السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر، ولكم خالص الامتنان على ما تقدمونه من مساعدات في حل مشاكل الناس، أنا صاحبة الرسالة السابقة التي تم نشرها على الصفحة بعنوان: مقالب النساء: أنا وحماتي وفراشي الصوف
وأريد أن أجيب لكم عن الأسئلة التي طرحتموها علي في حل المشكلة وهي:
1. هل أنت سعيدة في حياتك؟
2. هل لديك أطفال؟
وأجيب: كيف تأتي السعادة مع عدم توفر النقود؟ نعم عندي طفلة عمرها 4 سنوات، وعندي طفل عمره 3 سنوات، بالنسبة للبنت فأنا أضعها عند أمي؛ وذلك لتوفير مصاريف الحضانة.
وبالنسبة لزوجي: فقد كان شابا تم حرمانه طوال سنوات عمله من الراتب، الذي كان يأخذه والده منه، وحتى كان يحرمه من المصروف، وهو الآن -أثناء الزواج- يريد تعويض كل شيء حُرِم منه، حتى الحنان.
وأم زوجي (حماتي) تميز بين أبنائها؛ فلزوجي ستة إخوة ذكور وأختان، وهي تفضل ابنها البكر والتالي له بسبب وضعهما المادي الجيد، ولأنهما يصرفان رواتبهما ورواتب زوجتيهما عليها.
كان زوجي في حياة والده موعودا (موصى له) بالبيت الذي يسكنه أحد إخوته، ولما توفي والد زوجي قالت له حماتي: "ما بعطيك البيت راح يصير فيه ورثة"، وكل إخوته يعرفون بموضوع البيت وعطية والده له للبيت.
مشكلتي الأساسية ليست الصوف ولا البيت ولا الديون ولا الأموال، ولكن مشكلتي هي في تفريق حماتي لأولادها، ومشكلتي أيضا هي أن "بنات الناس رخيصة وبناتها هي غاليات".. فبنت حماتي تكلف حفل زواجها تقريباً 10000 دولار، لماذا؟ هل هذا هو المنطق؟ فدلني على الخير.
ولا أريد أن أنسى أن أقول لكم إنني في كل مناسبة أو غير مناسبة كنت أذهب لحماتي لأطمئن عليها وأقوم معها بـ"الواجب"، ولكن هي لا تؤدي الزيارة حتى في المناسبات الرسمية..
أنا متأسفة جدا لطول رسالتي وكثرة مشاكلي، ولكن أنتم المنفس الذي من خلاله يتنفس الإنسان ويفضفض عن همومه.
واقبلوا فائق احترامي وتقديري.
06/07/2025
رد المستشار
أختنا الكريمة : نغيب عن وعينا في غمرة الحياة، وننسى أننا قد نموت بحسرتنا حين تحاصرنا الهموم، ونحن نبحث عن منطق نستسيغه وراء التمييز والظلم، وسوء المسلك، وقد نقضي أعمارنا تسحقنا الأحزان ونحن نرى ازدواجية المعايير، والتفريق في المعاملة، وغيرها مما تصفين هنا.
والأسرة يا أختي ليست فخًا ينصبه أحدُ لأحد، ولكنه تعاقد يقوم على التراضي بين طرفين، ويستمر بتجديد هذا التراضي دون خداع أو بطولات تنقلب بعد حين إلى نكبات وكوارث.
يا أختي، سيظل كل إنسان يعمل على شاكلته؛ فلا تحاولي أن تتقمصي أدوار غيرك أو تكدري صفو نفسك بالحسرة على أفعالهم فيك، وإلا فأنت تسدين إليهم خدمة لم يكونوا يحلمون بها، إذا كانوا بالفعل يريدون إيلامك.
إن كل إنسان قد حصنه الله بسياج معنوي منيع يحميه من سهام الآخرين الطائشة، وإساءات الأقربين والأبعدين، وهو حين يقرر أن يسمع لهم أو يعبأ بهم ينسف هذا السياج بيده هو، فتنال منه السخائم والرذائل، فيكون هو الذي أجرم في حق نفسه حقيقة، ولو أنه أسقطهم من حسابه أصلا، إذن يربح نفسه وراحة باله، ولا ينالون منه بغيتهم.
اكسبي زوجك أولا، ثم اتفقي معه من جديد على ما يرضيك فيما يخص الإنفاق، وساعديه على تحسين ظروفه المادية بما يمكنك، وبما يرفع من مستوى مهاراته ودخله، ولا تستلمي دور الضحية الشهيدة، بل كوني أكثر حكمة وفاعلية، فإذا استقر – رغم ذلك كله – في ضميرك أنه لا فائدة من الإصلاح، وأن ضرر الانفصال وعواقبه عليك وعلى الأولاد أخف من ضرر الاستمرار مع زوج كهذا، وفي مناخ كهذا.. فالاختيار لك.