جوانب خطرة من شخصيتي
تحية طيبة، أرجو منكم أن تجدوا حلا لمشكلتي المزمنة والتي تتعلق بجوانب من شخصيتي القلقة. فأنا أبلغ من العمر 29 سنة، غير متزوج ومحب للقراءة. تكمن معاناتي من المشاكل التي تواجهني في العمل والحياة الاجتماعية وتتلخص مشكلتي في النقاط التالية:
1-التأثر يظهر من الوجه والجسم: فعندما يقوم شخص بالتعليق علي تبدو بوادر الانزعاج من وجهي فيستغل ذلك الشخص ما أنا به.
2-كتم ما يحصل لي: الأذى الذي يصيبني من الناس يجعلني متخدرا لا أستطيع أن أفعل شيئا (هل أواجه الشخص بالعراك أم بالكلام) مما يجعلني أكتم هذا الشيء وأعيش هذا التفكير إلى أن أنفجر في الأيام القادمة لأتفه الأسباب مما يثير استغراب الناس من ذلك.
3-التخلي عن مجاراة الناس/عدم اتساق في الطرفة: بعض الأحيان يتندر زملائي علي بالطرفة، حيث يباشرون بضرب التعليق وراء التعليق من غير أن أرد عليهم، مما يجعلني ضعيفا أمامهم كالسور المنخفض (أي شخص يستطيع أن يتسلق السور ولو كان طفلا).
4-الاستغراق في التفكير فيما ينادى بي: فعندما يصفني شخص بشيء ما، فإني أستغرق في هذا التفكير. بحيث يجعلني أفكر بذلك ..لماذا قال لي هذا الشخص بهذه الصفة...الخ
5-إزعاج الناس بما أقول لهم (الصراحة).
6-عدم اكتساب الأصدقاء.
7-عدم إبداء أي رأي حتى لو كنت صحيح الرأي.
8-المخزون الثقافي مهدور، حيث أقرأ لكني لا أستفيد من قراءتي.
9-انطوائي.
10-الاعتمادية ضعيفة: حيث لا أكون معتمد الرأي من قبل الآخرين.
11-عدم استغلال الوقت المتاح لي.
12-عدم المقدرة على معرفة حقائق الناس المحيطين بي (سوء تقدير).
13-عدم التمتع بمباهج الحياة المحيطة بي (روتين يومي)
14-يعرف الناس ما سأفعله (كالغضب والانزعاج الخ)
أخوكم: أبو خليل
البحرين
18/10/2005
رد المستشار
وعليكم السلام يا "أبا خليل"، وصلتني إفادتك بنفس الطريقة التي تصلني بها الاعترافات الشخصية للأستاذة بثينة كامل مقدمة البرامج المشهورة، أي عبر بريدها الإليكتروني المنشور على مجانين والحقيقة أن رسالتك تمثل نموذجا غنيا من نماذج القدرة على استبطان الشخص لذاته القلقة، وأنت في واقع الأمر في موقفك من ذاتك في حياتك مستبطنٌ جيد، بل أنت كمن يضع ذاته دائما تحت المجهر، حتى أنه يغفل عن كثير في الواقع اللهم إلا ما ينبئُ عن عيب أو نقيصة، أي أنك تقرأ مما في داخلك أكثر مما تقرأ مما هو خارجك، وتهتم كثيرا لرأي الخارج فيك، وهمك أن ينصفوك، بينما أنت لا تنصف نفسك.
هذه السطور هي انفعالي بما قرأت...، ولكنك لم تحدد لنا مدى زمنيا لما أسميته "جوانب خطرة من شخصيتي" فهل تعني بذلك أنك تتكلم عن سمات وصفات فيك طويلة العمر معك وليست حادثة بعد فترة من السواء النفسي الاجتماعي؟ والفرق كبير بين اضطراب شخصية قديم وبين اضطراب نفسي حادث، حتى ولو كان الأخير مزمنا.إذن فأنت واضع نفسك تحت المجهر، لأسبابٍ تسميها أنت قلة ثقة بالنفس ونسميها نحن أسماء أخر، لكن هذا حالك مع الأسف وعلى العكس أقول لك عن معظم الناس : كلنا ينظر في نفسه فلا يرى العيوب واقرأ أيضًا : من أنا؟!: نتائج تقييم الاستبصار الذاتي لتعرف أهمية ما سأنصحك به لتبدأ في تعلم كيف نصف نفسك.وأحسب أنك في إفادتك عددتَ بعض أعراض وعلاماتِ القلق الاجتماعي الشديد، ثم نقص القدرة على الشعور بتأثيرك في الناس وقدرتك على التعبير عن مشاعرك تجاههم وتجاه أقوالهم وأفعالهم، ثم بعض علامات الأفكار الاجترارية، ثم وصفت نفسك بأنك انطوائي وهو ما يجعل كل ما سبق مجتمعا أكثر خطورة من لو لم تكن انطوائيا، ثم لم تبين لنا هل الانطوائية ثانوية لعجزك عن التواصل الاجتماعي بسبب إزعاجك للآخرين بصراحتك أو بسبب ألمك من تندرهم أحيانا عليك، أم هي انطوائية مبدئية كما نجد في بعض أنواع الشخصيات وبعض الاضطرابات النفسية؟
بعد كل ما سبق طبيعي أن تضيع وقتك في التفكير، وتبددَ جهدك فيه فتقرأ ولا تستوعب لأنك منشغل الذهن بوساوسك وأفكارك الاجترارية، ثم يصبح طبيعيا أيضًا أن تستشعر العجز عن التمتع بمباهج الحياة ويصبح مزاجك أميل إلى الاكتئاب، وقدرتك على ضبط انفعالاتك أضعف وهكذا ينتجُ كثيرٌ مما تصف نفسك به.بصراحة يا أبا خليل سطورك هي خلطة من القلق والاكتئاب والرهاب...... والله أعلم...، بما قد يكونُ التشخيص، عليك بعرض نفسك على طبيب نفسي متخصص وبسرعة لأنها فهلا جوانب خطرة منك وسمات لا يصح أن تستمر، وما أستطيعه لك هنا على مجانين هو أن أدلك على بعض مما أسأل الله أن يكون موفقا من الروابط فانقر العناوين التالية وتابع الروابط الداخلية فيها حتى تفهم أكثر وتسهل مهمتا التشخيص والعلاج على طبيبك النفسي:الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي ؟
وسوسة أم رهاب؟: الصورة مبهمة !
شخصية رهابية ......هل من علاج
احمرار الوجه بين الخجل والرهاب
احمرار الوجه واضطراب الأعصاب ؟؟؟؟؟؟
رهاب في رهاب: لدى مجانين الجواب
صعوبة التعامل مع الآخرين:الأنموذج والعلاج
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج ؟
مستعدون للمساعدة ولكن كيف نشخص ؟
إذن عليك أن تطرق باب الطبيب النفساني وتتابعنا بالتطورات الطيبة، ورمضان كريم.