التعامل مع الضغوط التي يعيشها الفلسطينيون في ظل التحكمات الصهيونية الغاشمة
بداية نتحدث بصوت الموقع الذي نأمل له أن يخترق كل بيت عربي مسلم في كل دول العالم، والذي يحمل بين طياته الكثير من حلول للمشكلات النفسية والاجتماعية من منظور يشمل الجانبين العام والخاص.
يقدم موقعنا هذا البرنامج لكي يستطيع كل فرد، بل كل أسرة في فلسطين المحاصر أن يواجه الضغوط العنيفة والتحديات الصارمة ضده ليقلل من فاعليتها المؤثرة، ويواجه الكروب التي يعيشها في ظل وجود هذا العدوان الغاشم المغتصب لملكية كل مواطن فلسطيني سواء كانت ملكية نهائية أو ملكية مكانية أو ملكية شعورية وجدانية.
وموقعنا مجانين يعيش في قلب الأحداث، وهو يعمل على تقديم المساعدات ونشر الوعي ويرشد إلى فهم العقيدة، ويساعد على تخطي العقبات، ويضيء إشعاعات الأمل لحل المشكلات فيحملك على ظهر سفينته المضيئة ويصل بك إلى بر الأمان. ولما كانت خدمات الإرشاد النفسي يقتصر وجودها على الأماكن المتخصصة والعيادات النفسية وهي غير متاحة للكثير من الأفراد في وطننا العربي، فإننا نقدم هذه الفرصة عبر موقعنا مجانين حيث يقدم الموقع هذه الخدمات النفسية والاجتماعية بشكل يمتد ليشمل كل فرد بما يناسبه من الخدمات الإرشادية النفسية سواء كانت خدمات وقائية أو خدمات علاجية، ونخصص المقال التالي لمساعدة إخواننا الفلسطينيين لمواجهة الضغوط التي يتعرضون لها في ظل الاحتلال.
ما هي الضغوط؟
ركز الباحثون -في بداية دراستهم للضغوط- على الأحداث الضاغطة نفسها كوفاة الزوج والطرد من العمل والطلاق والانتقال إلى منزل جديد وغيرها. لكنهم اكتشفوا أن مثل هذه الأحداث الضاغطة تشكل ضغطا على بعض الناس ولا تشكل ذلك على البعض الآخر فمثلاً تغيير مكان السكن قد يمثل ضغطا كبيرا على فرد ما لقيامه بنقل الأثاث وتجهيز المنزل الجديد في حين يلجأ آخر إلى شركة تساعده في نقل الأثاث وإعادة ترتيبه ومن ثم لا تشكل هذه الخبرة ضغط بالنسبة له. وبالتالي أصبحت تعريفات الضغوط تركز على تقييم وإدراك الشخص للموقف على أنه ضاغط. ويدرك الناس أن الأحداث ضاغطة حين يعتقدون أن صادرهم من مال وطاقة ووقت غير قادر على مواجهة الأذى والتهديد والتحدي.
وتتضمن الاستجابة للضغوط جوانب فسيولوجية ومعرفية وانفعالية وسلوكية. وبعض هذه الاستجابات يعد انعكاسات لا إرادية للضغط (كعدم القدرة على التركيز) وبعضها إرادي يقوم به الفرد للتعامل مع الضغط (الانسحاب من الموقف الضاغط أو مواجهته).
التكيف مع الضغوط:
التكيف هو سلسلة من التفاعل بين الفرد الذي لديه مجموعة من المصادر وبيئة معينة لها متطلباتها وقيودها، فالتكيف مجموعة من الاستجابات المتبادلة التي تتم عبر الزمن. وقد وجد أن معظم الناس يعتادون ويتكيفون مع المواقف الضاغطة المزمنة. ولكن يزداد تأثير الضغوط على الأطفال وكبار السن أكثر من غيرهم، فتظهر عليهم علامات اليأس وصعوبة أداء المهام وآثار فسيولوجية ونفسية. ويستطيع معظم الناس التكيف مع الضغوط المتوسطة أو التي يمكن التنبؤ بها، في البداية يؤدي أي موقف مهدد إلى الضغط، ولكن تقل ردود الأفعال بمرور الوقت أما التكيف مع الأحداث شديدة الضغط فهو أكثر صعوبة.
كيف نتكيف مع الضغوط؟
علينا أن نبحث في المصادر التي يمكن أن نستخدمها في التكيف مع الأحداث الضاغطة والتي تساعدنا في التقليل من الإحساس بالضغط، وأول هذه المصادر هو سمات الشخصية، بعض هذه السمات موجود لدينا بالفعل، وبعضها نحاول اكتسابه لنصل إلى درجة أعلى من التكيف.
التكيف والشخصية:
الإيجابية: توصلت الدراسات إلى أن رؤية الأحداث بطريقة سلبية له تأثير أقوى على الفرد من الأحداث في حد ذاتها. وأن الإنسان إذا ترك نفسه فريسة للقلق والاكتئاب فإن ذلك يزيد من حدة إدراكه للأحداث من حوله.
القدرة على التحمل: الأفراد الذين لديهم قدرة على التحمل يتسمون بالقدرة على التحكم أي الإحساس أن الفرد يستطيع أن يؤثر على البيئة، والإحساس بالالتزام نحو هدف ما، والتحدي أي إرادة التغيير, وقد تبين أن الأفراد الذين يتسمون بالقدرة على التحمل لديهم صحة نفسية وجسمية أفضل. ذلك أنهم يقيمون أحداث الحياة بطريقة أفضل ومن ثم يدمجون الأحداث في حياتهم ويستفيدون من الخبرات التي يمرون بها.
اعمل على رفع روحك المعنوية: فمثلا فكر في هل يمكن لهذا المغتصب الغاشم أن يمنعني من أداء واجبي نحو وطني الجريح، وهل يمكن لهذا المعاند أن يزرع بداخلي بذرة الخوف والإحباط عن طريق نبذه الموجه إلينا من وسائل الإعلام الخاصة بهم، وهنا تترك لوعيك الحسي والذهني وأفكارك الحقيقية أن تكشف عن تلك الضغوط بصورة تساؤلات منطقية وإجابات محورية بين النفس وبين العقل لتخفف من شدة الكروب.
التفاؤل: الأفراد المتفائلون يستخدمون التكيف عن طريق التركيز على المشكلة والسعي للحصول على المساندة الاجتماعية والتركيز على الجوانب الإيجابية في المواقف الضاغطة. وهم يستخدمون عبارات مثل:
- لا يرد القدر إلا الدعاء.
- عادة ما أنظر إلى الجانب الإيجابي من الأشياء.
- أمرنا الرسول (ص) بالتفاؤل وعدم التشاؤم.
التحكم النفسي: القدرة على التحكم تعني الاعتقاد في أن الفرد قادر على تحديد سلوكه وحالته الداخلية الذين يؤثران في بيئته والسعي لإتمام النتائج المطلوبة. فعلى سبيل المثال مريض القلب يمكن أن يزيد إحساسه بالتحكم في مرضه حين يتوقف عن التدخين ويمارس المشي يومياً.
التمهل: تحت ضغط الظروف الحرجة نميل دائما إلى التسرع في حين أن التمهل يجنبنا التهور والخسارة، فضلا عن أن التمهل يمكن أن يساعدنا على تذكر شيء ينقذ الموقف، فالحكمة تقول (في الهدوء والإيمان ستكون قوتك).
تقدير الذات العالي: فقد توصلت الدراسات إلى أن الأفراد الذين لديهم تقدير ذات عال يقل إحساسهم نتيجة للضغوط، ويوقف هذا التقدير من آثار الضغوط البسيطة.
الضمير الحي: فالأشخاص ذووا الضمير الحي يتجنبون المواقف التي يمكن أن تؤذيهم وهم عادة ما يمارسون عادات صحية جيدة.
اللجوء إلى المسرح الداخلي: إنها الطريقة الأكثر فعالية لتحطيم التوتر ففي خلال الحرب العالمية الثانية أصيب الحلفاء بهزيمة منكرة على الجبهة البرمائية في الشرق الأقصى. فقال القائد البريطاني (الفيلد مارشال الفايكاونت سليم) مخاطبا هيئة أركان حربه في محاولة لإعادة الثقة والاطمئنان إلى ضباطه، ورفع معنوياتهم:
- إن الأمور كان يمكن أن تكون أسوأ مما هي عليه الآن. وتعالى صوت من أقصى القاعة متسائلا: كيف؟
فأجابه القائد الأعلى:
- حسنا كان يمكن أن تمطر السماء. غير أنه ليس من الممكن أن يجد المرء دائما في مثل هذه الظروف الحرجة ورودا ذكية. ولذا كان من المستحسن أن يختزن المرء بعضها لكي يخلق جوا جديدا عندما يشحن الجو بالكهرباء والتوتر.
وهناك سمات أخرى مثل الثقة بالنفس، والمرونة، والإحساس بمعنى الحياة، والإحساس بروح الدعابة، والتدين. وهذا الأخير سيتضح فيما يلي:
التدين في مواجهة صدمة فقد عزيز:
يحسن الدين من الحالة النفسية للناس فالمؤمنون يشعرون براحة داخلية ورضا أعلى عن حياتهم وبآثار أقل لأحداث الحياة الصدمية. ولما كانت الآثار المتبقية نتيجة للصدمات والكروب قد تظهر في صورة خوف، والخوف هو البوابة الرئيسية لأي اضطراب نفسي، وجب على الموقع أن ييسر لإخواننا الفلسطينيين كيفية التعامل النفسي السليم لمواجهة تلك الكروب والصدمات في ظل وجود هذا العدو الغاشم، فيدلك على كيفية المواجهة النفسية الصحيحة عندما تفقد صديق أو تفقد أما أو تفقد أبا أو أخا.
أريدك أن تتخيل نفسك خلال كلامي هذا حتى نستطيع التدرج سوياً من درجة أقل للصحة النفسية إلى درجة أعلى وأرقى للصحة النفسية الفردية التي تتجمع لتشع الصحة النفسية الأكيدة للمجتمع الفلسطيني ككل، لذا أطرح عليك بعض الأسئلة:
عندما تفاجأ باستشهاد أبيك أو أمك أو أخيك أو ابنك أو أختك أو ابنتك أو صديق عزيز لك (فماذا تفعل)؟ لابد أن تبحث عن الدلائل التي تقنع بها عقلك وتفكيرك لكي تستقر وجدانياً، ولابد لك أولاً أن تعرف دليل العقيدة سواء كنت مسلما أو مسيحيا.
عليك أن تؤمن -بادئ ذي بدء- بقوله تعالى (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111)، لابد أن تؤمن بأن من استشهد أو طلب الشهادة في سبيل الله إنما يفرح بما عند الله، فلك أن تفرح، ولابد أن تعرف أن من مات شهيدا ما مات إلا لتلبية نداء ربه (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) (التوبة:14)
فالشهداء لا يموتون، لذا عش صحيح النفس، متيقنا رفيع العلو، وتذكر دائما قول الله عز وجل (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169)، واعلم وانظر إلى قول الله عز وجل )َوَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ) (البقرة:154) فخفف عن نفسك يا أخي شدة الفراق واعلم أن من بعد العسر يسرا، فإذا أردت أن تخفف عن نفسك جزءا من وطأة تلك الكروب، تذكر دائما تلك النقاط وتخيل شعورك الداخلي واجعله يخرج على ظاهر النفس، تذكر دائما هؤلاء الرجال الذين تربوا على مائدة القرآن داخل المحرقة وأيام الصبر الطويل في تلك البلد الجريحة تذكر أنهم لم ولن يموتوا، فهم آثروا الآخرة على الدنيا، فربحوا البيعة (...... طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (الرعد:29)، لم ولن يفارقونا تذكر دائما هؤلاء الرجال الذين أحيوا أموات هذه الأمة بعد أن كانت ثقافة الاستسلام تقتل شبابها وشيابها. مازالت أرواحهم معنا.
تذكر دائما هؤلاء الرجال الذين يعطون المثل والقدوة لإخوانهم من بعدهم ليسيروا على دربهم، درب الجهاد، درب محمد وصحبه، درب صلاح الدين وجنده، ودرب حسن البنا وإخوانه، ودرب القسام وكتائبه، ودرب أحمد ياسين وحماسه. ودرب يحيى عياش وحمودة وشهادته في غربته هم كلهم موجودون معنا.
تذكر دائما هؤلاء الرجال خلد ربهم ذكراهم عنده في الملأ الأعلى، وفي قلوب الناس وفي صدور شباب يسيرون على نهجهم حاملين أرواحهم على أكفهم مازال صيتهم مخلد.
عوامل أخرى تساعد على التكيف:
هناك عوامل أخرى بالإضافة إلى سمات الشخصية التي ذكرناها. ومن أهم هذه العوامل:
التدعيم الاجتماعي: وأقصد به الاعتقاد بوجود بعض الأشخاص الذين يمكن للفرد أن يثق بهم، والذين يتركون له انطباعاً بأنهم يحبونه ويقدرونه ويمكنه اللجوء إليهم والاعتماد عليهم عندما يحتاجهم. لذا يعد من أهم العوامل التي تؤثر في حدة الكروب النفسية ذلك أن التدعيم الاجتماعي، وهذا التدعيم أو المساندة يمكن أنتكون مادية أو وجدانية (كالتعاطف) أو معرفية (كالتوجيه وإعطاء نصيحة) أو أدائية (كالمساعدة في أداء عمل أو مهمة صعبة) أو تقويمية (إعطاء شخص معلومات تساعده على تقويم أداؤه) أو مساندة التقدير (كدعم الشعور بالكفاءة وتقدير الذات).
ويعمل التدعيم الفعال على تحسين الحالة النفسية فيزيد من الإحساس بالعناية بالحب والتقدير، والقيمة، والانتماء إلي مجموعة من العلاقات الاجتماعية الممتدة من داخل المجتمع وخارجه، كالعلاقات الودودة مع أفراد من دول شقيقة عن طريق المراسلات. فكل ذلك يساعد على تخفيف حدة الكروب، وتخفيف حدة الإحساس بالانضغاط النفسي نتيجة لما يحمله كل فرد في تلك البلد الجريح من الإحساس والشعور بالحب لهذا الوطن المغتصب الذي تدنسه أقدام هؤلاء الظالمين الطاغين، فلا تحزن ولا تكرب بل عليك بالبحث عن التدعيم الاجتماعي ليساعد مراحل الدفاع الكامنة وراء عصبيتك التي تنادي بالوطنية دائما ولك أن تساير تلك المراحل لتصل إلى المرحلة التي تستوعب ما أنت عليه وبطريقة شعورية وبكامل إرادتك تقوم به.
التفريغ: يعد التفريغ أو التنفيس أسلوب يساعد على التكيف مع الأحداث الضاغطة، فقد وجد الباحثون أن الناس حينما يتعرضون لأحداث صدمية لا يستطيعون التحدث عنها، تبقى تلك الأحداث بداخلهم وتؤدى إلى اضطرابات نفسية. ويمكن التفريغ بالدعاء إلى الله تعالى ومناجاته والتحدث معه،أو التحدث مع صديق، ويمكن التنفيس بكتابة المذكرات أو كتابة قصة أو رسم صورة أو بأن تبعث بما تمر به إلى المواقع الإليكترونية......
ماذا يحدث عندما نواجه كرب ما؟
أولا: مرحلة الذعر:
أتكلم لك في هذا النطاق لأن لكل نقطة بداية، ولكل عمر ميلاد، وميلاد كروبك لابد له من تعثرات شديدة مررت بها بالفعل، ولكنها جعلتك كالشجرة التي تصلب ساقها وتتساقط أوراقها ولكنها لا تموت. وسميتها مرحلة الذعر لأنك تظهر في هذه المرحلة بتغيرات سلبية واستجابات واضحة شديدة لها، ونتيجة لهذه التغيرات السلبية تقل مقاومتك الجسمانية.
ثانيا: مرحلة المواجهة:
لابد أن تواجه التحديات الصارمة التي تفرض على تلك البلد الجريح، فإذا كنت ممن لهم قدرة كبيرة على تخطي المرحلة السابقة، فلك أن تدخل في نطاق المرحلة الحالية والتي تتصف بالصلابة وتحمل الضغوط النفسية المؤلمة ولما تحمله أنت من تأثرات نفسية جياشة على ما فقدته من أهل ومال وأرض، ولك عندما تدخل في هذه المرحلة وتنجح فعليك أولا بأن تتكيف مع شدة الكرب نفسه وأن يكون التعرض للضاغط متلازما مع التكيف، وهنا تبدأ التغيرات السلبية في التدرج إلى تغيرات إيجابية أخرى بديلة.
التفكير العلمي في التعامل مع الضغوط:
من المناسب القيام بالآتي:
(1) تحديد العوامل الضاغطة: وهي مجموعة من الصدمات القادرة على إحداث تغيرات واستجابات تهدد كيانك الفردي وتجعلك غير قادر على مواصلة روتينك اليومي في الحياة، وتدخلك في دائرة الكرب. ويجب أن تكون قادرا على التنبؤ بها، على سبيل المثال:
أمامك الآن قائمة بأهم الضغوط النفسية، عليك أن تقرأ كل بند بهذه القائمة وإذا شعرت بقراره نفسك أن هذا البند الذي تقرأه يمثل لك أهمية كبيرة في حياتك (أن هذا الضغط مازال يضع لك حدودا فاصلة لإشباع رغبات حياتك) فاعلم أنه سبب لطي الكرب بداخلك، وعليك الآن أن تحدد تلك الضغوط التي مازالت تاركة أثرا نفسيا شديدا بداخلك.
1 – ضغط العدوان (كهدم المنازل – قتل الأطفال – حرق الممتلكات)
2 – ضغط السيطرة والقسوة والمنع (قفل النوافذ – قفل الطرق – منع الأطفال من ممارسة أعمالهم الدراسية)
3 – الاحتجاز والموضوعات الكاسحة (اغتصاب النساء وقتلهم)
4 – ضغط الخصوم والأقران المنافسين
5 – ضغط الأخطار والكوارث (الوحدة – الظلام - الجو القارص – الحريق)
6 – النقص والضياع (في الممتلكات والصحة)
7 – النبذ وعدم الاهتمام والاحتكار (الشعور بالإحباط والضيق وعدم الراحة)
8 – ضغط المقاتلة أو الخداع (الخيانة – السرقة)
9 – ضغط الدونية (الشعور بدونية النفس)
10 – ضغط العطف على الآخر (التسامح)
11 – ضغط الانقياد (المدح – التقدير) بدون أي فعل
12 – ضغط الانتماء (الوطنية)
والآن بعد أن قرأت كل البنود وحددت ما شعرت به فعلا بداخلك باشتراكك مع خيالك الذهني والروحي الحسي فلك الآن أن تجعل كل بند في صورة قضية حتى يكون باستطاعتك أن تتغلب وتخرج من قيود تلك القضية لتجد الحكم السليم فيها ولتخفف من حدة تلك الكروب.
(2) تحديد الحلول أو الاختيارات الممكنة:
مثال توضيحي: لنفرض أن العامل المسبب للكرب هو ضغط العدوان، هنا فكر في كل الحلول التي تأتي على بالك مثل:
أ- الاختباء عند وجود العدو
ب- رفع الروح المعنوية تجنبا للخوف من العدو
ج- الجري أمام العدو عند ظهوره
د- المشاركة في مقاومة ذلك العدو الغاشم
هـ- الثقة بالله ثم الثقة بالنفس
و- المواجهة الذكية والحرة لذلك العدو بدون أي خسائر
(3) التفكير في مميزات وعيوب كل حل ثم استبعاد أو حذف الاختيارات غير الواقعية كالجري أمام العدو عند ظهوره، واختيار الاختيارات الأكثر واقعية مثل رفع الروح المعنوية تجنبا للخوف من العدو. وذلك كالتالي:
تسأل نفسك عما إذا كنت قادرا على تجنب هذه الضغوط التي تدخلنا في طور الكرب ووضح إجابتك سواء بأنك تقدر أو لا تقدر، لأن هناك كثير من الضواغط يمكن تجنبها بدون تضحية وهنا تتوقف ولا تضع نفسك في موقف المواجهة. أما إذا لم تكن هذه الضغوط من النوع الذي قد يمكن تجنبه فتسأل نفسك لماذا؟! وما الذي يمكن أن أقوم به لتحقيق ذلك؟ وما الذي سيعود عليّ منه؟
لابد لك من تقييم البدائل الأخرى فعليك أن تقيم البدائل الواقعية وتقوم بإجرائها لكي تحقق المستوى النفسي السليم وتصل إلى درجة عالية من الصحة النفسية. عليك الآن أن توضح نتائج هذه البدائل من نجاح وفشل وذلك في صورة تساؤلات محورية بين النفس وبين العقل ولك أيضا أن تلغي أي بدائل لا تتناسب معك حتى لا تزيد من حجم الكروب لديك.
لابد من الاختيار الأفضل والأمثل للبدائل: حتى تتحقق أهدافك الحياتية بصورة أكبر والتقليل من شدة تلك الكروب بصورة فعلية.
(4) مرحلة التطبيق:
عليك بإعادة تقييم البدائل في ضوء التعامل الطبيعي وتحدد أنها فعلا قد قللت وخففت من شدة تلك الكروب أم أنها استبدلت كروب بكروب أخرى أكبر سلبية. وبهذا تكون قد أصبحت قادرا على الوصول إلى نقطة منشودة لتجعل كم عقلك يرشدك فيما بعد لتخفيف الضغوط والصدمات والكروب المتولدة من العنف الواضح بمستوى راق، وتصبح الحياة كالزهرة اليانعة دائما تفوح برائحتها الجميلة ولونها الجذاب لتعطينا القوة والقدرة على مواجهة هذا العدو الذي لابد له من نهاية حاسمة مرعبة على أيدي أبطال مسلمين مثل الشهيد إبراهيم ريان والذي التقي مراسل إسلام أون لاين بوالده بعد شهادته من بين حشود الجماهير الذين يهنئونه بشهادة ولده وأخذ يقول للمراسل وإشراقه الفرح تملأ وجهه (اليوم عرس إبراهيم وأنا فخور به وبعمله لأن الوطن مازال يحتاج منا المزيد وسنبذل أرواحنا حتى نعود إلى قرانا ومدننا التي هاجرنا منها ونستقر من تلك الكروب كما تستقر باقي الشعوب).
ما أود الإشارة إليه في النهاية هو أننا في انتظار ردودكم علي موقعنا مجانين، أما البرنامج المستقبلي فهو برنامج علاجي يساعد على قهر الخوف، في ظل تلك الظروف السياسية. وهكذا نحن دائما كمصريين ننبض بنبض أمتنا العربية ونحمل على عاتقنا قلبا وقالبا هموم الشعب الفلسطيني الحبيب ومعا نهب لنصرة العرب والمسلمين والأقباط من العرب المخلصين أيضا فالدين لله والوطن للجميع، وما نفعله هو أقل ما يجب فعله للشعب الفلسطيني الشقيق وتضامنا مع الروح العربية التي طالما تباعدت فربما نكون نحن نائلين لشرف غرس الوحدة العربية من خلال مجالنا ويساعدنا غيرنا من الأحباء العرب كل في مجاله وفي حدود قدراته، طبية كانت أو غذائية أو مادية أو معنوية وأدبية فكلنا ننادي ونتألم واعروبتاه، ولكننا سننهض وننتصر بإذن الله.
واقرأ أيضاً:
كرب ما بعد الصدمة PTSD / استمرار الإحساس بالفجيعة أو الخسارة / اضطراب التأقلم