صناعة الحياة!!
ما قدمته نخب الأمة لم يصنع حياةً، بل كرّس واقعا سقيما وأسهم بتثمير الأوجاع وتراكم التداعيات وتواصل الويلات، والعلة تكمن في التنظير الفارغ والاستنزال لأفكار خيالية لا رصيد لها في الواقع المعاش. فما هي الحلول التي استحضرتها الأقلام المفكرة؟
الأفكار خائبة مصفوفة والمشاريع معصوفة مرفوفة، يعشعش في طيات كتبها الظلام ويدثرها النسيان، وتجد بين آونة وأخرى مَن يقلب صفحاتها ويضيف عليها ما يزايد الأحزان ويعبّد دروب الخسران.
هل شاركوا في القضاء على الفقر وتدارسوا آليات التحرر من قيده الثقيل؟
هل ابتكروا ما يمنع الجوع؟
هل خلّصوا المجتمعات من الجهل والأمية؟
هل قدموا حلولا ذات قيمة لمحاربة البطالة؟
هذه الأركان الأساسية لصناعة الحياة مغفولة، وما يهم أن يكتبوا عن موضوعات ممعنة بالغموض والرمزية، ليعززوا التجهيل والتدمير المجتمعي.
حتى الشعراء ما عاد لهم دور استنهاضي يقظوي، وساروا في طريق التعقيد والتنفير من أسباب الحياة الحرة الكريمة، فما يكتبونه لا يُقرأ ولا يُفهم، ولا يُعطي أُكله المفيد.
مفكرونا وكتابنا كأنهم يناهضون الحياة ويهللون للموت، فيبدعون بالرثائيات وتسطير البكائيات التي تخاطب العواطف وتخمّد العقول، وتتجاهل المعقول.
إن صناعة الحياة بحاجة لهذه المرتكزات الأربعة، وعلى الحكومات أن تعمل بنشاط ومثابرة للوقاية من مآلاتها الأليمة، القاضية بالضياع والانصياع للانهيارات ومناهضة المعاني الراعية للانطلاق الممهور بالعطاء، والحريص على المصلحة العامة وبناء الوطن الحر السعيد.
فنجاح أي حكومة مرهون بقدرتها على وضع الحلول المناسبة لمواجهة المركزات الآنفة، وبدونها لا قيمة لحكومة تتناول رموزها خطابات نظرية فارغة.
فهل توجد قدرة على التعامل العلمي مع الواقع؟!!
واقرأ أيضًا:
قيمة الإنسان!! / ثلاثقراطية!!