العقل في ميزان الأفكار الإيجابية والسلبية
السلام عليكم وجعلكم الله ذخراً لهذه الأمة.
بداية أود أن أعلمكم بأنه لدي الإرادة والرغبة في تجاوز كل المتاعب النفسية وتخطيها سواء بالاستشارة النفسية أو العلاج عند أهل الاختصاص أو المقاومة ومحادثة النفس في كل مرة وعدم الاستسلام للهواجس والمخاوف ولكن المشكلة تكمن في أنني أعاني من سيطرة الأفكار السلبية واستحواذها على نفسيتي ودماغي وجسدي، فحتى ولو كانت فكرة سلبية واحدة وأعلم أنها تافهة وأواجهها بمجموعة من الأفكار المنطقية وأغلفها بالإيجابية إلا أن الغلبة دائما تكون لتلك الفكرة السلبية الوحيدة على حساب مجابهتها بالأفكار الإيجابية، وإن كانت حتى الفكرة السلبية بمرور الوقت تتفرع إلى مجموعة من الأفكار المحبطة وهنا مكمن الغرابة.. فعلميا كيف لحدث أو كلمة أو تصرف تعرف مدى تفاهته ولكن مع ذلك تتغلب على المنطق وعلى ما يجب أن يكون وما هو مفروض؟؟.
أم هي في رأيكم نتاج تراكمات تبرمج عليها المخ؟
ولماذا لا يضع الدماغ الأمور في نصابها؟ خاصة وأنني أسمع كثيرا بأن الدماغ مجرد آلة أو برنامج يتأثر بما تمليه عليه، فلماذا يتأثر بما يأتي من الخارج ولا ينساق لما تقوله أنت لنفسك من إيجابيات تحاول أن تقنع بها نفسك. أو بالأحرى لماذا تجده يقتنع بسرعة مع كل ما هو سلبي؟
علميا ماذا لو استقبل شخص في الوقت نفسه خبر مفرح جدا وآخر محزن فما هي ردة فعله؟
أقول هذا لأنني أصبحت أتأثر بأي كلمة أو تصرف تافه وأغضب لذلك غضبا شديدا، وسأدلل على ذلك بما حدث ويحدث.
فمثلا في السياقة وفي خضم الازدحام انفعل جراء أي صراخ بسيط أو حتى اماءة باليدين تدل على انزعاج الآخر، فترى الحرقة والغيض تنال من طاقاتي النفسية والبدنية والذهنية، خاصة إذا لم أرد الإساءة بالإساءة، أو الصراخ بالصراخ على الرغم من أنني أعلم بأن هذا التصرف لا يستحق مني كل هذا التفكير والوقوف على سفاسف الأمور. ومثل ذلك ما حدث لي مؤخرا عندما قام زميلان في الشركة التي أعمل بها بدعوة كل الزملاء لترويح عن النفس نهاية كل أسبوع وجعلها من السنن للخروج عن الروتين وضغط العمل، ولكن للمرة الثالثة على التوالي لم أستدعى من بين كل العمال. فبدأت نفسي تراودني وتأخذني يمنة وشمالا.
فما الذي دفعهم إلى ذلك، ألأنني لست في المستوى؟ هل يطعنون في كفاءتي المهنية؟
ألأنني لست خفيف الدم؟ أم أم؟؟؟ أهذا هو جزاء طيبتي. هل يقولون في قرارات أنفسهم دعونا من ذلك الشخص فهو آخر من يلوم فهو على نياته، فلا نأبه به أصلا
وغيرها من الأفكار التي تعكر علي صفو الحياة و تجعلني أدخل في دوامة نفسية مآلها الغيض والحرقة والغضب.
حينما أحدث نفسي بما جرى أحاول أن أقتنع بأن الذي حدث لا يقدم ولا يؤخر من الأمر شيئا، فربما هو من قبيل الغيرة لأنني ناجح في عملي، وسمح وطيب.
كلماتهم وتصرفاتهم لم تنل مني لا جسديا ولا ماليا...
من باب العظة والتخفيف عن النفس المستاءة أيضا أقول في نفسي: انظر إلى أولئك الذين يتعرضون إلى السباب والشتم والتجريح في الشرف والعرض من المشاهير والفنانين والرياضيين في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وعلى غير وجه حق، وأقول: أن جميع هذه الحملات العشواء لم تغير من واقعهم في ذلك من شيء، بل هناك من زادته قوة وبأسا، فلماذا لا أكون مثلهم في التغاضي وتجاوز هذه الحماقات.
مؤخرا مثلا قاموا في مواقع التواصل الاجتماعي بطرح أسماء عدد من الممثلين الكبار على أن يذكر كل فرد من هو الممثل المفضل لديه، فوجدت في هذا الاستبيان مفارقات بين الآراء فهذا يفضل هذا على ذاك وآخر يكره الذي فضله السابق ويمقته بسبب أو بدون سبب، وآخر يرى أن هذا الممثل لا يصلح للتمثيل أصلا... فقلت في نفسي فليكن هذا درس استفيد منه. فإرضاء الناس غاية لا تدرك.
ولكن للأسف مع كل تصرف جارح من الآخر انتكس وأغضب غضبا شديدا إلى غاية كما قلت سابقا أرد على صنيعه بمثل ما صنع، أو حتى
أنسى بمرور وقت طويل بعدما أتآكل واحترق من الداخل، وأحيانا للأسف وفي بعض الأحيان حتى بعد مرور زمن طويل أتذكر ما حدث في لحظة مفاجئة، فأصاب بالغيظ خاصة التي لم أشف فيها غليلي.
ملاحظة: أفراد العائلة ينصحونني بعدم الالتفات والرد على هذه التفاهات مثلما حدث في العزومة التي قام بها الزميلان ولم يستدعياني إليها. وكانت نصيحتهم بأن أحسن رد هو عدم الرد، وعدم الالتفات أصلا لما قاما به. فالرد في مثل هذه الحالات يجعلك صغيرا لا كبيرا، ولكن أنى لي بهذا الهدوء والطمأنينة والسكون، والغضب يفعل بي الأفاعيل والاحتراق النفسي يستنزفني، حاولت أن أقوم بجلسات تأمل ولكنها فشلت.
ذهبت إلى طبيب نفساني فقال بأنني أحتاج إلى علاج سلوكي معرفي أكثر منه إلى العلاج الدوائي، وهذا فعلا ما شعرت بأنني أحتاج إليه. لأن الدواء يشعرني بالارتياح ويخفف من نوبات الغضب وموجة التفكير السلبي، ويحد من تأثيرها ولكن في المقابل ما إن أتوقف عن تناوله حتى تسيطر علي الأفكار السلبية، ولذلك طلب مني أن أحضر إلى عيادته كل أسبوع، ولكن هذا ما لم أقدر عليه فأنا أقطن ببلدة صغيرة بعيدة لا تتوفر على هذا النوع من العلاج، مع العلم بأنني مؤخرا بدأت بممارسة رياضة كرة اليد والتي حسنت كثيرا من نفسيتي.
أفيدوني رحمكم الله.
3/4/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
واضح من رسالتك أنك تعاني من القلق وأنك تعيش في حالة توتر دائمة، من أعراض القلق العصبية والتوتر والاهتياج وقلة الصبر.المشكلة ليست في الآخرين... بل أنت المشكلة... مشكلتك هي حساسيتك تجاه الأمور التي لا تدعو لتوترك أو انفعالك المبالغ فيه..
وتفكيرك السلبي المستمر هو بتضخيم المشكلات والنظر إليها بأنها لا حل لها، والأسوأ من ذلك عندما تكون غاضبا أو عدوانيا تشعر بالمرارة، يكون عقلك أكثر استعدادا لتقبل تلك التلميحات والاقتراحات السلبية.
وكل مرة تنتابك فيها أفكار سلبية، أو تفكر فيها، فأنت بذلك تعمل على إطالة الموقف الذي يعمل على تدمير سلامتك وهدوئك، ونتيجة ذلك أنك تدين نفسك.
أفراد العائلة ينصحونني بعدم الالتفات و الرد على هذه التفاهات... وكانت نصيحتهم بأن أحسن رد هو عدم الرد، وعدم الالتفات أصلا لما قاما به..... فالرد في مثل هذه الحالات يجعلك صغيرا لا كبيرا...... هؤلاء هم المقربين إليك الذين يحاولون الحديث معك.... تكلم معه بكل صراحة عن كل ما تفكر به عبر عن مشاعرك وسوف تشعر بعد ذلك براحه كبيرة جدا.
جيد أنك ذهبت إلى الطبيب... وننصحك بأنك تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي أكثر منه إلى العلاج الدوائي. أشير عليك أن تحاول الذهاب إذا أمكنك ذلك... أن لم تستطع حاول: الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطف....
حاول: خالط الأشخاص الإيجابيين وتعلم منهم..
مع خالص الاحترام