الإخوة الأفاضل، أسأل الله أن يجزيكم كل خير على ما تقومون به في سبيل حل المشكلات الاجتماعية.
تكمن مشكلتي في والدي.. فقد جاء عدد من الشباب لخطبتي، ولكن والدي رفضهم. وطبعًا لم أعلم ذلك إلا مصادفة من أحد الأقارب، وكل ما علمته أن والدي رفضهم بحجة أنني أريد أن أكمل دراستي الجامعية أولاً! ولكنني لم أقل هذا، فأنا أريد الزواج بأسرع وقت ممكن، ولا أريد أن يفوتني قطار الزواج حتى ولو لم أكمل دراستي، فأنا أعتقد أن الزواج أهم بالنسبة للمرأة.
والحقيقة أنني بعدما تم إخباري بهذا الموضوع تضايقت كثيرًا من والدي، وأُصبت بحالة من الاكتئاب والقلق، وخصوصًا أن الكثيرات من صديقاتي تزوجن أو على وشك الزواج!
أليس لديَّ كامل الحق في القبول والرفض؟ أليس لديَّ الحق في أن يتم مشاورتي في هذا الموضوع؛ لأنني أنا صاحبة القرار؟؟ وإذا كان والدي لا يريد زواجي الآن، فأنا لا أمانع أن تكون مجرد خطبة فقط ويتم الزواج بعد الجامعة.
ماذا أفعل لأُبين لوالدي أنني أريد الزواج؟
لا تشيروا عليَّ بمواجهته فأنا أخجل من القيام بذلك.
18/6/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة، طبعًا من حقك كل ما تذكرينه هنا فيما يتعلق بالتشاور حول زواجك، والرفض والقبول، وأنت والأسرة ينبغي أن تشتركوا في صناعة واتخاذ القرار؛ لأنه –في جانب منه- قرار أسري، وليس مجرد قرار فردي ينفرد به طرف دون طرف.
يا أختي، وضع الدراسة في مواجهة الزواج، وصياغة سؤال "أيهما أهم؟" من شأنه أن يصل بنا إلى إجابات خاطئة مهما كانت؛ لأن السؤال مغلوط من الأساس، فالدراسة لازمة لتكوين الفتاة التي ستصبح أمًا لأطفال يعيشون في هذا العالم المضطرب، ناهيك عن تكوين شخصيتها، وإنضاج تفكيرها، وتوسيع مداركها في التعامل مع أمور الحياة جميعًا.
ولا بأس أن يتوازى الخطان: الدراسة والارتباط، وفي حالات كثيرة تجدينها على صفحتنا وجدنا أن بعض الإخوة قد حصلن على أعلى الدرجات العلمية وهن أمهات.. وبالطبع يستلزم هذا بعض البذل من بقية أطراف الأسرة، لكنه بذل يحصد الجميع نتائجه اجتماعيًّا واقتصاديًّا ونفسيًّا.
أما عن كيفية إبلاغك لوالدك برغبتك في الزواج قريبًا، فنرى أن المواجهة المباشرة ليست هي الطريقة المرشحة، بل من الأفضل أن تصله هذه الرغبة عن طريق غير مباشر "الوالدة مثلاً"، ونعجب أنك لم تذكريها في هذا الأمر، وهي من تنبغي لها المصارحة والإسرار، فإذا غابت أو كانت غير قادرة على توصيل هذه الرغبة لسبب أو لآخر قامت بهذا العمة، أو الخالة، أو الأخت الكبرى، أو غير ذلك من القريبات.
والأمر لا خجل فيه، ولذلك إذا فاتحك الوالد في هذا الموضوع أو سألك عن رأيك فيجب أن تكوني صريحة وواضحة؛ لأن هذه المعلومة مهم أن تصل له بشكل لا يحتمل اللبس أو الغموض، ومعناها أنك مستعدة للقيام بأعباء الدراسة ومشاغل الزواج.
أختي، إذا كنت تتابعين هذه الصفحة، فستعرفين أننا من أنصار الزواج المبكر؛ شريطة الاستعداد لأعباء الأمومة والأسرة بالمعرفة، والتدريب، وشريطة ألا تؤدي الرغبة المشروعة في الزواج إلى اندفاع في الاختيار نندم عليه بعد ذلك.
حسنًا تفعلين إن توازنت لديك الأشياء دون اندفاع أو تباطؤ، ودون تفضيل للدراسة على الزواج أو العكس؛ لأنه لا يوجد بينهما تعارض أصلاً، وأرجو أن تتواصلي معنا بأخبارك.