العقعقة Pica تاريخ وتطور المفاهيم والأسباب المفترضة
يعتمدُ علاجُ العقعقةِ إلى حد كبيرٍ على ملابسات الحالة التي تحدثُ فيها العقعقة، ومن أهم تلك الملابسات: العمر الذي تحدثُ فيه والمستوى العقلي للمريض، والبيئة الاجتماعية التي يعيشُ فيها ومستوى الرعاية الأسرية مع الانتباه لإمكانبة وجود ضرار الطفولة Child Abuse خاصةً الإهمال، وكذلك ما تبينهُ التقصيات النفسية والمعمليةُ المختلفةُ من وجود نقصٍ غذائيٍّ ما مثل نقص الحديد أو الكالسيوم أو الماغنيسيوم من عدمه، أو وجود اضطرابٍ نفسي آخرَ كالاضطراب الاجتراري أو الذاتوي أو الذهان بأنواعه المختلفة وكذلك بعض حالات الصَرْع.
وبعضُ حالات العقعقة تستجيبُ تماما لعلاج الأسباب أو الاضطرابات المصاحبة لها أو تصحيح الخلل الأسري النفسي، فمثلاً في حالات النقص الغذائي كثيرًا ما يستجيبُ الطفل لتصحيح ذلك النقص، كما تتحسنُ أعراضُ العقعقة في معظم المرضى الذهانيين باستخدام مضادات الذهان، وفي حالات الضرار العاطفي للطفل بسبب الإهمال تتحسنُ الحالة أيضًا عند شمول الطفل بالرعاية والاهتمام.
أي أن علاج السبب بوجهٍ عامٍ يؤدي إلى تحسن سلوك العقعقة أو اختفائه تماما، إلا أن بعضَ الاضطرابات المصاحبة للعقعقة مثل الاضطراب الذاتوي أو النقص العقلي ليسَ لها علاجٌ ناجحٌ تمامًا حتى وقت كتابة هذه السطور، وهنا يتمُّ تطبيقُ أساليب العلاج السلوكي المختلفة، إضافةً بالطبع إلى محاولة جعل ما يمكنُ الوصول إليه من مواد يمكنُ أن تكونَ مادةً للعقعقة آمنةً قدر الإمكان.
وتعتبرُ أساليب العلاج النفسي السلوكي (Mc Alpine & Singh,1985) و(Woolston,1996) و(Piazza et al.,1998) و(Ellis & Schnoes,2001) حتى الآن هيَ أنجحُ طرق التعامل مع العقعقة خاصةً عندما تكونُ القدرات العقليةُ والمعرفية محدودة، حيثُ يبدأ المعالجُ السلوكي أولاً بمراقبة السلوك وما يسبقهُ وما يليه من المثيرات أو المدعمات ثم يتم وضع برنامج مناسب لكل حالةٍ على حدة، مع اللجوء إلى أساليب تدعيم السلوكيات المتعارضة مع العقعقة أو استخدام أساليب الإلهاء أو غيرها، أما اللجوء إلى أساليب العقاب -مثل تقطير عصير الليمون الحامض في الفم أو شم رائحة الأمونيا إلى آخره- فينصح به فقط عند فشل الأساليب الأخرى.
وأما استخدام العقَّاقير في علاج العقعقة فإن الدراسات التي تطرقت لبحثه قليلة (Zeitlin & Polivy,1995) و(Luiselli,1996) و(Ellis & Schnoes,2001)، وبينما أرجعَ البعضُ حدوثَ العقعقة في بعض الحالات إلى اختلال وظائف الناقل العصبي الدوبامين خاصةً في حالات الذهان، وتحسنت تلك الحالات باستخدام العقاقير التي تعمل على الدوبامين، بدأت الدراساتُ الأحدثُ ترجعُ العقعقةَ إلى اختلال وظائف السيروتونين، وسجلت حالاتٌ ظهرت فيها العقعقة كاضطرابٍ مواكب للوسواس القهري وتحسنت باستخدام عقاقير الم.ا.س.ا، وهذا في حقيقة الأمر ما جربتهُ شخصيا، وتحسنت به الحالات.
المراجع:
1. Mc Alpine C, Singh NW.(1985) : Pica in instutionalized mentally retarded persons. J Ment Defic Res 1985; 30: 171-178.
2. Woolston JL.(1996) : Eating and Growth Disorders in Infants and Children. In: Child and Adolescent Psychiatry, 2nd edn. Lewis M. Ed. Philadelphia, Williams & Wilkins, pp 577-586.
3. Piazza CC, Fisher WW, Hanley GP, et al (1998) : Treatment of pica through multiple analyses of its reinforcing functions. J Appl Behav Anal 1998 Summer; 31(2): 165-89.
4. Ellis , R.C. & Schnoes C. J. (2001) : Eating Disorder: Pica from Pediatrics / Developmental & Behavioral. Quoted from http://www.emedicine.com/ped/topic2652.htm.
5. Zeitlin SB, Polivy J.(1995) : Coprophagia as a manifestation of obsessive-compulsive disorder: a case report. J Behav Ther Exp Psychiatry 1995;26:57-63.
6. Luiselli JK. (1996) : Pica as obsessive-compulsive disorder. J Behav Ther Exp Psychiatry1996;27:195-6.
ويتبع>>>>>>: أكلُ الحشرات؟ هل هو عقعقة؟
اقرأ أيضا:
أكل التراب عقعقة Pica / أكل الثلج: عقعقةٌ، ربما / اضطرابُ العقعقة Pica من أين جاءَ الاسم؟ / ظاهرة الوحام في النساء وعلاقتها بالعَقْعَـقة