تحديد المصطلحات والمفاهيم الكامنة وراءها مسألة ضرورية لضبط وتنظيم العملية الفكرية. والاصطلاح في العلم هو إتقان جماعة من المتخصصين في مجال واحد على مدلول كلمة أو رقم أو إشارة أو مفهوم، أي أن ثمة عنصر ذاتي في صياغة المصطلح ومن ثم في مدلوله، (وقد سُمي علم المصطلح علم التواطؤ). ولذا لابد من الحذر في استخدام المصطلحات. ويمكن أن نضرب مثلاً بمصطلح "فكر يهودي". هل الفكر اليهودي هو الفكر الذي له مضمون يهودي؟ أم الفكر الذي خطه قلم مفكر يهودي؟ ولكن ما القول في فكر له مضمون يهودي، وخطة مفكر يهودي، ومعادِ بشكل عنصري لليهود واليهودية، أي معادي للسامية؟ اقرأ المزيد
المجتمعات الاستيطانية (سواء في أمريكا الشمالية أو في جنوب أفريقيا) مجتمعات ذات طابع عسـكري بسـبب رفض السكان الأصليين لها. وإسرائيل لا تشكِّل أيَّ استثناء من هذه القاعدة، فهي مجرد تحقُّق جزئي لنمط متكرر عام. وقد ظهرت منظمات ومؤسسات وميليشيات عسكرية قبل عام 1948 دُمجت كلها في مؤسسة واحدة، هي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أصبحت العمود الفقري للتجمُّع الاستيطاني الصهيوني. ويتميَّز المجتمع الإسرائيلي بصبغة عسكرية شاملة نظراً لأن جميع أفراده يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، فمعظم أفراد الجيش من جنود الاحتياط، اقرأ المزيد
اختفى مصطلح "مركزية الدياسبورا" من الأدبيات التي تتناول علاقة الجماعات اليهودية بالدولة الصهيونية وحل محله مصطلح «قومية الدياسبورا» الذي يشير إلى أن الجماعات اليهودية تشكل شعباً واحداً وقومية يهودية لها مركز واحد. ولكن هذا المركز لم يكن هو فلسطين في سائر اللحظـات التاريخية، وإنما كان ينتقل بانتقال القيادة الفكرية لليهود. فهو مرة في بابل، وأخرى في الأندلس، وثالثة في ألمانيا أو في روسيا، ولعله الآن في الولايات المتحدة أو إسرائيل. ويتفـق مفهـوم قومية الدياسـبورا مع الفكر الصهيوني في عدة نقاط، من أهمها أن اليهود يكوِّنون شعباً واحداً وأن له تراثاً واحداً. ولكن قومية الدياسبورا تختلف عن الصهيونية في قبولها تعددية المركز، وفي رفض فكرة مركزية إسرائيل في حياة الدياسبورا، أي اقرأ المزيد
خارج السرب تتقاطع المؤشرات، والأحداث، والوقائع، وتشير إلى حقبة تاريخية جديدة يتحفز لها العالم برمته، وفي الأخص قلبه منطقة الشرق الأوسط، والعالمين العربي والإسلامي. المؤشرات، والأحداث تعطي الدراسات، والأبحاث التي كان قد سطرها الكثير من الباحثين اقرأ المزيد
ما يعيشه العالم العربي هذه الأيام يجعلنا نؤمن بأهمية التفكير الاستراتيجي الذي من شأنه ضبط بوصلتنا العربية صوب الأهداف الكبرى بحسب أولويات النهضة العربية واحتياجاتها ومشاكلها ومقاساتها في كل بلد عربي وعلى المستوى القومي، وهذا اللون من التفكير يدفعني بصفتي مواطنا ومثقفا عربيا إلى دعوة كافة المثقفين العرب باختلاف أطيافهم الفكرية إلى تأسيس ميثاق عربي يتمحور حول رفض التدخلات الأجنبية في أقطارهم العربية بأي شكل اقرأ المزيد
ثمة جانب في الفكر الصهيوني لم يلق عليه الضوء بما فيه الكفاية، وهي أنه ينطلق من الإيمان بأن معاداة السامية (أي معادة اليهود واليهودية) هي إحدى ثوابت النفس البشرية، التي لا تتغير ولا تتحول مهما تغيرت الظروف والأزمة والأمكنة. وهذا أمر ليس بمستغرب. فالصهيونية ابنة عصرها، أي أوروبا في القرن التاسع عشر، وهو عصر الإمبريالية الذي أفرز الفكر العرقي العنصري والفكر النازي، والفكر الصهيوني هو إحدى الإفرازات الكريهة لهذا العصر. ولذا ليس من الغريب أن يتبنى الصهاينة كثيراً من مقولات المعادين لليهود في الغرب، وكثيراً من صورهم الإدراكية النمطية. اقرأ المزيد
في مقال بعنوان "الاتجاه هو الدياسبورا والمنفي" نشر في الطبعة الإلكترونية لمجلة جيروساليم ربورت.كوم(25 فبراير 2002)، تشير الكاتبة دراين جاميك إلي مقال نشر في البوسطن جلوب الأمريكية بقلم كاتب يدعو تاي Tye يقول فيه: "ثمة حقيقة يهودية إيجابية جديدة، وهي أن عشرات الجماعات اليهودية في العالم تمارس نهضة دينية وثقافية". ولكن ما هي هذه "النهضة"؟ يخبرنا الكاتب أن دعوة "العام القادم في أورشليم" قد أصبحت صورة مجازية قديمة لا تصلح للعصر الحديث. فإسرائيل –حسبما يقول الكاتب- لم تعد الوطن القومي لليهود، بل هي مجرد وطن لليهود مثل أوطان كثيرة أخري، اقرأ المزيد
تفاقمت أزمة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عقب حرب لبنان الأخيرة، وقد امتد الجدل حول شرعية الدور الذي يقوم به الجيش في المجتمع ومدى سلامة المقولات وشرعية الآمال والأساطير المتعلقة به والتي تحطمت في الحرب الأخيرة، أولى الحروب في مرحلة ما بعد الصهيونية. ويذهب الكاتب رؤوبين بدهتسور (هآرتس 26 أغسطس 2007) إلى أن "الجيش الإسرائيلي يزداد دلالا رغم إخفاقه في الحرب الأخيرة"، فبدلا من تقديم فاتورة الحساب يُعطونه المزيد من الميزانيات والألعاب الحربية. "لقد اختار قادة الجيش الحل الأسهل بعد الفشل في الحرب، وهو المزيد من التسلح وتوسيع صفوف الجيش اقرأ المزيد
بالرغم من عداء الصهيونية لليهود واليهودية الذي كان واضحاً في البداية، ثم توارى عن الأنظار دون أن يختفي، وبالرغم من أن ثمة توتر مستمر بين الدولة الصهيونية وأعضاء الجماعات اليهودية يعبر عن نفسه من آونة لأخرى، كما بينّا في المقالات السابقة، إلا أنها تدّعي أن يهود العالم ملتفين حولها، يدعمونها قلباً وقالباً، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. فهناك قضايا كثيرة يثيرها يهود العالم من أهمها السؤال الخاص بيهودية الدولة اليهودية، وهل هي فعلاً دولة يهودية تعبّر عن الهوية اليهودية؟ أم أنها تعبّر عن هويتها الإسرائيلية العلمانية؟ وهل هي دولة اليهود تدافع عن مصالحهم، أم أنها دولة تدافع عن مصالحها دون أخذ مصالح يهود العالم في الحسبان؟! اقرأ المزيد
في مقال بعنوان "الاتجاه هو الدياسبورا والمنفى" نُشر في الطبعة الإلكترونية لمجلة جيروساليم ربورت.كوم (25 فبراير 2002)، تشير الكاتبة دارين جاميك إلى مقال نشر في البوسطن جلوب الأمريكية بقلم كاتب يُدعى تاي Tye يقول فيه: "ثمة حقيقة يهودية إيجابية جديدة، وهي أن عشرات الجماعات اليهودية في العالم تمارس نهضة دينية وثقافية". ولكن ما هي هذه "النهضة"؟ يخبرنا الكاتب أن دعاء اقرأ المزيد