تغيب قصائد الفخر عند شعرائنا، وعندما تواجههم، يكون الجواب، واقعنا لا يوجد فيه ما يدعو للفخر، فهو يزدحم بالهزائم والانكسارات والنكسات والنكبات، والتصارعات البينية، ولا يليق به غير الرثاء والتباكي على الغابرات.
فهل أن الدموع تصنع الحياة؟
معظم الكتابات المنشورة وعلى مدى عقود متعاقبة، مكتوبة بمداد الدموع، ويفوح اليأس من عباراتها، ويتصاعد الأنين من سطورها، وكأن كاتبها في مأزق الانطمار في أقبية الوجيع المرعبة.
فهل تنفعنا هذه الكتابات؟
المجتمعات تبنيها الكلمة الطيبة وتمحقها الكلمة الخبيثة، ويبدو أن أقلام الخبائث أكثر من أقلام الطيبات، مما يشير إلى أن المجتمع بحاجة لمداخلات علاجية.
لماذا الكتابة بمداد السوء والبغضاء؟
هل أنها تقيحات دمامل نفسية كامنة فينا؟
و"تفاءلوا بالخير تجدوه"!! فأين إرادة التفاؤل؟
من واجب الأقلام تسليط الأضواء على الإيجابيات وتنميتها، والمساهمة ببناء النفوس المقتدرة المتفائلة المؤمنة بقدراتها على صناعة الحاضر والمستقبل، بدلا من الندب والرثاء والتشكي المشين.
فهل يصح التمسك بالقول:
"ولا تعجبوا أن القوافي حزينة...فكل بلادي في ثياب حداد"!!
واقرأ أيضًا:
النووي والوبائي!! / الطغيان