مشاعر سلبية تجاه الوالدين وخوف من الزواج ومشاعر غضب وقلق وتمني الموت
السلام عليكم، أنا زرت موقعكم من سنوات طويلة ولكن لم تكن لدي الشجاعة لإرسال استشارتي شكرا على مجهود حضراتكم وهدخل بالموضوع مباشرة واعذروني لأني يمكن أحكي بالعامية هتكون أسهل لي أنا عمري الآن ٣٥ وأنا أكبر إخوتي ونحن ٤بنات وولدين تربيت في بيئة وبيت يقال أنه محافظ والدي كان يحفظنا القرآن ويحكي لنا عن الجنة والنار وقصص الأنبياء وقصص العصابة والكفار وأنا دائما كنت أخاف الله وأتخيل النار وأفكر في نفسي لا أحد يستحق كل هذا وللأبد ولم أفهم أبدا كيف أحب الله تعلمت فقط أن أخافه.
والدي أيضا كان يحكي لنا عن نهايات بعض الناس في بلدتنا والذين لم يلتزم بما أمر الله وأذكر قصة كان والدي يذكرها لنا وأنا كنت في التاسعة من العمر وهي قصة فتاة فعلت الزنا مع رجل وحملت فقتلها أهلها وألقوها في غرفة التفتيش (المجاري) وعندما حصل حفر بالقرب من البيت ظهرت الجثة وابنها بداخلها متحللة بالمناسبة أنا لم أكن أدري حقيقة الخطأ الذي فعلته الفتاة أنا فقط كنت أفهم أنها تكلمت مع شاب.
والدي كان كثير النقد والتهديد والسيطرة منذ طفولتنا ووالدتي كانت كثيره الشكوى منا وكانت تدفع والدي دائما إلى ضربنا ووالدي كان عصبيا جدا ولا يعجبه شيء فكانت أمي أول ما يدخل البيت تلاقيه بالشكوى منا فينزل ضرب فينا وتهديدا بأنه سيرسلنا للعمل في جمع القطن والدودة وهذه الأعمال وأنه هناك سيتم ضربنا مع عبارات مثل يا ريتني ما كنت اتجوزت ولو اتجوزت يا ريتني ما كنت خلفت كان يلزمنا الصمت دائما ولو لمح أحد بيبتسم أو يضحك يقوله بنظرات قرف وغضب بتضحك على إيه ويشوفله سبب يضربه عليه مكانش في أي وسيلة ترفيه ولا في دراسة ولا إجازة وكنا مجبرين نذاكر طول السنة ونحفظ قرآن ومكانش في خروج من البيت إلا في أضيق الحدود ونادرا جدا لو زرنا جدي وجدتي ولا كان أحد بيجينا إلا نادرا جدا.
وكنا وقتها وضعنا المالي سيء جدا كانت أساسيات الحياة فيها مشكلة غالب الوقت وكنا نسكن في بيت قديم كان رطب جدا ومليء بكل أنواع الزواحف وكان والدي مدرسا وكان لا يعمل بعمل آخر وكنا أربعة أولاد في هذا الوقت ويمكن لضيق الحياة والدي كان عصبي جدا وكان يهددنا دائما بأنه هيرمينا في الشارع ومرة طردنا وقال لينا روحوا شوفوا شغل ونحن لم نعرف أين نذهب فانتظرنا حتي يسمح لنا بالدخول أنا وأختي وعندما كنت في الثانوية كنت مشتتة جدا وكنت أحيانا أرغب بقتل والداي لأنهم ركزوا عليوتركوا بقية إخوتي (لأني في الثانوية العامة) وكنت أحزن عليهم كثيرا وإذا دافعت عنهم انضممت إليهم كنا في سجن وكانت المشاكل بلا سبب حقيقي غير أننا لسنا مطيعين كفاية والعقاب كأننا فعلنا جريمة (لا أريد التفصيل في هذه النقطة لكن يكفي أن أقول لك إن أختي تبولت من شدة الضرب)
استمر هذا من الابتدائية واستمر حتى الجامعة عندها ذهبت للسكن الجامعي بالمناسبة والدي كان يتمنى أن يكون ابنه الأكبر ولد وأن يهتم بتعليمه وكان يقول إن البنات هتاخد الفلوس اللي هيعلمهم بيها الولد وكان عايزني أدخل تمريض وأشتغل بس مجموعي لم يدخلني تمريض المهم لما جينا نقدم ورق الجامعة والدي كان معايا ولما خلصنا وروحنا لقيته قاعد لوحده وسرحان فسألته إيه قالي غوري فضلت وقفة راح ضربني بكفه على جهي وبدون سبب وأنا وقتها حسيت أنه يمكن مكانش عايزني أكمل أو مضغوط ماديا في الجامعة
كنت نادرا لما بنزل إجازة وكنت بنزل عشان إخوتي وكانوا بيحكولي على اللي بيحصل وكنت بزعل عليهم وكنت بأتمنى أخلص وأشتغل وآخدهم بعيد وكنت كل يوم بفضل أتخيل ده بالنسبة لعلاقاتي الاجتماعية كان لي زمايل بنات فقط ومكنتش بكلم أي شاب نهائي وأصلا مكانش عندي رغبة بالموضوع وخلال فترة الجامعة كنت بكره الملتزمين والدين والرجال عموما والرجال اللي فيهم صفات من والدي كمان مكنتش ناضجة عاطفيا يعني حتى بعد أربع سنوات في الجامعة لم أعرف معنى ميل المرأة للرجل والعكس
كنت محملة بهمومي الخاصة ومشاكل البيت ولم أفهم هذه المشاعر حتى السنة قبل الأخيرة كنت باخد كورس وزميل لي كلمني أنه معجب بي طبعا رفضت وبعدت وحسيت هو ده اللي حكولي عنه ولازم أحذره لكن هو قالي أنه عايز يخطبني كلمت أهلي (لأن ده الصح من وجهة نظري وقتها) أهلي قالوا لي تمام وكنا في فترة امتحانات وقال إنه هيجي بعد الامتحانات وخلال الفترة دي تقابلنا مرتين اتكلمنا ٣مكالمات قصيرة وبعلم أهلي (وقتها كنت شايفة أنه كدا تمام) المهم انتهى الموضوع بأنه اتهمني بأني مستحيل مكنش عرفت حد قبله وأني كذابة وأني كذابة لما قلت له إن أهلي مش عايزين خطوبة دلوقتي غير لما أخلص وأشتغل (وهما فعلا قالو كدا بعد ما وافق في الأول) فلما اتهمني بالكذب وبأني كنت أعرف شباب شتمته ورد الشتيمة وأنهى الموضوع ولما حاولت أصلح الأمور وأعتذر لأني كنت لأول مرة أتعلق بحد أو أحس بأي مشاعر وكنت فاكراه المنقذ واللي هيطلعني من البيت وأننا هنتشارك حياتنا وحلمت أحلام وردية لا علاقة لها بمفهوم الزواج الحقيقي
وأنا وقتها مكنتش فاهمة أي حاجة عن الزواج غير أنه لازم الأهل يعرفون لازم ييجي البيت وأنه هينقذني من الحياة دي فقط لكن حصل تعلق والموضوع قهرني جدا فترة مش قليلة بعدين تخرجت ورجعت البلد واشتغلت ببلدي ورجعت أعيش مع أهلي ورجعت للحياة البئيسة تاني بس كنت ابتديت أنا وإخوتي نرد وأهلي ابتدوا يدعوا علينا ويهددونا بأننا هندخل النار بعصياننا لهم ومعلش أنا هقول مثال للعصيان عشان أوضح الأمور انا مثلا كنت بشتغل وهما عايزني أشتغل كنت لما أرجع أمي تتخانق معايا وتزعقلي إني شغالة كل الوقت ده وأني خدامة لأصحاب الشغل وتصر أننا نفضل فاتحين باب الغرفة عشان كل شوية تدخل تتخانق معانا وتؤذينا لفظيا وإحنا كنا بنقفله تجنبا لهذا قعدت ٤سنين في الوضع ده لحد ما نفسيتي تعبت وابتديت المرض جسديا وابتديت يجيني أرق شديد وقلق وخوف من أني أدخل النار وكنت بنام كل كام يوم عشر دقائق أو ربع ساعة لحد ما رحت لطبيب عطاني منوم ومهدئات عشان أقدر أنام
قعدت سنة وبعديها أخدت شنطي وجيت على القاهرة أشوف شغل وأنفصل عن أهلي لكن أنا وقتها قلتلهم أنا هعمل ماجستير عشان يسمحولي ومن يومها وأنا عايشة لوحدي بنزل زيارات أحيانا لي أخواتي تزوجوا لكن أنا مش عارفة أكمل حياتي بشكل طبيعي في الفترة اللي قعدتها في البيت بعد التخرج اتقدملي ناس كتير ورفضتهم كلهم لأني كنت اعتقدت أنهم شبه والدي في نقطة أو اتنين أو أكتر
معلش هقول ملخص لأسباب الرفض سريعا
١ـ غير مقتدر ماديا (برأيي ده هيعمل زي والدي هيضربني أو يضرب أولادي)
٢-محافظ ومتمسك بالعادات والتقاليد
٣-غير مرن ولا يرغب في الانتقال لأي مكان
٤-مدرس
٥-ملتحي
٦-مش عايزني أشتغل
٧-عايزني ألبس نقاب
٨- لا يعمل أو يعمل عمل بسيط لا يكفي أبسط المتطلبات
٩-متزوج
١٠-مطلق وشكاك
حاليا أنا في القاهرة أهلي هدأو شوية لكن أنا مازلت لا أحب التواجد بالقرب منهم أحيانا أشفق عليهم (لأنهم كبروا ولأن الحياة صعبة على الجميع) وأحيانا أحس بمشاعر سلبية تجاههم.
نسيت أقول حاجة خلال الثانوية والجماعة كنت بترجى أهلي يوقفوا اللي بيعملوه معانا وأشرحلهم قد إيه بيؤذونا لكن مكانش في أي فائدة من الكلام.
أنا بقيت ٣٥ سنة ولحد الآن مش عارفة أعمل إيه في حياتي مش عارفة أتجوز ولا عارفة أعيش مع أهلي ولا عارفة أعيش لوحدي وبرغم إني ابتديت أعرف عن ديني صح وحبيت الدين وشايفة أنه مثالي لكن بعض الناس بيسيء استخدامه وأن مش كل الملتزمين زي والدي وبحاول أتعلم صح بسمع للدكتور فاضل سليمان والدكتور عبدالرحمن ذاكر الهاشمي وهاني حلمي وشيوخ وعلماء في كل حاجة وحاولت أعوض اللي فاتني وحاولت كتير أتخلص من رواسب الماضي لكن للأسف الموضوع مش سهل لأني مش قادرة أعيش حياة طبيعية وأنا لوحدي قابلت مصاعب كتير جدا وناس آذوني كتير وده اللي بيخليني أفكر إني لازم يكون لي حد زوج أو أي أحد يكون جنبي بس مش قادرة أبدا آخد الخطوة وبقيت غالب الوقت عصبية وقلقة ومكتئبة ولا أشعر بالأمان ومع مشاكل العمل بكون مضغوطة جدا وللأسف حتى البكاء لم أعد أستطيع البكاء وحتى أخفف الضغط على نفسي (لا أبرر الخطأ) أدخل في خيالات مثيرة ومريضة.
الجزء التالي أرجو ألا يتم نشره
الجزء ده هتكلم عن المشكلة الثانية التي تؤرقني وهي أنني أعاني من (..............) هلخص المشكلات: المشكلات:
١- لا أعرف ماذا أريد حقا هل أنا لا أرغب بالزواج هل أنا مستعدة للزواج لكن من شخص بصفات معينة
٢- إذا أنا لا أرغب بالزواج ماذا أفعل هل أعيش بمفردي في مجتمع لا يرحم
٣- ماذا أفعل بالتخيلات الجنسية عموما
٤- ماذا أفعل بالتخيلات المرضية علما بأني أتمناها فعلا لكن لن أجرؤ أبدا على الحديث بها
٥- هل أكره والداي أم أنا غاضبة فقط منهم
٦- هل والدي له دور في مصيري الحالي من عدم الزواج والتخيلات المريضة وكيف أسامحه أو أتجاوز الأمور
٦- ماذا أفعل وأنا أشعر دائما أن الحياة ثقيلة جدا وأتمنى نهايتها لا أفكر في الانتحار لأنه حرام ولو كان مباحا لفعلته
آخر شيء حابة أقوله إني بقالي سنين طويلة بحاول أحل الأمور دي حاولت أنسى الماضي وأقول لنفسي أن ربنا خلقنا فتنة لبعض وأن الإنسان يصبر وأن كلنا مختبرين وأن كل إنسان جواه خير وشر وأن أي أحد ممكن يغلط وأنه مفيش حد مثالي وأني كمان مش مثالية ولو بقيت أم أكيد هيكونلي أخطاء لكن مبقدرش أعذرهم لأني كتير قلتلهم ولأنهم محاولوش ولو لمرة يفكروا إذا اللي بيعملوه صح أو غلط.
كمان لأني بحس أنهم سبب في أني لحد الآن مش عارفة أمشي في أي طريق لكن أنا مش بتمنى ليهم أي أذى
إن شاء الله تفيدوني وربنا يجازيكم كل خير شكرا لحضراتكم
3/12/2024
رد المستشار
الأخت المرسلة
نعم.. حتى نحن نعتقد أحيانا أن بعض ما يصلنا من استشارات هو محض خيال مبدع، لا أساس له في الواقع، لكن خبرتنا بأن الواقع أشد بؤسا وغرابة من الخيال-أحيانا- يردنا إلى تأمل كل كلمة تصلنا، والتعامل معها بجدية.
دعيني إذن أركز مع ما تفضلت به، وأريدك كذلك التركيز على ما بين أيديك من فرص تجاوز للماضي.
قصتك متكررة سواءً في مصر -إن كنت منها- أو من أي قطر عربي يعيش نفس الملابسات والثقافة والتقاليد.
أفضت في نقد مجتمعاتنا عبر سنوات بل وعقود منذ بدأنا خدمة الرد على استشارات منذ قرابة الربع قرن!!
لم يكن لك اختيار في النشأة وسط والدين بهذا البؤس النفسي، ومثلهما ملايين، ولم يكن لك اختيار في المرور بهذه الضغوط والصدمات والملابسات، لكن الاختيار اليوم لديك بالكامل أن تظلي غارقة في تفاصيل الماضي ومكبلة بذكرياته الحزينة أو تستخدمي مهاراتك كلها في رسم خارطة طريق لحياتك مستقلة عن بؤس النشأة وملابساتها!!
يقدم الوالدان أقصى ما لديهما للأبناء، ولو كان هناك فرز وتقييم لما أعطيت رخصة الوالدية لأغلب من ينجبون، وليس كل قادر وقادرة بيولوجيا لديهما الصلاحية والقدرة على رعاية نشء أخضر برئ هو أمانة ويوم القيامة خزي وندامة، اللهم سلم سلم!!!!
البدء يكون بتولي المسؤولية عن صحتك البدنية والنفسية، من مأكل ومشرب ونوم صحي وتعرض للشمس والهواء النقي والبحث عن صديقات لديهن الحد المعقول من السواء النفسي وسط هذه المعمعة التي نعيشها.
لكن ليس هذا هو موضوعنا مطلقا، فالتركيز كله ينبغي أن يكون على تقديم إجابات على سؤال: ماذا إذن؟
إذن.. إذا وجدت مجموعة سوية من الرفيقات بحيث تربطكن هواية أو فكرة مشتركة - دينية أو أدبية أو غير ذلك، فإن هذا ربما يدعمك في مسار رحلتك للنضج والنمو.
تاريخيا نشأت الأخويات والكنائس لأجل أغراض الدعم والتساند، وقد كان مدهشا بالنسبة لي أن أعرف أن المعنى اللغوي لكلمة كنيسة هو جماعة، ثم اصطلح الناس على إطلاق الكلمة لتصف بيوت العبادة عند المسيحيين!!
ويعينك أيضا أن تجدي منهاجا للتأمل الذاتي، والأثير ممتلئ بالمواد في مجال الصحة النفسية، ولكن تلزم المقارنات والتقييم وبالتدريب والتدريج في الممارسة ستتولد لديك ذائقة ورؤية مستقلة وخريطة خطوات لمسارك الخاص، وقد يعينك الاستعانة بأقرب خدمة متخصصة متوافرة في العلاج النفساني حيث يمكن أن تفيدك وصفات دوائية تتضمن مضادات الاكتئاب.
فالصلاة المنتظمة المتأملة الخاشعة، وتدبر القرآن بالقلب والعقل معا، ودوام الذكر والدعاء هي أنواع من الزاد للسعي في الحياة، وليست بديلا للعمل والتجربة والتعلم من الأخطاء.
ومن قبل ومن بعد فقد صار بإمكانك أن تحبي الله وأن يكون خوفك منه هو خوف المحب الحريص على روابط عميقة متينة عبر كل سبل القرب والمناجاة والله سبحانه هو الصاحب في السفر، خير صاحب في أي سفر، وكلنا على سفر من الميلاد وحتى العبور إليه- سبحانه، فلا تحرمي نفسك من أشياء ثمينة جدا وإن كانت بسيطة ومتوافرة لدرجة أن يهملها الناس ويزهدون فيها ويهيمون بحثا عن سبل السكينة النفسية والبهجة الروحية مثل العير (الإبل) في البيداء يقتلها الظما، والماء فوق ظهورها محمول!!
واطلاعك على موقعنا هذا يفيدك من أكثر من جهة، وتابعينا بأخبارك، والسلام.