تمنعٌ حتى اللواط وهن كاسيات عاريات!
السلام عليكم ورحمة الله
بداية أشكر جهود العاملين على إدارة هذا الموقع ومستشاريه وخاصة أخونا الفاضل د.وائل أبو هندي.
غريب يا أخي أن تستعظم أمر الزنا ولا تفعل نفس الشيء مع اللواط والذي أظن أنه أعظم وأخزى من الزنا,إضافة إلى أن ما تقوم به مع صديق السوء هذا لم تعبر عنه على أساس أنه زلة أو خطأ أو أنه فعل صادر من أطفال استسلموا للألعاب الجنسية أو أنه اعتداء لا ذنب لك فيه,بل قلت إنكما اعتدتما على فعل ذلك, بل حتى من خلال طرحك للمشكلة لم يكن الطرح ينم عن إحساسك بفداحة ما تقوم به أو أنك ترك فعله أو على الأقل ندمك الشديد عليه ,وهذا حسب رأيي لب المشكلة أي أنك تنظر إلى الأمر على أنه مشكلة نوعا ما بسيطة وتنظر إلى أن السبب هو الرغبة الجامحة في الجنس مع النساء رغم الاختلاف الشاسع بين هذا واللواط, كما تحاول إلقاء اللوم كله على وضع الانحلال والعري الذي يحيط بك رغم أن هذا الوضع نفسه لدى اغلب الشباب ,وإن كان يحز في نفوسنا أن يكون هذا الوضع طاغيا في فلسطين الحبيبة أرض الجهاد والمقاومة.
والأغرب أن تستسلم لأفكار صديقك الشيطانية بدعوى أن هذا الفعل الذميم يخفف من جموح الرغبة في النساء .أي معادلة هذه يا أخي, هذه معادلة شاذة لا تقبل الحل إلا عند من استحوذ عليه الشيطان مثل صديقك.
بهذا اقترح عليك يا أخي حتى تخرج من هذا المأزق بإذن الله بعض الأمور:
1-التوبة إلى الله من هذا الذنب العظيم, واعلم بأن التوبة النصوح لا تتحقق إلا بالإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه (أن يكون رميك في النار أحب إليك من أن تعود إليه) والاستغفار والندم وهو أهم عنصر في التوبة, ويتحقق الندم باستشعار عظيم ما اقترفت وعظمة من عصيت (ابكي على خطيئتك).وقال تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.)
2-الابتعاد فورا عن هذا الصديق كما تسميه, فحري بك أن لا تصاحب مثل هذا الشخص وممكن أن تدعوه فيما بعد إذا عافاك الله وهداك إلى أن يتوب ويتقي الله.
3-البحث عن الصحبة الصالحة والتمسك بها وأنت تعرف أين تجدها في فلسطين.
4-شغل لوقتك بما هو مفيد, الارتقاء بالأهداف, وليكن اسماها نصرة الإسلام واعلم أن فلسطين تحتاج إليك وإلى كل شباب الأمة, فاخدمها على الأقل بالتزامك ونجاحك في حياتك.
5-الإكثار من الأعمال الصالحة وخاصة قيام الليل فإنه شرف المؤمن والمحافظة على الصلاة ومحاولة الخشوع فيها فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
6-الدعاء, فادعو الله أن يعفو عنك وعن شريكك وان يعفو عن جميع المسلمين.
7-غض البصر والابتعاد عن المثيرات في سبب الوقوع في الفواحش أو مقدماتها.وحاول جهد استطاعتك أن تسرع بالزواج واجعله همك الأول من أجل أن تعف نفسك وثق أنك بهذا سيسر الله لك الأسباب ويفرج همك.
وفي الأخير أشكر فيك أخي استشعارك للمشكلة وطرحها على موقع مجانين المشهود لمستشاريه بالثقة والإخلاص في العمل, وأتمنى أن تأخذ ببعض هذه الاقتراحات وبما أشار به عليك مستشارنا الفاضل, وأرجو من الله أن يعفو عنك وعنا وعن جميع المسلمين وأن يستعملنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يستعملنا ولا يستبدلنا.
ونرجو أن نكون على تواصل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
13/5/2005
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على مشاركتك الطيبة وإطرائك النبيل، أتفق معك أنا في مجمل ما تقترحه على الأخ صاحب المشكلة عافاه الله، ولذلك أنشر مشاركتك كما وصلتنا.
فقط أودُّ أن أناقش معك بعضا من ملامح الخلل المعرفي السلوكي الذي يظهر جليا في طريقة تفكير صاحب المشكلة الأصلية، فالحقيقة أن الممارسات المثلية أو اللوطية السطحية-دون الإيقاب- كثيرة الحدوث بشكل عابرٍ في فترة المراهقة في مجتمعاتنا بين الذكور، وهي في أغلب الأحيان تبقى عابرة –حتى وإن تكررت- وتنتهي بمجرد أن يعبر المراهق فترة الأزمات النفسية المصاحبة، أو أن ينشغل بحبِّ فتاة أو ربما إقامة علاقة طبيعية –ليس بالضرورة جنسية- مع أنثى، ولعل تلك الممارسات كانت مشهورة أكثر في بعض المجتمعات العربية عن غيرها، وغالبا ما فسر ذلك بسبب عدم إتاحة الأنثى، وإن كنت أحسب أن السماوات المفتوحة بما يعرض عبرها من مواد جنسية شاذة ويراه من يريد بلا قيد تقريبا، قد غيرت الوضع الآن قليلا فلم تعد مشكلة اللواط أكثر ظهورا في دول الخليج مثلا منها في مصر أو غيرها، ولله الأمر من قبل ومن بعد
ولكن الذي يعنيني هنا هو فكرة أن اشتهاء الإناث عيب أو حرام في حد ذاته، بمعنى أنك إذا كنت شابا واشتهيت أنثى فقد فعلت حراما! وإذا تكلمت فيه فقد جئت عيبا، هذا المنطق المغلوط مع الأسف شائع فيما يبدو في بعض الأسر العربية، وكثيرا ما حاولت مع مرضاي أن أتتبع منشأه أو إرهاصاته في تركيبتهم المعرفية وغالبا كنت أجد الفصل التعسفي في مرحلة الطفولة بين الأولاد والبنات –كحالة مجتمع أو طبيعة عائلة- حيث يتعلم الطفل أن اللعب أو -التعامل الطبيعي في الطفولة- مع البنت مذموم وحرام بينما لا تقدم له الرسالة نفسها مع الأولاد، أو أجد مثلا بعض الحالات التي لم يكن في العائلة كلها أو رفاق اللعب المتاحين في فئة الطفل العمرية إلا ذكورا ويكون طفلا من عائلة منغلقة نوعا على نفسها أو لأم مرضية الخوف على أبنائها، المهم أن المتاح يكون من الذكور، وتكونُ الأنثى حراما في حرام، هذه ملاحظات شخصية لي ولبعض زملائي ولكنها ليست نتاج دراسة علمية لأن ظروف البحث العلمي في بلادنا ما شاء الله معروفة.
وكثيرا ما عرفت من مرضاي الذكور أن معلومة "اقترابك الزائد من الأنثى حرام" يتعلمونها مبكرا وبشكل واضح لا لبس فيه، بينما معلومة "أن الاقتراب الزائد عن الطبيعي من الذكر حرام" ناهيك عن كونه حرام أكبر، فغالبا ما تتركها الأسرة العربية للظروف أو لا تأتي على ذكرها أصلا، وأستثني من ذلك كثيرين أعرفهم ممن رحلوا مع أسرهم إلى الخليج لتحسين أحوالهم المادية حيث كان الأهل مضطرين لتحذير أولادهم، المهم أن أساسا للخلل المعرفي الاجتماعي موجود ربما لأن الأهل غير مستعدين أصلا لتقبل فكرة أن يكون ابنهم عرضة للشذوذ، ولكنهم يعرفون أنه سيجد ميولا طبيعية تجاه البنات وعليهم تحذيره من الحرام الأكثر احتمالا أن يقع، وأحسب أننا وصلنا الآن إلى مرحلة يجب فيها تغيير ذلك كله، فلا لعب الأولاد مع الأولاد آمن جنسيا أكثر من لعب الأولاد مع البنات بل ربما يكونُ العكس هو الصحيح خاصة إذا أخذنا اعتبارات التحزب لنفس الجنس في مرحلة الطفولة المتوسطة والتي تسمى بمرحلة الشللية، وفيها يفضل الأولاد اللعب مع الأولاد وتفضل البنات اللعب مع البنات، وتحمل كل شلة مواقف وتوجهات نحو الأخرى، وبالتاي يأخذون هم بأنفسهم قرار وضع ضوابط للعلاقة مع الجنس الآخر، لكن ذلك النمو والتطور النفسي الطبيعي لا يؤدي أبدا إلى جعل الأنثى حراما يمشي على الأرض.
وكذلك فإن الأطفال الذكور يتعرضون للتحرش الجنسي مثلهم مثل الفتيات وليسوا أقل تعرضا على أغلب الظن فليست هناك دراسات مسحية في مجتمعاتنا، ولكن الأهل غالبا ما يحذرون البنات الصغار (إن فعلوا) لكنهم لا يحذرون الأطفال الذكور اللهم إلا في حالات قليلة كالتي أشرت إليها.
وإذا قررنا العودة للمشكلة الأصلية فإن أخانا صاحب المشكلة الأصلية على أغلب الظن غير مدرك للكيفية التي تشكل بها الانحراف المعرفي لديه، لكنه تراه يقاوم ويتمنع الوقوع في حرام مغر ولكن بعيد ولا يقدم نفسه وهو الإناث الكاسيات العاريات، لكنه في فرط تمنعه يقع في الحرام الأكبر المأمون اجتماعيا مع الأسف، وأدعو الله أن يتوب عليه وأن ينفعه بنصائحك، وأهلا بك وبمشاركاتك دائما على مجانين.