وَأذكرُ هنا ما سمعتُـهُ من أستاذي الدكتور أحمد عكاشه وهو يحاضِرُ طلابَ السنة النهائية في طب عين شمس حيثُ قال أنَّ الناس يعتقدون أنَّ حدوثَ الاكتئاب دليل على ضعف الإيمان بينما الحقيقةُ هيَ أنَّ الاكتئاب يسلبُ الإيمانَ؛ بمعنى أنَّ المؤمنَ المصلي إذا أصابَـتُـهُ نوبَـةُ اكتئابٍ فَـإنَّـهُ سيترُكُ الصلاة!! وهذا ما يلاحظه الأطباء النفسيون خلالَ عَمَـلِهم منْ ترْكِ المريض للصلاةِ وإحساسهِ بفتور علاقتِهِ مع الله عز وجل! ومن عودتِـهِ للصلاة بعد تحسن حالته ويبـدو -والله أعلمُ- أن هذا الاعتقاد الخاطِئَ لدى الناس إنما جاء من أمرين: اقرأ المزيد
المفهوم المغلوط هنا ذو شقين أتناول كلا منهما على حدةٍ من أجل التبسيط: فأولاً حكاية تدمير المخ هذه تحتاج إلى شرحٍ وافٍ لحكاية العلاج بالصدمات الكهربية Electroconvulsive Therapy من أولها وكيف اكتشفتْ وكيف تطورتْ وعلاقة ذلك كله ببداية اكتشاف الأدوية وبمصالح شركات الدواء. وحسب التأريخ الغربي فإنهُ في أواخر القرن الثامن عشر وبداياتِ القرن التاسع عشر ونتيجةً لتفاعل مفهومين بعيدين إلى حد ما هما: اقرأ المزيد
يعتقد بعض الناس بـأنه لا يمكن للعقاقير الدوائية المادية المحسوسة أنْ تعالج المعاناة النفسية غير المحسوسة. ولعل أفضل ردٍّ على هذا الاعتقاد ما ينبهنا له الزميل السعودي د. طارق الحبيب هو ذكر حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "التلبينةُ مجمَّـةٌ لفؤادِ المريض تذهب ببعض الحزن". وقد قال ابن القيم في شرحه: "التلبين هو حساء متخذ من دقيق الشعير بنخالته، وهي تذهب ببعض الحزن بخاصية فيها من جنس خواص الأغذية المفرحة، فإن من الأغذية ما يفرح بالخاصية"، انتهى كلام ابن القيم. اقرأ المزيد
وهـذا اعتقاد خاطئ بلا شك!! فالعلاقَـةُ بينَ الأعراضِ النفسية والمرضِ العضوي وبينَ الأمْراضِ النفسيةِ والأعراضِ العضوية متشابكةٌ إلى حَدٍّ كبير: مثلا الأعْراضِ النفسية قد تكون من مسببات المرضِ العضوي أو تكون أول ما ينبهنا إلى وجود مرضٍ عضْويٍ حادثٍ بالفعل أو على وَشَكِ الحدوث فهناكَ ارتباطٌ مثلا بين حدوث القلق والاكتئاب وحدوث قصور في الدورة الدموية أو أمراض القلب وهناك ارتباط بين حدوث اكتئاب في مرضى الشرايين التاجية "الذبحة الصدرية" وحدوث نكسات أو تكرار الحالة! وكثيرا ما تبدأ أعراض ورم البنكرياس مثلا باكتئاب، وأحيانا أمراض الكبد. اقرأ المزيد
لعل كثيرين من القراء سمعوا المقولة التي توضح درجة تخوف معظم الناس من الأمراض النفسية باختلاف أنواعها وهي (أن من يدرس علم النفس لابد وأن يصبح معقدا). إن هذه المقولة قد جعلت إحدى الأسر ترغم ابنتها وهي في السنة الثانية في كلية الآداب على تغيير تخصصها من علم نفس إلى أي تخصص آخر بسبب خوف الأسرة من أن تتعقد البنت نتيجة دراسة ذلك التخصص. اقرأ المزيد
وَهذا ما يعمل المعالجونَ التقليديون والشيوخ على نشره بين الناس وهو افتراءٌ ينتج عن سوء نيةٍ أو عن جهل بحقيقة الأمور وعلينا قبل أن نناقش هذا الاعتقاد أن نبيِّنَ أن الإيمان بالجن والسحر والعين يمكن أن ننظر إليه على ثلاثة مستويات كما يقول الدكتور طارق الحبيب (طارق الحبيب، 2001) : 1- الإيمان بوجود الجن وحقيقة السحر والعين 2- الإيمان بتأثير الجـن والسحر والعين. اقرأ المزيد
أما هذا الاعتقاد فيختلف عن كل ما سبق في كونه موجوداً عند جماعة أخرى من الناس بعضهم زار العيادة النفسية بالفعل وبعضهم لم يزرْها لكنه نصح الكثيرين بذلك وهو نفسه على استعداد لزيارة الطبيب النفسي إذا طرأ في حياته ما يستدعي ذلك؛ ولعل البعض يستغربون هنا من كلامي هذا ولعل البعض يسأل نفسه ماذا يريد الكاتب بالضبط؟ لكنني أدعوك عزيزي القارئ إلى التريث فأنا كطبيبٍ مَـعْـنِـيٌّ لا فقط بأن يزورني الناس وإنما مَـعْنيٌّ أيضًا بماذا تكون نتيجة الزيارة أو الزيارات التي يقوم بها المريض لي وأظن كل طبيبٍ نفسي كذلك مثلي!! اقرأ المزيد
لستُ أدري كيف ينطلق مثل هذا المفهوم وللأسف من نفر غير قليل من المثقفين في بلادنا وقصدت هنا لا وصفهم للطب النفسي وعلم النفس بأنهما نشئا في الغرب وهذا غير صحيح إلا عند الغافلين أو المتحيزين ضد الحضارة الإسلامية من كتاب الغرب؛ ولكن قصدت جهل مثقفينا هؤلاء بتراث أمتهم وعدم فهمهم لأشياء كثيرة فالإسلام لم يفصل بين النفس والجسد ولذلك أشار إلى أن النفس تمرض وتصاب بعلل كثيرة ومختلفة اقرأ المزيد
وهذا واحدٌ من أكثر المفاهيم المغلوطةِ شيوعًا ومن أكثرها تأثيرًا مع الأسف حيث يشتركُ فيه العامةُ والخاصَةُ بما فيهم بعضُ الأطباءِ والصيادلة فتراهم يحَذِّرون المريض من تناول الدواءِ النفسي أصلا أو ينصحونهُ بعدمِ الاستمرارِ عليه حِرْصًا منهم على المريض لكي لا يتحول إلى مدمن! وأظن أن أهم أسباب هذا المفهوم: (1) بعض الأدوية النفسية التي كانت تستخدم في الخمسينات من القرنِ الماضي لأنه لم يكن هناك غيرها كانت بالفعل تؤدي إلى الـتعود خاصة عندما يهمل المريض المتابعة مع طبيبه النفسي ولكن كل هذه العقَّـاقير اختفت من وصفات الأطباء النفسيين منذ عشرات السنين ولم تعد هنالك حاجة لها ومن أمثلتها الفينوباربيتون Phenobarbitone اقرأ المزيد
لذلك السبب يرى كثيرون أن العقّاقير النفسية هي مجرد مسكنات أو منومات! نعم نسمع ذلك من مرضانا ومن زملائنا الأطباء في التخصصات المختلفة بالرغم من كل ما يسمعونه ويشاهدونَـهُ من تحسنٍ كبير لحالات لمرضى حين يستكملون العلاج! ولعل هذا الاعتقاد قد جاء نتيجة ما اعتاده بعض الناس من الاستجابة السريعة عند استخدام بعض الأدوية الأخرى (غير النفسية). فقد اعتاد اقرأ المزيد