سؤال عقدي
السلام عليكم ورحمة الله حفظك الله شيخة رفيف الصباغ هل هذا من الردة والكفر وكراهية ما أنزل الله إذا المسلم مؤمن أن الله شرع الصيام ولكن المسلم في قلبه يتمنى ويقول يا ليت وأن الله لم يشرع الصيام يتمنى ذلك بسبب المشقة والعطش والجوع ولكن يؤمن أن الصيام شرعه الله لمنفعة الناس والعبادة ولكن يتمنى في القلب أن الله لم يشرع الصوم بسبب المشقة
4/3/2025
رد المستشار
الشعور بالجوع والعطش والمشقة شيء طبعي، فطر عليه الإنسان، فغالب الناس يجد مشقة شديدة في الصيام إلا النذر اليسير، فلست وحدك في هذا الشعور، وليس تمني عدم فرض الصيام بمخرج عن الملة ولا يعد ردة عن الإسلام، لكنه في الوقت ذاته يدل على ضعف في الإيمان، وأنك بحاجة إلى أن تقوي إيمانك.
كما أن الإنسان الذي يعبد الله تعالى ويجد صعوبة في العبادة يثاب على العبادة مرتين، وليس مرة واحدة، مرة لفعله العبادة والثواب، والمرة الأخرى لثواب تحمل المشقة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا ما ورد عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ وهو يتتعتع فيه، وهو عليه شاق، له أجران اثنان".
والتمني كما يعرفه العلماء هو الرغبة حصول شيء مستحيل، بخلاف الترجي، وما دام الأمر داخل النفس فلا يحاسب عليها الإنسان، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم"، فهذا الحديث يدل على أن الله يعفو عن حديث النفس ما لم يتحول إلى عمل أو كلام. هذا في مقام المعصية، فمن باب أولى أن يكون العفو في مجرد التفكير والتمني لو أن الله تعالى لم يفرض ذلك الشيء، فكل ذلك ليس بمعصية عند الله.
فالكفر والردة تتعلق بالاعتقاد، أما التمني فلا يتعلق به كفر أو إيمان، فالتفكير بهذا الشكل ليس كفرا، بل هو اختبار لإيمانك، ولعله خير؛ حتى يختبر الإنسان إيمانه، ويجاهد الإنسان نفسه، وقد قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" (العنكبوت: 69).
وقد قال الإمام ابن القيم: "مجاهدة النفس أربع مراتب: أن تجاهدها على تعلم الهدى، ثم على العمل به، ثم على الدعوة إليه، ثم على الصبر على مشاق الدعوة".
وليس المطلوب من المسلم أن يترك كل ما يكره فعله من الطاعات، بل عليه أن يطيع الله تعالى وأن يفعل ما يؤمره به ولو كان كارها له أو فيه مشقة، وله في ذلك أجران، وعليه أن يجاهد نفسه حتى يحب طاعة الله تعالى.
ومن أهم الخطوات في ذلك:
1- القراءة في حكمة الصيام وفوائده عند الله.
2- الاطلاع على فوائد الصيام على الصحة والبدن والنفس، وكيف أن الله تعالى شرعه لمصلحة العبد.
3- معرفة أن الصيام كان مفروضا في كل الأديان، كما قال تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]. بل هناك عقائد بشرية تأمر بالصيام.
4- احتساب الأجر من الله، وأن يشعر بالمشقة في الصيام ويناجي الله: رب أني أعاني المشقة من الصيام، ولكني أصوم لأجلك سبحانك.
5- أن يدعو الله تعالى أن يحبب له الصيام، وأن يجعله من عباده الصائمين.
6- أن يتدرب على الصيام رويدا رويدا، حتى يحبه.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.