اختلاط وملابس فاضحة: "يوميات الزيت والزعتر الضائعة"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إلى صاحبة رسالة اختلاط وملابس فاضحة: "يوميات الزيت والزعتر الضائعة"، أرجو إيصال تعليقي إليها على رسالتها ولكم جزيل الشكر والثواب. أختي الغالية، أولا وقبل أن أبدأ بتعليقي على رسالتك أنا أرفض أن تسمي نفسك بالضائعة، أمن هداها الله لحبه والالتزام بشرائعه تكون ضائعة، بل بالعكس فقد أكرمك الله وانتشلك من دروب الضياع ونور قلبك بحبه والإيمان به.
ليتني استطعت أن أجلس معك فأحيانا لغة القلب والعيون أقوى بكثير من الكلام والتعابير، أنا أكبر منك بعشر سنوات، ولكنك أكثر مني حظًا لأني مثلك هداني الله وملك حبه كل ذرة من كياني في السنين الأخيرة من حياتي، ومثلما ذكرت انقلبت حياتي، وصرت أرى كل شيء بعين مختلفة تماما، فاحمدي الله أن هداك وأنت ما زلت طالبة وأمامك المستقبل والحياة كلها لتثبتي لله أولا وللناس ونفسك بأن الدين والتدين هو طريق النجاح والرقي إلى أعلى مستويات الحياة.
لا أنكر ما تقولين أبدا فأنا أعلم صعوبة الموقف وأعيشه الآن، ويمكن أصعب بحكم عيشي في بلاد غربية بعيدا عن بلدي، ولكن هل تعرفين أنني أشعر بأنه كلما ازدادت الظروف قهرا وقسوة ازداد تمسكي بالله والقرب منه، فهل تدركين هذه النعمة العظيمة التي تكمن بهذه البلية التي نعيشها وسط الكثير من الغافلين واللاهين من الناس.
وأيضا أريد أن أذكر نفسي وأذكرك بأن من لم يذق طعم الألم والقسوة فلن يستطيع أن يعرف طعم اللذة والانتصار، إن الحياة كلها مجموعة من التجارب والاختبارات لم يضعها الله سبحانه وتعالى اعتباطا والعياذ بالله ولم يرد بها أن يقهر عباده المؤمنين، ولكنها الطريق إلى الكمال إذا عرف الإنسان كيف يستفيد من الشدائد والمحن بأن يقترب من الله ويعرف ويؤمن بأن لله حكمة خافية في كل أمر؛ ولذلك على المؤمن أن يسلم أمره لله وألا ييئس ولا يضيع بل يوقن بأن الذي خلقه لم يكن لينساه، وأن الذي خلق في أنفسنا الشهوة ومنح إبليس علينا القوة وقدر علينا كل هذا الكم من المصاعب والمحن.. إنه في نفس الوقت رحيم بنا بل أرحم بنا من الأم بولدها.
تمعني فيما ذكرت لك جيدا، وأطيلي التفكير؛ فما تعيشين من فتن وصعوبات هو امتحان لك وضعه العلي القدير ليختبرك أتشكرين أم تسخطين.. أتفشلين أم تنجحين.. ولك وحدك وبيدك الخيار. لقد منَّ الله عليك بالهداية، ثم بالالتزام ثم بجامعة محترمة واختصاص عالٍ، فكيف لك أن تحزني بعد كل ذلك وقد رفعك الله وأعطاك كل هذا؟
أنا مثلك تخرجت في تخصص عملي هو الهندسة المدنية، ولا أعرف من أي بلد أنت، ولكن الطريقة التي درسنا فيها هي بالضبط كما تقولين حشو الدماغ بشكل مذهل وحتى قبل الجامعة وفي مراحل الإعدادية حفظنا من الأدب والأشعار والقواعد والأحياء والحيوانات بأدق تفاصيلها ثم الجبر والهندسة بأصعب مسائلها، ولم يكن لدينا أي ترفيه وحياتنا كلها دراسة.
وبوسط هذا الكم الرهيب من المواد والدروس لم يكلفوا أنفسهم أن يعلمونا معنى الإسلام وما هي فرائضه؟ وكيف الصلاة؟ ومن هو رسول الله؟ ومن هم أصحابه؟ تخرجنا وعقولنا محشوة بعلوم فارغة نتخبط من ظلام إلى ظلام؛ لأننا جهلاء لا نعرف من الدين شيئا، ولذلك فشلنا كثيرا وتألمنا كثيرا، ولو أننا عرفنا ديننا منذ نعومة أظافرنا لعشنا سعداء واستطعنا أن ننقذ أنفسنا من كثير من الظلمات التي وقعنا فيها جهلا وليس اجتراء على الله.
ولكن وكما قلت لك بأن لله أحكامًا خفية لا نستطيع نحن البشر أن نستوعبها، وليس عندنا علم الغيب، ومن خلال حياتي وتجربتي أريد أن أقول لك لا تحكمي على نفسك ولا على الناس، فلا أحد يعلم الغيب إلا الله، واقبلي ما أنعم به عليك بصدر رحب، وابذلي كل جهدك للتفوق، حتى لو كنت غير مقتنعة، واتركي الحكم والأجر على الله.
المهم أردت أن أقول لك بأن سنوات الدراسة القاسية لم تذهب هباء مع أني اشتغلت لسنين قليلة في الهندسة في بلدي، وكنت السبب بعد الله عز وجل بأن أعين عائلتي بعد وفاة أبي بيوم واحد قبل تخرجي من الجامعة، ولكن لولا شهادتي وفضل الله لكنا ضعنا، وحاشا لله أن يضيع أجر عامل. بعدها تركت البلد وعندما هاجرت مع زوجي، حفرنا نحن الاثنان بالصخر لصعوبة الظروف، واستمر الحال سنوات اضطررنا خلالها أن نغير اختصاصنا من الهندسة إلى الكومبيوتر حسب متطلبات البلد الذي هاجرنا إليه في كندا.
ودعيني الآن أقل لك سرا عرفته بعد سنين طويلة، فكنت دوما أسأل نفسي لماذا دمرت نفسي بكل ما درست؟ وكلما تذكرتها الآن كدت أنا نفسي لا أصدق أني درست كل هذا، ولكن بعد الهجرة والعيش ببلاد الغرب وجدت أن شهادتي وعلمي بعد فضل الله كانت السبب الرئيسي والوحيد لنجاحنا اليوم أنا وزوجي.
صحيح لم نكمل في مجال الهندسة، ولكن دراستنا فتحت عقولنا، وطورت قابليتنا بشكل لم نستطع أن نميزه في وقتها واكتشفناه عندما غيرنا الاختصاص، ووجدنا أنفسنا أذكى الطلاب في الصف ونعجب على قابلية من هم معنا المحدودة في التعلم والفهم، مع أننا دائما كنا ننظر لأهل الغرب بأنهم أهل العلم والتكنولوجيا والذكاء، ولكن كل هذا بريق زائف؛ فطاقاتنا وإرادتنا وذكاؤنا لا مجال فيه للمقارنة مع ما يملكه أقراننا في الغرب.
وهنا عرفت حكمة الله ولطفه في تلك السنين الطويلة من الدراسة الشديدة بعد أكثر من عشر سنوات، استطعت أن أرى بوضوح لماذا عملت ما عملت وشعرت بأني فخورة جدا بما أنجزت، ودعوت الله أن تكون في حسناتي وحسنات أمي وأبي، ثم ازداد حبي لله على رعايته لي وإعطائه لي ما لا يملكه الملايين من الناس.
أعتذر على الإطالة، ولكن رسالتك ذكرتني بنفسي؛ فكلنا يا أختاه في مركب واحد نسبح ضد التيار، ولكن مهما اشتدت الأمواج وعلت فلن نغرق وسنصل إلى بر الأمان سالمين غانمين بإذن الله وفضله ورحمته، وهناك فقط سنجد المكان الذي تبحثين عنه حيث السلام والنقاء والصفاء وكل ما لذ وطاب مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فاثبتي يا حبيبتي وازدادي صلابة وقوه كلما ازدادت الظروف صعوبة حولك، وتذكري دوما أن الله يراك ويسمعك ويعلم حالك ولن يضيعك ولن يتركك، فقط ارمي حملك عليه وثقي به وتوكلي عليه توكلا صادقا. ولا تنسي أبدًا أن الدنيا لو خليت لقلبت، وانظري بعين المتفائلة المحبة الرقيقة إلى من حولك من البشر، وستجدين إن شاء الله من يعينك على الطاعة والتقوى والنجاح.
وأنا أعرض عليك أخوتي وصداقتي، ويسعدني ويفرحني أن أسمع لك وأساعدك بما يفتح به الله علي، فلسنا سوى وسطاء من الرحمن لنعين بعضنا البعض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2/12/2023
رد المستشار
لم أكن أتوقع أن تثير مشكلة "اختلاط وملابس فاضحة: يوميات الزيت والزعتر" كل هذه المشاركات، وأنا سعيد بهذا جدًّا؛ لأنه فتح موضوعًا يمس حياة الملايين من الطلاب والخريجين الجامعيين، خاصة أن هناك شعورًا متزايدًا في هذه الأوساط بعدم جدوى التعليم الذي نتعلمه، وقصوره الفادح والفاضح مقارنة بما عليه التعليم في أي مكان محترم، وهذه نظرة تحتاج إلى تدقيق؛ لأنها لا تخلو من صواب، ولكنها أيضًا لا ترى الكثير من التفاصيل المهمة.
لن أكرر ما سبق أن قلته حول العلم والتعليم، والجامعة ودورها ودورنا فيها، وأرجو أن تراجعوا كل ما جاء من مشاركات حول السؤال الأصلي لتتكامل الصورة تدريجيًا، وأعيد التذكير فقط بأن الطالب الذي يريد أن يستفيد من وجوده في الجامعة ليتعلم ويتكون في تخصص بعينه يمكنه أن يفعل ذلك رغم كل العقبات، ويمكنه هذا بشكل فردي إذا اتصل بمن يعينه من أساتذته الراغبين في إفادة طلابهم -ولا تخلو منهم جامعة- وإذا اتصل أيضًا بمصادر المعلومات والمعرفة المتخصصة، والإنترنت من أهم وأوسع السبل إليها، وقلنا إن هذا يمكن أن يتم أيضًا بشكل جماعي بتكوين رابطة أو أسرة أو منتدى جامعي يهتم بذلك ويطوره، فإذا استحال السبيل الجماعي فليس أقل من الشكل الفردي.
وتحسرت حين وجدت البعض ينظر إلى الجامعة بوصفها مجرد محيط دعوة لا ركيزة نهضة، وأحسب أن هذا قد تم من طول يأس الشباب وهم يرون أحوال الجامعة علميًّا، فذهبوا يبحثون عن الأخلاق بشكلها البسيط، ويدركون الجامعة بوصفها "فرصة" للدعوة إلى فضائل الأخلاق، وحميد الخصال، والأصل أن الجامعة أوسع من هذا بكثير لمن يريد أن يعرف ويساهم في التغيير، وأنتهز الفرصة لأشير إلى أن فكرة "الدعوة" هذه أصبحت في كثير من الأحيان بديلاً عن التعليم وتطويره في المدارس والجامعات، فإذا كانت المدرسة والجامعة "محيط دعوة"، والمدارس أو الأستاذ الجامعي مجرد "داعية"، فإن الكيان الجامعي يفقد خصوصيته ودوره المتميز بوصفه منبعًا للعلم والاجتهاد في شئون الدنيا والدين، وكيانًا للبحث العلمي المتحرر من كل سلطة سياسية وثقافية إلا المنهج العلمي، وأخلاقيات البحث.
ولن أكون سعيدًا ونحن قد فقدنا الجامعة بهذا المعنى أو نكاد، ثم ذهبنا نملأ هذا الفراغ القاتل والمدمر لحاضرنا ومستقبلنا بمحاولات ساذجة أو متماسكة لاستثمار الوجود الجماهيري، والحضور الشبابي لتتحول الجامعة إلى محيط أو وسط دعوي، ويتحول الأستاذ الجامعي أو بعضهم، والمدارس في المدرسة أو بعضهم إلى دعاة أو أشباه أو أنصاف دعاة.
ولا أقول بأن المدرسة أو الجامعة ليستا مكانًا للدعوة، ولكن مفهوم الدعوة ونصرة الإسلام في ميدان التعليم والبحث العلمي لا تكون بالدعوة بالمفهوم العام، ولكن تكون بالتكوين العلمي والأكاديمي المنهجي، وتكون بالبحث الذي يتناول الظواهر الاجتماعية والنفسية كما يقترح الحلول ويختبرها في مجالات الطب والكيمياء وغيرها، وأخشى أننا نكتفي الآن بمسألة الدعوة هذه بمعناها العام، وأن هذا من أسباب التخلف والخسران الذي نحصده، ونحن نحسب أننا نحسن صنعًا.
وأنا مندهش إلى درجة الفزع، بل الهلع، وأعلى درجات الرعب التي تعرفونها، من حجم الالتباس والتشويش والتناقض الموجود في عقول الكثير من المسلمين بشأن مسائل شتى، وتأملوا معي في نموذج رسالة الأخت الكريمة صاحبة مشاركة اليوم، وأنا أشكرها بعمق؛ لأنها تكتب من قلبها، ورسالتها مثالية لنفهم كيف تفكر وتشعر أغلبية من حولنا.
أختي الكريمة تقول في رسالتها بأن تعليمها في الوطن كان حشوًا للدماغ بمعلومات وتفاصيل -ولو صدق حدسي فهذه الأخت من بلد عربي يعتبر من أفضل البلدان العربية نسبيًا في مستوى التعليم حاليًّا- وهي تعيب على تعليمها ما قبل الجامعي والجامعي أنه كان خاليًا من فرص الترفيه، ومن تعليم الدين، وتقول تخرجنا وعقولنا محشوة بعلوم فارغة تتخبط من ظلام إلى ظلام... إلخ. ولا أمدح التعليم في بلداننا بل سبق أن هاجمته مرارًا، ولكن هل من وظائف التعليم في أي مكان بالعالم أو من معايير جودته أن يعطي منهجًا للترفيه؟!!
يمكن أن تكون المسألة سوء إدارة في الوقت، أو زيادة كثافة في المقررات، ولكن هذا لا يعني سوء نوعية التعليم، والأخت صاحبة الرسالة الأصلية لم تتضرر من حشو الدماغ بالمعلومات بمقدار ما تشكو من غياب التدريب التطبيقي، وبخاصة في تخصصها الطبي الدقيق.
لم تشتكي من كثافة المقررات، ولكنها تصرخ من غياب الممارسة الإكلينيكية مما يثقل ضميرها حين تتخيل نفسها أمام مريض تعالجه، وهي لم تتدرب عمليًّا، إنما فقط درست الأمراض التي يمكن أن تصيب الناس، وأذكر أن طالبًا مصريًّا وآخر أجنبيًّا كانا يتدربان على التشخيص والعلاج في السنة النهائية، وفي إطار "التبادل الطلابي" الذي حدثت أختي الطبيبة صاحبة الرسالة الأصلية عن برامجه، وفي حين اهتم المصري بالجانب النظري المعلوماتي ـ الذي يجيده ـ فكتب مقالا عن حالة هذا المريض من حيث الأسباب والأعراض... إلخ، استطاع الطالب الأجنبي، أن يصل أسرع إلى التشخيص، ووصف العلاج الأفضل لهذه الحالة بعينها.
إذن هناك فارق بين الحشو، وغياب التطبيق رغم أن كلاهما يمكن أن يكون من عيوب تعليمنا ثم تنكرين على تعليمك غياب الدين عنه، ولا أدري حقيقية مع اتساع معارف العصر، وانفجار الثورة المعرفية والمعلوماتية، وضيق الوقت المخصص للدراسة، وضعف الإمكانات المتاحة... هل يكون من الصواب إضافة تدريس الدين ضمن المناهج المقررة في الجامعة.
هل من المناسب أو الممكن أو المنشود أن ندرس الدين في كلية الهندسة والطب والعلوم والزراعة؟! أم نترك المجال للمناهج التطبيقية والبحثية الخاصة بهذه الفروع؟! وحاجة الكليات النظرية مثل الفنون والآداب والحقوق والتربية إلى دراسة الدين تأتي في صلب المنهج بحيث لا يتم العلم بالتخصص إلا بها؟! أم نترك الدين ليكون نشاطًا خارج المنهج "لا صفي"؟! على كل حال لا أعتقد أن خلو المناهج في كلية الهندسة من تدريس العلوم الشرعية يعتبر عيبا فادحًا، فالدين وعلومه متاحة في أماكن كثيرة أما العلوم الهندسية فليست كذلك.
ثم اكتشفت أختنا -بعد سنوات- أن ما درسته لم يكن هراء ولا محض حشو، ولكنه فتح عقلها وطور قابلتها فوجدت نفسها الأذكى والأكثر طاقة بين آخرين من خلفيات مختلفة، وبدلا من أن تلخص خبرتها على نحو واضح فتقول: "كنت مثلك، وفي سنك يا أختي، أتصور ما أدرسه بأنه "محض حشو فارغ ثم أثبت الزمان لي أنني كنت جد مخطئة" ... نراها تخلص بين أشياء يمكن أن تشوش على هذا المعنى -إن كانت أصلا تقصده كما فهمت- ولذلك تلتبس الرسالة.
ولأنني أطلت فسأكتفي بالإشارة إلى نقطة كنت أود الإطالة فيها، وأحجمت خشية الإحلال، وهي المتعلقة بالروح السائدة في لهجة الرسالة، وهي الروح المنتشرة بين كثير من الملتزمين والملتزمات، ومؤداها: "أنا ملتزم إذن أنا مقهور"، بما يمكن وصفه بما يقترب من "عقدة الاضطهاد"، وفي الأمر خلط بين ما ورد عن غربة هذا الدين وأهله، وبين الضغط الذي يمارس أحيانًا على كل صاحب فكر ودعوة، والتمييز الذي يقع ضده هنا أو هناك، وبين أزمات مفتعلة، وروح تتوق إلى الشعور بأنها في حالة حصار دائم، وأزمة مستمرة، ومؤامرات متواصلة، والأمر أهون من ذلك غالبًا، ولكن هذه النفسية تبدو مسؤولة عن كثير من الالتباسات والانقطاعات بيننا وبين الآخرين، وأصبحت تعيق تواصلنا مع العالم بجوانبه وأنشطته، وأحسب أن التواصل فيما بيننا يمكن أن يدعمنا جميعًا في مواجهة أي ضغوط -إذا وجدت- وبالتالي فإنه يكون لازمًا -أي التواصل- للتخفيف من الشعور بالوحدة والعجز صحيحًا كان هذا الشعور أو واهمًا.
ويتبع >>>>>: يوميات الزيت والزعتر قنبلة خليجية ناسفة مشاركة1