السؤال عن الشك والريب
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
هناك نص ذهبي للإمام الجويني الشافعي، في كتابه نهاية المطلب في دراية المذهب، عن وسواس الكفر، وظن الموسوس أنه ركن إلى الشرك –أو ما يؤدي إليه- ولم يعد ينكره، والفرق بينه وبين الكفر الحقيقي. والنص هو:
(وقد يطرأ على نفس المبتلَى بالوسواس تقدير الشرك بالله، مع ركونه إلى استقرار المعتقد، ولا مبالاة به. والعاقل يفصل بين هذه الحالة، وبين أن يعدَم اليقين، ويصادف الشك)
يعني يخطر في بال الموسوس: (ماذا لو كان الخمر غير حرام؟) فيخاف من هذه الفكرة، ويظن أنه باعتبارها خطرت في باله يعني أنه معتقد لها، إذ -في نظره- ما ينبغي أن تخطر في باله أصلًا!! فيعيش في قلق وخوف لأنه أشرك بالله!!
الذي يخاف هو الذي يشعر بالذنب، والذي يشعر بالذنب لشكه في حرمة الخمر، يعلم قطعًا أنها حرام، ولهذا خاف أن يشك....
أما من لا يوقن بحرمتها، كيف يشعر بالذنب إن شك في ذلك؟ لم يجزم بعد أنها حرام، فلماذا يخاف من ارتكاب ذنب إن شك فيه؟ عندما يتخلص من الشك، ويوقن بالحرمة، ساعتها يخشى الشك.
والذي أراه من كلامك أنك من الصنف الأول الموسوس، وقد قال الجويني أن هذا (لا مبالاة به)؛ أي لا يضرك ولا يؤثر على إيمانك؛ ولست من الصنف الثاني الذي يشك شكًا يضر بالعقيدة ويخرج عن الملة
رعاك الله وطمأن قلبك