السلام عليكم ورحمة الله،
أسأل الله أن تكونوا جميعا بصحة جيدة، وأسأله أن يجزيكم جميعا على ما تقدمونه من مساعدات للمسلمين.. أنا مهندس برامج أعيش في بريطانيا. خطبت فتاة مسلمة جميلة جدا لتصبح زوجتي في المستقبل القريب إن شاء الله.
خطيبتي في السنة الأخيرة في كلية الطب. تعيش في مصر وسوف أحضرها معي إلى بريطانيا. لكني قلق من زواجي من طبيبة، هل يمكن لوظيفتها أن تؤثر على حياتنا الأسرية؟ تزعجني هذه النقطة الآن كثيرا. فلا يمكنني أن أتخيل أن زوجتي قد تترك أطفالنا في المستقبل مع جليسة (مربية أطفال)!! أخشى أن تشغل بدراستها وعملها وتهمل حقوق أسرتها (أبنائها وأنا). وأتمنى أن تكون زوجتي هي الفضلى في مهنتها، لكن دون أن تؤثر هذا على حياة الأسرة.
أتوجه بسؤالي هذا لفريقكم خاصة للطبيبات اللواتي هن أيضا أمهات وزوجات، مثل د. سحر طلعت، ود. فيروز عمر.. هل يمكن فعلا للزوجة الطبيبة أن تكون ناجحة في عملها كطبيبة، وفي بيتها كزوجة وأم؟ ماذا علي أن أفعل؟ فكما تعلمون يحب الرجل أن يكون هو صاحب الاهتمام الأول في حياة زوجته ولا شيء غيره، خاصة في المستقبل البعيد. تحدثت معها في الموضوع فقالت إن الحياة ليست دراسة فقط لكنها حب أيضا.
أتساءل: ما هو التكنيك الصحيح الذي يجب أن نتبعه خاصة عندما نرزق بالأطفال إن شاء الله؟ هل يفترض أن تترك عملها خلال اليوم لتهتم بالأبناء؟ وتذكروا أننا سنصبح في دولة غربية بدون عائلتي أو عائلتها.
مرة أخرى أحب أن يعطيني فريقكم الرأي خاصة الطبيبات منكم اللواتي لديهن نفس الظروف. بالطبع لا أريد لزوجتي أن تجلس في البيت وتبقى أمامي 24 ساعة في اليوم. فليس هذا هو الزواج إنما هو مسؤوليات وواجبات وعمل كثير لتحقيق النجاح.
لهذا، من فضلكم ساعدوني لأعرف ماذا علي أن أفعل تجاه عملها بعد الزواج خاصة مع وجود الأولاد؟ تحدثت معها في هذا أيضا فقالت: إنه بإمكانها أن تدير الأمر جيدا، لكني لا أعرف هل سيتغير رأيها في المستقبل أم لا؟
لي سؤال آخر: كنت متزوجا من فتاة إنجليزية لمدة 3 أشهر لأسهل من إجراءات إقامتي ثم طلقتها. هل علي إخبار خطيبتي بالأمر أم تجاهله؟ أخشى أن أفقدها إذا قلت لها. الحمد لله لم أرزق بالأبناء من زوجتي السابقة، ولم أرها منذ أن طلقنا من عامين.. جزاكم الله خيرا.
19/11/2023
رد المستشار
الأخ السائل الكريم، لو أنك متابع لصفحتنا منذ فترة طويلة لوجدت الكثير من الإجابات المتعلقة بما تسأل عنه، وباختصار فإن أفضل خطة لتسيير حياتكما هي ما تتفقان عليه من الآن، مع المرونة والقابلية للتعديل على ضوء ما يستجد من خلال الممارسة العملية، والتنفيذ الواقعي.
ولا يمكن الجمع بين النجاح في العمل والبيت بالنسبة لطرف من طرفي الزواج إلا بالتعاون من الطرف الآخر، وأنت لم تذكر إمكانيات وقتك، ومدى استعدادك للتعاون مع زوجتك لتنجح في إدارة شئونها: طبيبة وربة منزل.
إذن لا توجد خطة مثلى يمكن أن يرسمها لك أحد، وإن كان هناك محددات عامة، ومقترحات يمكن الاستفادة منها؛ فقد تختاران مثلا أن يتأخر الإنجاب إلى ما بعد إنهاء الزمالة في التخصص الذي ستختاره زوجتك (إن كان إكلينيكيًا) أو الماجستير (إن كان أكاديميًا)، وفي حالة الزمالة فإنها تستغرق من 3-5 سنوات بحسب الاجتهاد، وسرعة الحصول على منحة أو الحصول على المعادلة البريطانية، وهما المدخلان لبداية دراسة الزمالة، أما في حالة الماجستير بالنسبة للتخصصات الطبية الأكاديمية مثل: التشريح – وظائف الأعضاء – علم الأنسجة – الطفيليات... إلخ فإن الماجستير يستغرق وقتًا أقل، ولكن الزمالة تعادل الدكتوراة تقريبًا، بينما ستحتاج زوجتك بعد الماجستير ثم الإنجاب إلى استئناف الدراسة للحصول على الدكتوراة، إذا أردتما.
وفي كل الأحوال فإن الأمر سيحتاج منك إلى تعاون يبدأ من تفهم صعوبات الجمع بين الدراسة أو ممارسة الطب ورعاية الأسرة، ولا ينتهي بقدرتك على رعاية الأطفال لبعض الوقت أثناء غياب زوجتك، فهذا أفضل بالطبع من جليسة أطفال، والتربية مسؤولية مشتركة بين الوالدين، وصدقني أن هذا سيمتعك رغم ما يبدو من صعوبته!!
إن الجمع بين الدراسة والأسرة، أو العمل والأسرة يستدعي تعاونًا بين الزوج والزوجة سواءً كانت طبيبة أو غير ذلك، ويكون التعاون أوجب وأهم في حالة انقطاعكما عن الشبكة الاجتماعية والعائلية التي تتيح بعض الدعم أحيانًا، وكل الدعم أحيانًا أخرى.
أما بالنسبة لمسألة زواجك السابق فأرى أن الأنسب أن تخبر زوجتك، ولكن بعد أن تحضر إليك وتتعرف على طبيعة هذا النوع من الزواج، ومدى احتياج الشاب المغترب له ليبقى ويوفق أوضاع إقامته من الناحية القانونية، ولا أدري لماذا تتخوف من إخبارها؟! أو لماذا تتوقع أن تفقدها عندئذ؟! كتمانك للأمر خطأ ينبغي ألا يستمر، وإخبارك لها دون أن تحيط هي بأبعاد المسألة واقعيًا سيضعها في ركن حرج، وموقف من يطلب منه تحديد رد فعل على شيء لا يدركه بوضوح!!
والحل في تصوري أن تخبرها في أول فرصة تتوافر لها فيها المعرفة الكاملة لمسألة ما يسمى بزواج الأوراق،
وتابعنا بأخبارك.