بداية أحييكم على هذا الموقع الفريد في شكله ومضمونه، وسؤالي موجه للدكتورة فيروز عمر في بعض الأحيان نكون أسرى العادات الاجتماعية مثل ظاهرة فترة العقد وغيرها. ولا أدري لماذا نكون كذلك مع أن الشارع الحكيم قد أوضح هذا الأمر أيما إيضاح من خلال الكتاب والسنة المطهرة، فهل يكون الجواب على كل أسئلة المشاركين هو أن نحاول تثقيف مجتمعاتنا بالثقافة الشرعية الصحيحة حتى لا نكون أسرى العادات الاجتماعية التي تجر علينا في كثير من الأحيان المشاكل؟.
أفيدونا حفظكم الله،
وشكرا لكم على سعة صدوركم وبرنامجكم المميز.
15/2/2024
رد المستشار
أخي الكريم:
بدايةً فإن فترة العقد على شكلها الحالي هي صورة جديدة لم تكن منتشرة من قبل، وإذا راجعنا كتب الفقه سنجد أن (العقد) متزامن مع (النكاح)، لذلك إذا تصفحت باب (الزواج) في أي كتاب من كتب الفقه ستجد أن الصفحة التالية للحديث عن العقد وشروطه هي حقوق الزوج والزوجة.
أما في عصرنا الحالي فهناك فترة بين العقد والنكاح، وعند إشهار العقد لا يشهر النكاح، ولذلك فإن هذه الفترة في حاجة إلى المزيد من اجتهاد الفقهاء في الجانب الشرعي فيها، واجتهاد الخبراء الاجتماعيين في الجانب الاجتماعي منها.
ورأيي الشخصي في هذا الأمر هو أن تتغير قناعات المجتمع، وأن يشهر النكاح مع العقد فيما يشبه (زواج المسيار)، وأن يظل كل من الزوج والزوجة في بيت أهله مع سماح العرف والمجتمع بأن يكون بينهما ما بين الزوجين تحت سمع وبصر المجتمع ومباركته، وأن يسمح لهما بقضاء أوقات من الخلوة معا تسمح بالمعاشرة الكاملة، ولكن مع وضع بعض الضوابط والمحاذير مثل: تأجيل الإنجاب، ومثل ألا يكون الزوج عاطلا، وألا تكون السن صغيرة جدا، وغيرها من الضوابط التي أدعو علماء الدين والاجتماع ليحددوها.
وأنا لست أول من ينادي بهذا؛ فقد نادى به من قبل الأستاذ عبد الحليم أبو شقة، وكذلك الشيخ عبد الحميد الزنداني وغيرهما.
ولكن كل هذه الأماني لم تتحقق بعد، لذلك فالشاب والفتاة لا بد أن لا يخرجا على العرف والمجتمع حتى يحين هذا التغيير المنشود.