السلام عليكم
مشكلتي أني أعاني من الوسواس القهري منذ كان عمري ستة عشر عاما أنا الآن عمري أربعة وعشرين وحتى الآن لم يفارقني حيث أنه تأتيني أفكار كفرية وإحساس أنني مسؤولة عن ذلك وكنت أعاني بالخصوص أني لم أبلغ والديّ بالأمر
والآن أنا متزوجة ولم اأخبر زوجي لا أستطيع أشعر أنها جريمة أن أتكلم عنها قرأت هنا أن الحالة تحتاج إلى طبيب نفساني والعلاج بعقاقير الم.ا.س.ا
والسؤال هو أنني في بلد أوروبية ماذا أفعل هل يمكنني أن أذهب إلى الطبيب النفساني الأوروبي هل يعرف هذا الداء أم ماذا؟
ساعدوني بسرعة أثابكم الله والسلام عليكم
16/6/2025
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، بالطبع تستطيعين الذهاب إلى أي طبيب نفساني في مكان إقامتك بشرط أن تحسني أنت وصف أعراضك بغلته التي يفهمها أو بالإنجليزية التي يفهمها معظم الأوربيين، وذلك لأن الوسوسة خبرة بشرية عامة، واضطراب الوسواس القهري يصيب ما بين اثنين أو ثلاثة في كل مائة من خلق الله من البشر، وسيكونُ من السهل على أي طبيب نفساني بغض النظر عن جنسيته أو دينه أن يصف لك عقَّار الم.ا.س.ا الذي إن شاء الله تتحسنين عليه.
أما الأعراض التي ذكرتها دون أي تفصيل -على غير عادة الموسوسين- فهي أفكارٌ تسلطية من النوع التجديفي أو الكفري وهو أحد أكثرِ أنواع الأفكار التسلطية إيلامًا للمرضى في بلادنا أو الذين ترجع أصولهم إلى ثقافتنا الإسلامية، وتأخذُ شكل التجرؤ على المقدسات مما ينتجُ عنهُ إحساسٌ عميقٌ بالذنب وكتمانٌ كبيرٌ للسر ومعاناةٌ طويلةٌ صامتة وخوفٌ من أن يتهم الشخص بالكفر أو بأن الشيطان تسلط عليه لأنهُ أذنب بطريقةٍ أو بأخرى أو قد تأخذُ شكل التشكيك في المعتقدات الراسخة فتتواصل الأفكار التشكيكية ويجتر بعضها بعضا بالرغم من مقاومة المريض لها ولجوئه كل ملجأ للخلاص منها لكنها لا ترحمه، وهذا أيضًا يرغم الكثيرين على المعاناة في صمت ومعظمهم ينتهي به الحال إلى الاكتئاب وهم يفضلون البقاء في معاناتهم مخافة أن يتهمهم الناس بالكفر أو بتسلط الشيطان عليهم، وكلُّ ذلك بالطبع ناتجٌ عن عدم معرفة الناس بأن ما يعانون منه مرضٌ لا علاقةَ له بالشيطان، وإلا فبماذا نفسرُ مثلاً وجودَ أفكارٍ تسلطيةٍ عند البوذيين فيها تجرؤٌ على مقدسات عقيدتهم البوذية؟؟ هل هوَ الشيطان أيضًا؟؟ لا أظنُّ ذلكَ إلا إن كانَ قد بلغَ به الذكاءُ والغي مبلغَ أن يُثنيَ أيَّ مخلوقٍ على أي دين عن أي خير، وهذا ما قد يكونُ! ولعل الشيطان يوسوس للبعض الآن قائلاً أنها: "كلها أديان"، كما ذكرنا من قبل على هذه الصفحة المباركة في إجابة "الأفكار الكفرية حتى ببوذا يمكن أن تحدث وتقتحم"
أعود إليك لأقول من السهل أن تحصلي على العلاج العقَّاري للوسواس القهري من مجموعة الماس أو الماسا في أي مكان من العالم وعند الحديث بلغة أهل الطب النفسي في ذلك المكان، وذلك لأن شركات بيع الدواء وكل ما هو مادي في الحقل الطبي متوفرٌ في كل بقاع الأرض تقريبا، فما بالك بتوفره في بلد أوربي كالذي تعيشين فيه؟
المشكلة التي لا أظنها ستكونُ كبيرة في حقك لأنك تزورين صفحتنا استشارات مجانين وتستطيعين قراءة ما كتبناه متناثرا هنا، وهناك ضمن تصنيف علاج الوسواس OCSDs فقهي معرفي ديني Religious CBT في العلاج المعرفي لمرضى الوسواس القهري من المسلمين، وهو ما يمثل الجانب المعرفي من العلاج،
وأحسب أن أهم المطلوب لك فيه قد حصلت عليه فعلا من خلال قراءاتك على صفحاتنا، وهو نفي الإحساس بالذنب لأن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حين عرض عليه مثل ذلك في قلوب بعض من صحابته قال "أوجدتموه في قلوبكم... ذلك صريح الإيمان" وللحديث عدة روايات تبين عكس ما تخافين منه أنت حين كتمت الأمر عن أهلك منذ سني مراهقتك وحين تكتمينه الآن عن زوجك، فلست مذنبة ولست واحدة من من تمكن الشيطان منهم كما كانت تقول صاحبة مشكلة: ممتلكات الشيطان.
واقرئي أيضًا:
وسواس الكفرية: الوسوسة تسقط التكليف فلا كفر!
وسواس الكفرية: حتى النطق بالكفر ليس كفرا!
وسواس الكفرية: الموسوس لا يكفر ولا يرتد
أشعر أنها مني! وسواس الكفرية!
وسواس الكفرية حيل كالمعتاد عديدة!
للموسوس ممنوع التفتيش لا في الفعل ولا النية!
أما من يمكنُ فعلا أن يواجهوا مشكلة فهم مرضى الوسواس القهري ذي المحتوى الديني الذين لا هم بيننا فيسمعون من الناس ولا هم يقرؤون صفحاتنا تلك، وهنا أتساءل وأنادي بدور يقوم به الأطباء النفسانيون العرب المسلمون في كل مكان ولا سيما في الدول الغربية فما شاء الله هناك كثيرون من الأطباء النفسانيين العرب المسلمين، وما أدعوهم إليه هو أن يقرؤوا تراثنا الشرعي والثقافي الإسلامي في الوسوسة وعلاجها ليعرفوا أن العلاج السلوكي كان في حقيقة الأمر إبداعا إسلاميا، ولكي يكفوا عن بعض الممارسات التي يلجئون إليها لجهلهم بأحكام الفقه وبراح الشريعة.
لا أود أن أطيل عليك وأنصحك بأن تتوكلي على الله وتخبري زوجك بحاجتك للعرض على أقرب طبيب نفساني، وتابعينا بالتطورات الطيبة.