استشارة نفسية تربوية
أولا أنا أم ولدي ثلاثة أطفال، أكبر واحد عمره 4 سنوات الثاني سنتين الأصغر هو خمسة أشهر
عندي مشكلة الانفعال الزائد وتقلبات حادة في المزاج، زيادة على ذلك أنا شخصيتي تميل للغضب حتى ملامحي جادة دائما، كل هذه أشعر أنها تنعكس على أطفالي، يأخذون صفات الغضب مني لأني أعاملهم بغضب وعنف غالبا،
مؤخرا استنتجت أو اقتنعت أني أعاني من مشاكل نفسية من الطفولة، أغلب ذكرياتي عن طفولتي كانت تعيسة، في طفولتي كنت أشعر بأنني طفلة غير مرغوبة، غير محبوبة، خاصة علاقتي مع والدي كانت متوترة جدا ولم تزل حتى مات (رحمه الله) كان يحب لي الخير كباقي إخواني، ولكن ربما لأني كنت عنيدة كان يقسو معي، كنت أبكي من لومه حين أفعل شيئا خاطئا، كان يلومني وسط الأسرة، وأقوم أبكي وهذا سبب لي بنقص الثقة بنفسي، كنت شاذة بين باقي إخوتي، أنا في الوسط، يكبرني اثنان ويصغرني اثنان.
سؤالي كيف أتجاوز هذه المشكلة وأستطيع التحكم في نفسي عندما أتعامل مع أطفالي، طفلي الأكبر ذو الـ4 سنوات يخاف من عصبتي وصراخي للأسف؟ لا أريد أن أكرر تجربتي السيئة مع أطفالي، كثيرا ما حاولت أن أصلح نفسي ولكني إلى الآن لم أجد حلا أو علاجا، وضعي بات يقلقني أكثر ويأخذ من تفكيري وجهدي الكثيرررر، أسأل الله أن يريني طريق العلاج من خلالكم، فهو القادر على كل شيء
أشعر بما أني لم أجد مساحة أعبر بها عن نفسي ومكنونات نفسي في صغري أفرغ الآن مكبوتاتي على أولادي، كأني أمارس حقي الذي فقدته في طفولتي الآن ولكن بطريقة عدوانية وعنيفة،
عندما أراهم يعاندون أو يتجاهلون كلامي أمتلئ حنقا وغضبا وأنفعل وأصرخ أو أضربهم أحيانا،
كأني أشعر أني مهددة من قبلهم، كأنهم يقصدون إيذائي أو يستفزونني في حين لا يقصدون ذلك
2/12/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع .
طبع الإنسان عموما يتم اكتسابه بيولوجيا وبيئيا ويميل إلى الاعتدال والتذبذب بين الحين والآخر. لا يكفي أن يفسر الإنسان طبعه أو مزاجه بمراجعة سجلات الماضي وإسقاط اللوم عليها، وما تتحدثين عنه في الفقرة الثانية من استشارتك لا يساعد الانسان، وبدلا من محاولة تفسير السلوكيات غير الصحيحة الأفضل هو الانتباه إلى تلك السلوكيات وتصحيحها.
هناك أولا ظروفك البيئية الحالية. أنت أم لثلاثة أطفال دون عمر الرابعة، وهذا تحدي كبير يواجه أي أم في عصرنا هذا وفي مختلف الثقافات. هذا العمل بحد ذاته هو الذي يفسر نوبات غضبك التي هي في النهاية مسؤوليتك أنت فقط ويجب أن تسعي إلى السيطرة عليها. حين يواجه الإنسان ظروف بيئية صعبة والتي هي مصدر ضغط مستمر فعليه أولا أن يبحث عن المساعدة من البيئة التي يتواجد فيها. أظن أنك تتلقين بعض العون من أهلك أو أهل زوجك وربما هناك الحاجة لتنظيم مثل هذه المساعدة وزيادة الدعم. ولكن الأهم من ذلك هو دور زوجك الفاضل في السيطرة على المحنة.
لا يكفي أن تفسري سلوكك مع الأطفال بسبب الماضي، ولكن حاولي التفاهم مع زوجك حول الظروف الصعبة والتحديات التي تواجهك وتواجه العائلة بأسرها من أجل ضمان سلامة الأطفال. مساندة الزوج لزوجه هو العامل الأهم في كل ذلك، ومتى ما اتفق الطرفان حول تنظيم أمور العائلة يتم تجاوز الصعوبات مهما كانت.
ثانيا هناك طموحاتك وحياتك الشخصية وربما عليك التفكير في التواصل اجتماعيا مع أقرانك وتنظيم إيقاعك اليومي قدر الإمكان رغم وجود طفل دون عمر ستة أشهر. تحدثي كذلك مع الأمهات اللاتي يواجهن مثل هذه التحديات وكيفية السيطرة عليها. احرصي على ساعات نوم يوميا لا تقل عن سبع ساعات وممارسة تمارين بدنية أسبوعياً.
وأخيراً هناك الحاجة إلى مراجعة طبيب نفساني إذا كانت هناك أعراض اكتئاب وقلق جديدة ظهرت مع الولادة الجديدة.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
عصبيتي مع أولادي كيف أعالجها؟
شقاوة الأطفال!
فرط العصبية وسرعة الانفعال
نصائح حول تربية الأطفال
الاكتئاب والغضب: أصبحت عصبية!
تربية أطفالي: وضحي لنا!
أطفالنا هل يمكن أن يعانوا نفسيا؟
كيف أجيب على أسئلة أطفالي؟
عصبيتي المفرطة: ألها حل سحري؟!