هل انتقل إلي مرض الإيدز
السلام عليكم
أعاني من القولون الهضمي
أنا جاءتني وساوس بالأمراض، جميع الأمراض تهون إلا الإيدز، أنا ليست لي علاقات محرمة ولَم أفعل أي شيء خطأ، لكن كنت في دولة عربية وكنّا نشرب من الخمر ومن ثم حصلت مشاجرة خفيفة وحصل شد الأيدي وأحدهم قام بجرحي جرح سطحي وخرج دم بسيط وتوقف عندما غسلته بماء، ثم بدأت الوساوس أنني أصبت بمرض الإيدز.
الذي أريد أن أعرفه هل ينتقل عن طريق الخدش بالأظافر أم لا، والله إنني في حالة عجيبة
أرجوكم ساعدوني. هل ينتقل أم لا.
9/2/2017
رد المستشار
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تمنياتي لك بموفور الصحة والعافية..... أما بعد
في حدود المعلومات المتاحة فإن ما تعانون منه آنياً هو نوع من المرض النفسي يعرف بـ "توهم المرض" وهو نوع من الأمراض العصابية الشبيهة بأعراض الوسواس القهري.
وللتوضيح فإن توهم المرض يعرف بأنه الاهتمام الزائد إلى حد الاستغراق في حالة طبية معينة يحس خلالها الشخص بحاجته الملحة إلى زيارة الطبيب أو إجراء الفحوصات المعملية لكي يطمئن على حالته الصحية وعادة ما يشعر بالراحة النفسية وتقل شكواه "التي هي نفسية بالأساس" وليست عضوية، وذلك عقب زيارة الطبيب أو ظهور نتائج سلبية للتحاليل والفحوصات الطبية.
تستمر هذه الفترة من الراحة النفسية لبعض الوقت إلا أن عودة حالة القلق واردة بشكل كبيرة، وفي بعض الحالات يتطور الأمر إلى قناعة/وهامات من المريض بوجود المرض العضوي رغم عدم وجود أي مؤشرات طبية للمرض وإقرار الأطباء المعالجين بسلامة الشخص العضوية، وهو ما ينطبق على حالتكم من ناحية التوجس الشديد والتفكير المتكرر تجاه الإصابة بـ "الإيدز".
ويعزى توهم المرض لعدة أسباب ربما أهمها للتبسيط هو الانطباع الذي يكونه الشخص عما قد يحس به من أشياء ليست مرضية أو ربما أعراض مرضية بسيطة ولا خوف منها كارتفاع الحرارة، أو تسارع مؤقت في نبضات القلب أو الإحساس بألم أو تقلص في البطن أو الظهر....والتي هي في الأساس أعراض عامة ولا تتصل بمرض معين دون الآخر.
ما يحدث هو انطباع خاطئ يعقبه استنتاج معرفي (يكون غير دقيق بالتبعية) ويكون عادة مصحوباً بالربط غير الدقيق بحدث معين كوفاة أحد الأقارب وقد كان يشكو من أعراض مشابهة، أو معلومات مغلوطة عن مرض معين أو ظهور الأعراض أثناء أو بعد حدث معين (كحالتكم).
النقطة المحورية في الأمر هو استمرار القلق والتوجس بشأن الحالة الطبية للشخص رغم تأكيد الطبيب المختص سلامة الشخص من الأعراض التي يشكو منها
في أحيان كثيرة يكون توهم المرض مصحوباً بأعراض القلق أو الاكتئاب كالأرق والعصبية وفقدان الشهية وعدم الرغبة في مخالطة الآخرين وربما يكون مصحوباً بأعراض الوسواس القهري أو حتى جزء منه
وعلاج توهم المرض يتمثل بالتأكيد في علاج الخلفية النفسية التي أدت إليه وهنا يأتي دور العلاج السلوكي المعرفي الذي يعتمد على وجود علاقة من الثقة المتبادلة والقوية بين المريض والمعالج النفسي من أجل أمرين:
الأمر الأول: كسر الدائرة المفرغة التي تبدأ بالترجمة الخاطئة لأعراض هي في الأساس عامة وغير خطيرة وما يتبع ذلك من زيارات متكررة للأطباء وإجراء فحوصات وربما جراحات غير لازمة للوصول للراحة النفسية والتي لا تلبث أن تزول بعد فترة قليلة لتبدأ دائرة الشك من جديد...وهذا من شأنه أن يعرض المريض لمخاطر طبية نتيجة خضوعه لفحوصات أو علاجات غير لازمة ناهيك عن استنزافه مالياً وصحياً
الأمر الثاني:
تصحيح المفاهيم والانطباعات المعرفية الخاطئة وهي بالمناسبة -لا شعورية بالأساس- غالباً ما تكون الشرارة الأولى لكل الأعراض التي يشكو منها المرض لاحقاً
توهم المرض المصحوب بأعراض وسواسية يعد من الأمراض المرهقة نفسياً ومادياً وأسرياً وخاصة أن المريض ربما يبدأ متأخراً في رحلة العلاج (الصحيح)، إلا أنه وبمجرد بدء العلاج النفسي الصحيح علي يد المعالج النفسي المؤهل لعمل جلسات العلاج المعرفي فإن مؤشرات التحسن ستبدأ في الظهور بإذن الله
تمنياتي أن أكون وفقت في مساعدتكم، وأن يصلني خبر تعافيكم في القريب العاجل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ أيضاً:
الخوف من الإيدز
وسواس المرض
طيف الوسواس OCDSD وسواس المرض Hypochondriasis