![]() |
قبل فترة من الزمن لا تكاد تتجاوز سنة أو أكثر، كنت أدرس بشكل مكثف إمكانية إنشاء شركة متخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية الدقيقة في العراق، خصوصاً مع المنافسة العالمية الكبيرة في هذا المجال، وقادتني هذه الدراسات التجارية إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الرغم من أن التغطية الإعلامية الواسعة والكبيرة التي تحيط بالذكاء الاصطناعي كانت ماتزال شيئاً ما مبهمة وغامضة وأشبه بمودة الفاشينستات التي يدور حولها مجمل الشعب العراقي حاليا أو من سنوات قليلة مضت
بالتأكيد أنت قد تجد بنت ملهى ينتقدها الجميع ولكن نفس حركاتها تؤديها في لنكد إن بنات موظفات على درجة عالية من التعليم وتنشر صورها بنفس الصور وهؤلاء الموظفات يعملن في شركات كبيرة أو هكذا يبدو في واقع الأمر وهذا الشيء منتشر بشكل كبير في الدول المتخلفة والنامية بالتحديد وهنا تبرز النقطة الاساسية في فقاعة الذكاء الاصطناعي الذي نتحدث عنها في هذا المقال المختصر
فقاعة الذكاء الاصطناعي جعلتها ديب سييك الصينية واضحة جداً، وتلك الموجة التي خسرت فيها أنفيديا 600 مليار دولار أمريكي، وأصبحن شركات مثل "اوبن أي آي وجات جي بيتي وجوجل مجرد نصابين دوليين"، توضح لنا ما هي حقيقة وحجم هذا السوق من النصب العالمي أو على الأقل ما يروج عليه ضمن هذه الفقاعة الأشبه بفقاعة الدوت كوم في سنة 2000 والتي ضربت السوق الأمريكية للأسهم في وقتها
في سنة 2000 أيضاً وضمن مادة النيورال تكنولوجيز التي درستها في الجامعة التكنولوجية في بغداد ومع مدرس المادة الذي كان لا يفهم شيء عنها في الأساس، سوى في إلقاء المحاضرة، حيث كانت تلك الشبكات الذكية القادرة على التعليم الذاتي هي البداية في هذه الشبكة المعقدة من البرامج والأجهزة الإلكترونية الذكية جداً، ولكن مع الأسف بعد الاحتلال الأمريكي للعراق تقريباً انتهت تلك الأبحاث الأكاديمية التي كان العراق متفوقاً بها جداً وهي تتضمن العديد من الأوراق البحثية التي أصبحت في عراق اليوم مجرد حبر على ورق يعود عمره إلى ربع قرن من الزمان ومتخلفة جداً عن الواقع على الرغم من أهميتها جداً
ديب سييك الصينية ذكرتني بشكل رئيسي بذلك المختبر الصغير في الجامعة التكنولوجية الذي كان يخبرنا فيه المحاضر البعثي أن الأمريكان هم سادة الفقاعات في العالم، وأن الأمر لا يبدو سوى أنه مجرد أرباح لشركات وول ستريت والبنوك التي تمنح القروض والشركات التي تقود سوق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم "الرأس مالي" بالتحديد وأن الأمر ليس له علاقة بالعلم على الإطلاق ولكنه مجرد موجة فاشينستات مشابه لما لدينا حالياً، الكل يتأثر به عاطفياً ولكن من دون أن يعلم ما هو بحقيقة الأمر وماهي أهميته على أرض الواقع، فقط الكل ينطلق ويتحرك مع الموجة والمستفيد الأول هم أسواق الأسهم الأمريكية
فقبل فترة وخلال متابعتي المستمرة للبرامج العلمية في يوتيوب، شاهدت مقابلة لشخص خليجي يرتدي عكال ويظهر وكأنه خبير الذكاء الاصطناعي في دولة عربية خليجية وهو يشرح للمقدم الساذج ما هو الذكاء الاصطناعي، وبالتأكيد لا هو فاهم ما هو الذكاء الاصطناعي ولا المقدم ولا السادة المشاهدين في الخليج بصورة عامة سوى في ذلك التطبيق الذي يحمله في موبايله الشخصي ويتحدث معه والموبايل لا يجيب بأي شيء، سوى أنه يردد مجموعة من الأوامر الصوتية من دون أن ينطق الجوال بشكل مضحك جداً،
محرك الذكاء الاصطناعي العالمي ليس سوى مجرد محرك بحث عادي وهذا ما أثبتته شركة ديب سييك الصينية بالتحديد، ولذلك نجد أن تطبيق ديب سييك مفتوح المصدر في حين أغلقت كل شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية التي أنفقت مليارات الدولارات الأمريكية التي جنتها من سوق الأسهم الذي خلق هذه الفقاعة مصدر هذه المواقع من أجل إيقاف كشف هذه اللعبة المشابهة لفقاعة الدوت كوم سابقا
بالتأكيد هذه الفقاعة العالمية الكبيرة ليست مصدرها شركات الذكاء الاصطناعي حقيقة، ولكن سوق السندات والأسهم في الولايات المتحدة الذي يؤسس للمليارات ويجذب الأموال من المستثمرين في الولايات المتحدة الأمريكية والصين أما باقي العالم فهو مجرد متفرج لما يجري بصورة حقيقية في أكبر سوقين في العالم، أما باقي العالم فهو مجرد حكومات تمتلك الموارد ومفصولة بشكل كبير عن الشعب
يبدو أن المعلومات والفضائح كثيرة عن فقاعة الذكاء الاصطناعي الذي جعلت ديب سييك الصينية من استثمار بقيمة تقل عن 6 مليون دولار أمريكي في مجموعة من الرقاقات والمعالجات الذكية المتخلفة من إنفيديا نفسها أصبحت تجعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث في دافوس عن خطر الصين الحقيقي في مجال التكنولوجيا وأنها متفوقة حقيقة، بل أنها تجعل من الشركات الأمريكية والسياسة الأمريكية أضحوكة في كل مرة تتفوق بها الشركات الصينية المغمورة مثل شي إن وتيمو وعلي بابا على عمالقة الشركات الأمريكية
عمالقة الشركات الأمريكية ليسوا هم العمالقة في الحقيقة وهذا ما أثبتته ديب سييك الصينية ولكن لا يريد أيضاً الأمريكيين فهمه في نهاية المطاف ولا نحن أيضاً جماعة الفايشنستات، ولكن عمالقة الولايات المتحدة الأمريكية الأصليين هم شركات سوق الأسهم وشركات السوشيال ميديا والشركات الإعلامية بحقيقة الأمر الأبطال الحقيقيين، وهذه هي حقيقة قوة الولايات المتحدة الأمريكية التي جعلتنا ديب سييك الصينية نراها من جديد على العكس من أحلامنا الوردية وبأن الذكاء الاصطناعي الذي يدور حوله العالم وأرى الشركات الخليجية تتحدث عنه والإعلام العربي أيضاً واليوتيوب ليس سوى مجرد فقاعة لرفع سوق أسهم الشركات الأمريكية وجعلها تجمع مليارات أكثر
قبل فترة كان وورن بافيت الملياردير الأمريكي العصامي الشهير يتحدث أن نموذج أيلون ماسك لن يتحقق سوى في الولايات المتحدة الأمريكية وفي النموذج الأمريكي فقط وهو حقيقة، حيث أن شركة مثل تسلا تبلغ قيمتها السوقية أكبر من أغلب شركات السيارات العالمية مع أن إنتاجها هو الاٌقل من بين الكل!! وتتفوق في قيمتها على شركات مثل "بي واي دي" الصينية التي هي في الحقيقة من تتفوق على تسلا في التصنيع وفي المواصفات والأسعار، ولكن تسلا ما تزال مسيطرة بسبب سوق الأسهم الأمريكي، نفس الحال مع آبل وأمازون وإنفيديا محرك لعبة الذكاء الاصطناعي الحقيقي في هذه الفقاعة العظيمة التي يخاف منها العالم وتفرض هيبة أمريكا على العالم وهي ليس سوى مجرد فقاعة من الفقاعات المتعددة، التي يضحكون بها على أشباه المثقفين الذين يتحكمون بالحكومات والشركات الكبيرة في العراق والعالم العربي، بل وحتى في أغلب دول العالم
الموضوع طويل جداً وهو يقودنا إلى مقال جديد لي في لنكد أن سأتحدث عن موقعنا حقيقية منه في العراق أمام العالم وكيف أننا خاسرين "روحة جية" بالمصطلح العراقي بسبب أنفسنا وغبائنا ولأن نظامنا البعثي القديم والفكر الاشتراكي وسيطرة الحكومة بمفهومها الأيديولوجي والنفسي علينا أننا لن نسوى شيء من دون دعم حكومي هو المشكلة بالتحديد، وهو ما يجعلنا متخلفين إلى أطول فترة ممكنة
الموضوع الخاص بفقاعة الذكاء الاصطناعي إجابته موجودة في محرك بحث ديب سييك الصينية بوضوح حين سألته عن الفقاعة هذه وأجاب بصراحة كبيرة: "فقاعة الذكاء الاصطناعي" هو مصطلح يشير إلى التوقعات المبالغ فيها أو التفاؤل الزائد حول التطورات السريعة والمستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، والتي قد تؤدي إلى استثمارات مفرطة أو تقييمات غير واقعية للتقنيات القائمة. يشبه هذا المصطلح "فقاعات" اقتصادية أو تكنولوجية سابقة، مثل فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات، حيث ارتفعت قيمة الشركات بشكل كبير بناءً على توقعات غير مدعومة بالواقع.
في سياق الذكاء الاصطناعي، قد تنشأ الفقاعة بسبب:
1. التغطية الإعلامية المبالغ فيها:
التركيز على نجاحات الذكاء الاصطناعي دون ذكر التحديات أو القيود.
2. الاستثمارات الضخمة:
ضخ أموال كبيرة في شركات الذكاء الاصطناعي بناءً على وعود مستقبلية قد لا تتحقق بالكامل.
3. التوقعات غير الواقعية:
الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي سيحل جميع المشكلات قريبًا، دون مراعاة التعقيدات التقنية أو الأخلاقية.
4. المنافسة الشديدة:
تسابق الشركات والحكومات لتبني الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى تبني تقنيات غير ناضجة.
إذا انفجرت هذه الفقاعة، فقد يؤدي ذلك إلى خسائر مالية كبيرة وتراجع الثقة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي ليس مجالًا واعدًا، بل يشير إلى أهمية التعامل معه بتوازن وواقعية
واقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية