولم تثر أو تعترض أو تفعل شيئا! والأغرب والأطرف من كل ذلك أن أمها قالت لي بعد ذلك: "هكذا يجب أن تعامل زوجتك دائما، فهي لا تحب إلا هذه الطريقة"!! وما ذلك أيضا إلا -والله أعلم- من تأثيرات الأب السيئ على الأسرة بأكملها، ولما كان هذا الأمر ليس من طبعي، فلم يكن في مقدرتي التمثيل بهذه الطريقة، فكان هذا سببا في عدم إحساسها برجولتي حسب مفهومها للرجولة، وكذلك عدم إحساسي باحترامها لي.
- اختلاف المفاهيم الموروثة عن الزواج بين الطرفين بناء على اختلاف الجنسيات والبيئات، فبينما أرى أن البيت والاهتمام به هو أول أولويات الزوجة، ثم يأتي بعد ذلك أي شيء، ترى هي أن اهتمامها بنفسها حتى تكون جميلة في عين زوجها هو أول الأولويات. "لتوضيح هذا الأمر: لقد عانت من عدم انتباهي لها حين آتي البيت فأجدها متزينة ومتجملة لي، ولأن هذا الأمر الهام ليس جزءا من تركيبتي البيتية المتوارثة عن أهلي، فلم أكن أعتبره شيئا ضروريا، وبالتالي لم أعره الاهتمام الكافي، وجعلت كل اهتمامي في ضرورة الحفاظ على تنسيق وترتيب البيت وتجهيز الطعام والاهتمام بملابس طفلنا، وهو ما كانت هي تقصر فيه بشكل كبير، وخاصة فيما يتعلق بشئون البيت، وبالتالي فقد خلق هذا جوا من عدم الرضا بيننا، هي غاضبة من عدم اهتمامي بها-ولها الحق في ذلك-، وأنا غاضب من إهمالها في بيتها -ولي الحق في ذلك أيضا.
- الظروف المادية: حيث كنت خلال فترة ليست بالقصيرة من زواجنا أعاني من ضائقة مادية، وهذه الضائقة طالت بعض الشيء، وقد صبرت هي معي كثيرا على هذا الأمر، ولكن "لو كان الفقر رجلا لقتلته"، والصبر بالتأكيد له حدود، وهذا الوضع خلق إحساسا داخليا متبادلا بيننا، هي تشعر بعدم قدرتي على القيام بواجباتي، وأنا أشعر بعجزي عن أداء دوري أيضاً، وأحس بما في صدر زوجتي، وما زاد من حجم المشكلة علمها بحالة إخوتي الأكثر من ممتازة ماديا، وأنا أعاني من مشاكل مادية، وأرفض مجرد إشعارهم ولو من بعيد بحاجتي، وهذا كان يزيد المشكلة بيننا بشكل كبير، وما جعل الأمور تتفجر بيننا، قيامها بالاتصال من ورائي بأخي وأختي وإخبارهما بحالتي المادية، وهو أمر اعتبرته شرخا كبيرا للعلاقة بيننا لم يندمل.
-عدم الاستقلال: يبقى هناك سبب هام للطلاق -على الأقل من ناحيتي الشخصية- حيث إنني رضيت أن أتزوج في شقة حماتي نظرا لكونها مريضة وكبيرة في السنّ ووحيدة؛ إذ ليس لها إلا زوجتي وأخوها المتزوج والساكن بعيدا عنها، وأنا تقرباً لله، ثم إرضاء لزوجتي، وحرصي على التقرب من أهلها، وافقت على الزواج في شقتهم، وتنازلت عن الشقة التي كنت أعدها للزواج، وهذا الأمر بدلاً من أن يحمد لي، أصبح بعد فترة سبّةً، ودليل نقص فيّ، وهذا خطأ لا أعفي نفسي منه أبداً، ولعل قلة خبرتي وبساطتي هي السبب في قبولي بذلك.
تساؤلات وإجابات لا بد منها:
- متى بدأ التفكير في الطلاق؟
بدأ التفكير الجديّ في الطلاق بعد مرور عام على الزواج، وذلك نظراً لأن اختلافات الطباع والسلوكيات قد ظهرت بوضوح بعد أسبوع واحد من الزواج، وهنا قد يقول قائل: إذا كان التفكير قد بدأ بعد العام الأول، فلماذا تأخر إلى ما بعد ذلك بعامين؟ والإجابة –كما يتوقعها الجميع- هي أن هذه المدة كانت محاولات متكررة ومستمرة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، من الطرفين معا وليس من طرف واحد، وأنا أؤكد أنها قامت بتعديل العديد من الأمور التي كانت تضايقني، ولكن هذا التعديل لم يكن ليحافظ على العلاقة لسببين: الأول: أن التعديل غالبا ما كان في الأمور الثانوية وليست الأساسية، الثاني: أن هذا التعديل كان غالبا ما لا يستمر كثيرا، نظرا لأنه يخالف طباعها، ولكن رغم ذلك فإن ما أحمده لها فعلا هو محاولتها المستمرة للتغير والتغيير، وتحقيق ما يرضيني، والحق يقال هنا: إنها في هذا التغيير كانت أكثر مرونة وإمكانية مني، فمحاولات التغيير من قبلي كانت أقل كثيرا من محاولاتها، ولن أتطرق لأسباب ذلك فلست هنا بصدد تبرير موقفي، ولكني بصدد رصد الأحداث والوقائع، وإن كنت أحب هنا أن ألفت الانتباه إلى أنني ألَّفْتُ قصيدة لزوجتي بعد مرور عام على الزواج في محاولة مني لتحقيق بداية جديدة لنا معا، ولكن هذه القصيدة –للأسف- لم تحقق أي تقدم لتلك العلاقة، بل ذهبت هذه القصيدة –ككثير قبلها- أدراج الرياح، نظرا لكونها –لطبيعتها العنيفة- لا تتذوق الشعر ورقيق المشاعر والأحاسيس.
ويتبع>>>>>: بصراحة هذه أسباب طلاقي!2
اقرأ أيضًا:
المطلقة: هل هي نصف امرأة؟؟