(1)
أزاح العصابة عن عينيه، الضوء المبهر يلتهم عينيه التهاما، ويسيل لعابه على وجهه، بين طرفات عينيه المتلاحقة خُيِّل إليه أنه يرى شخصاً متشحاً بالسواد قد أوقفوه قبالته.
"هاتتكلم ولا.."، حرك رأسه تجاه الصوت.. حتى هو لم يعد يكرهه.. لم يعد يحمل ضغينة لأي مخلوق، لم يعد حتى يريد أن يغادر هذا المكان البغيض.. لقد أصبحوا هم عائلته الوحيدة.
"عليها.." في حيرة أخذ يتابعهم وهم يهجمون عليها، استغاثاتها به زادت من ارتباكه، اتسعت عيناه في انبهار كأنه يتابع فيلماً مثيرا، تمنى لو عادت رجولته ليستطيع أن يشاركهم الوليمة.
(2)
أدخلوه إلى الغرفة عُرياناً كما ولدته أمه، الكلب الرابض في ركن الغرفة يسيل لعابه وهو ينظر إلى فريسته، توقعوا الكثير من المقاومة، بدت الدهشة على محيّاهم الصارم عندما رأوه يشمر ساقيه بينما الكلب يتشممه باهتياج قبل أن يباشر مهمته التي دُرِّب عليها طويلاً، ابتسم مع وصول الكلب إلى ذروته، فقد كان من أنصار الرفق بالحيوان.
(3)
غرس الإبرة الطويلة في خصيته، أخذ يلهو بالقداحة الذهبية: تارة يشعلها وتارة يطفئها، يقصيها حيناً عن الإبرة ويدنيه حيناً: "احكي لي تاريخ حياتك من أول ما خرجت من *** أمك لغاية ما شرفت هنا" ... الأغبياء، لا يعلمون لقد فقد القدرة على التألم منذ زمن بعيد.
واقرأ أيضا:
قضية ذاتي / هروب خادمة