استشرت منظومات الاستبداد طويلا في العالم العربي في صور أنظمة ملكية أو حتى جمهورية, وتشوهت صورة العالم العربي داخليا وخارجيا بسبب وجود أنظمة دكتاتورية تقوم على القهر والاستبداد واحتقار الشعوب واستحمارها وإذلالها ونهب وتبديد ثرواتها مستندين في ذلك إلى قوة بوليسية ضخمة ومرعبة. وقد سادت حالة من اليأس من تغيير هذه الأنظمة التي لم تكتف بكل ما ذكرناه تجاه شعوبها بل تحالفت هذه الأنظمة في تسليم إرادة الأمة لأعدائها وفي التفريط في مقدساتها, وكنا نرى اجتماعات القمة العربية المستفزة والتي تعكس صورة الانهيار المخزي في الأنظمة العربية بلا استثناء, وكان هذا يصيبنا بحالة من اليأس والأسى تزداد مع استمرار تعرضنا للقهر والإهانة من العدو الصهيوني كل يوم وهو يتكئ في قهره وإهانته لنا على هذه الأنظمة الفاسدة المترفة.
والحمد لله فقد لاحت تباشير فجر عربي جديد على أيدي جيل عربي مختلف ثار ضد منظومات الاستبداد في العالم العربي وبدأت شرارته في تونس وانتقلت إلى مصر وهاهي تواصل زحفها نحو ليبيا واليمن وغيرها لتتغير الخريطة العربية ويتغير معها التاريخ العربي الحديث. والأمر يحتاج ليقظة وعمق معرفة بخصائص منظومة الاستبداد التي تكررت في التاريخ العربي بشكل ملفت للنظر وكانت لها ملامح مشتركة نرصدها فيما يلي:
تتضمن منظومة الاستبداد صفات المستبد (بكسر الباء) والمستبد (بفتح الباء) بهم (المستعبدين) وطبيعة العلاقة بينهما, والبيئة التي يعيشون فيها . وفيما يلي أهم عناصر تلك المنظومة:
1- التأله (العلو والكبر): يشعر المستبد بعلوه على من حوله من البشر وملكيته لهم, وبالتالي يطلب منهم الطاعة والانقياد, ولا يسمح لهم بمخالفته أو مناقشته, ويتقمص صفات القاهر الجبار. وهكذا شيئاً فشيئاً تتضخم ذاته خاصة مع خضوع من حوله, ويصل في النهاية إلى الاعتقاد بإلوهيته, وهذا هو نهاية متصل الاستبداد والذي وصل إليه فرعون حين قال: فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:24], وقال: (..... وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي...) (القصص:38).
2- الاستخفاف: وفى داخل نفس المستبد استخفاف واحتقار لمن يستبد بهم, ويزيد هذا الشعور بداخله كلما بالغوا هم في طاعته ونفاقه والتزلف إليه لأنه يعلم بداخله كذبهم وخداعهم, ويعلم زيف مشاعرهم, ويشك في ولائهم وإخلاصهم, كما أنه من البداية يشك في قدراتهم وملكاتهم وجدارتهم, وبالتالي يصل في النهاية إلى الشعور بالاستخفاف بهم. وكلمة الاستخفاف التي وردت في القرآن الكريم (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) (الزخرف:54) تحمل في طياتها معاني الاحتقار والاستهزاء والإذلال والاستغلال.
3- الجبروت والعناد: فالمستبد جبار متجبر عنيد وهي صفات متصلة ببعضها لأن جذورها في النفس واحدة, فالمعنى اللغوي للجبّار "هو الذي يقتل على الغضب" وتجبَّر الرجل بمعنى تكبر (مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي المتوفى سنة 666 هجرية – دار الجيل – بيروت – لبنان ص91,90 طبعة عام 1407هـ 1987م). فمنظومة الاستبداد تبدأ بالتكبر والاستعلاء الذي يصل إلى درجة التأله, ومن هنا كان بغض الله للمستبد وسخطه عليه لأنه ينازعه صفة الجبار وينازعه الإلوهية بصفة عامة, وينازعه نفاذ الأمر الذي لا يبدل ولا يغيَّر, ولهذا توعده العذاب الشديد, فعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «إن في جهنم وادياً, وفي الوادي بئر يقال له هبهب, حق على الله أن يسكنه كل جبار عنيد» (راوه الطبراني بإسناد حسن كما قال المنذري في الترغيب, والهيثمي في: المجمع 5/197 والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 4/332).
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ستكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم قولهم, يتفاحمون في النار كما تفاحم القردة » [رواه أبو يعلي والطبراني, وذكره في صحيح الجامع الصغير برقم 3615].
وواضح من طريقة العذاب عظم الجرم الذي يقع فيه كل طاغية ومستبد ودكتاتور في أي موقع وعلى أي مستوى.
والمتكبر لا يحتمل اختلافاً في الرأي, بل لا يسمح من البداية أن يكون هناك رأياً آخر يزاحمه لأن هذا الرأي الآخر يعتبر قدحاً في تألهه وجبروته فهو يفترض أنه على صواب دائماً وأن ما يراه هو الحق المطلق, وبالتالي فهو يعتبر أن صاحب الرأي الآخر سفيهاً أو مضللاً ومتعدياً على مقامه الأرفع ومن هنا يكون غضبه شديداً يصل إلى درجة قتل المخالف مروراً بتعنيفه أو سجنه أو تعذبيه أو نفيه. والمتكبر دائماً وأبداً عنيد لأنه يفترض أنه يمتلك الحقيقة المطلقة وبالتالي لا يقتنع برأي آخر ولا يريد أصلاً ولا يقبل أن يكون هناك رأي آخر.
4- الفسق: ومع استمرار السلوك الاستبدادي يتحول الناس (المستبد بهم) إلى كائنات مشوهه وذلك من كثرة الأقنعة التي يلبسونها لإرضاء المستبد فيتفشى فيهم النفاق والخداع والكذب والالتواء والخوف والجبن وتكون النهاية كائنات مشوهه خارجة عن الإطار السليم للإنسان الذي كرمه الله, والقرآن الكريم يصفهم بالفسق, والفسق هنا كلمة جامعة لكل المعاني السلبية التي يكتسبها الخاضعون للمستبد (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ)(الزخرف:54).
5- الفساد: وحين تجتمع الصفات السلبية للمستبد مع الصفات السليبة للمستبد بهم تكون النتيجة بيئة مليئة بالفساد (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)) [الفجر10-12] فالفساد نتيجة طبيعية ومباشرة للاستبداد مهما كانت مبررات الاستبداد ومهما كانت اللافتات التي يتخفى وراءها لأن الاستبداد تشويه للتركيبة النفسية للمستبد وتشويه أيضاً للتركيبة النفسية للمستبد بهم وبالتالي يحدث تشويه للبيئة التي يعيشون فيها, وكأن الاستبداد أحد أهم عوامل التلوث الأخلاقي والبيئي في الحياة.
6- الضلال: ونظراً لمحدودية رؤية المستبد وتشوه تركيبته النفسية منذ البداية ثم زيادة هذا التشوه نتيجة تضخم ذاته بالمدح والثناء من المستعبدين (بفتح الباء), ورفضه للاسترشاد برؤى الآخرين, وإصراره العنيد على إنفاذ أمره وحده فإن النتيجة هي قرارات خاطئة في كل المجالات «.... فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ» (هود:97).
7- الهلاك: والنتيجة المنطقية لتشوه المستبد وتشوه المستبد بهم, وفساد البيئة التي يعيشون فيها معا ًهي الهلاك المحقق, فما من مستبد إلا ووصل بجماعته إلى الهاوية فضاع وضاعوا معه «.... فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (97) يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ» (هود 97/98). «فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ» (القصص:40).
والهلاك ليس فقط في الآخرة وإنما يسبقه هلاك في الدنيا, وهلاك منظومة الاستبداد ليس قائماً فقط على اعتبارات أخلاقية أو دينية وإنما هو سنة كونية وقانون حياتي لأن الاستبداد يسير ضد تيار الحياة الإنسانية وهو تشويه للفطرة (للمستبد والمستبد بهم) ولذلك فلا يمكن أن يستمر طالما قُدِّر للحياة أن تستمر وتنمو وتتطور, فالمستبد مثل أي ميكروب أو فيروس يدخل الخلية ويوجه نشاطاتها لخدمته وفي حالة عجز الخلية عن اكتشافه ومقاومته بجهاز المناعة لديها فإن المآل الحتمي هو ضد قانون تطور الحياة ونموها.
والأمثلة التاريخية لهلاك منظومات الاستبداد ليس لها حصر, ففرعون قد هلك غرقاً هو وجنوده, ونيرون أحرق كل شيء وإحترق معه, وشاه إيران ضاع وضاع ملكه ولم يجد في نهاية حياته مأوى يؤيه وظل حائراً بطائر ته في الجو وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت, وشاوشيسكو انقض عليه شعبه سخطاً وغضباً وألقاه في مزبلة التاريخ, وقبلهم هتلر تسبب في قتل 45 مليوناً من البشر ثم مات منتحراً أو مقتولاً تلاحقه اللعنات في كل مكان, وصدام حسين أضاع ثروات العراق وأسلمها لاحتلال أمريكي بغيض لا يعرف أحد متى يرحل.
الاستبداد وعلاقته بنمط الشخصية
هل توجد أنماط شخصية معين تميل إلى السلوك الاستبدادي؟
نعم, فدراسة حياة مشاهير المستبدين على المستويات المختلفة تؤكد وجود أنماط شخصية معينة تميل إلى السلوك الاستبدادي خاصة إذا واتتها الظروف, ومن هنا تصبح معرفة هذه الأنماط مهمة للوقاية من السلوك الاستبدادي ومن المستبدين. ونذكر من هذه الأنماط الشخصية ما يلي:
1- الشخصية النرجسية: صاحب هذه الشخصية لديه شعور خاص بالأهمية وبالعظمة ويبالغ في قيمة مواهبه وقدراته وإنجازاته ويتوقع من الآخرين تقديراً غير عادي لشخصه وملكاته وإنجازاته المبهرة في نظره وهو يعتقد أنه متفرد في تكوينه وفي أفكاره ويحتاج لمستويات عليا من البشر كي تفهمه وتقدره, ويحتاج للثناء والمدح الدائم والتغني بجماله وكماله وأفكاره وبطولاته الأسطورية وتوجيهاته التاريخية ومواقفه العظيمة غير المسبوقة وهو لا يشعر بالتعاطف مع الآخرين ولا يتفهم احتياجاتهم بل يريدهم فقط أدوات لتحقيق أهدافه وإسعاده وبلوغ مجده وهو أناني شديد الذاتية ويسعى طول حياته ليضخم هذه الذات التي يعتبرها محور الكون, وربما ينجح في الوصول إلى مراكز عليا في الحياة بسبب إخلاصه الشديد في تحقيق ذاته ورغبته في التميز والاستعلاء على الآخرين.
2- الشخصية البارانوية: تدور هذه الشخصية حول محور الشك وسوء الظن, فصاحبها لا يثق بأحد ويتوقع الإيذاء من كل الناس ولا يأخذ أي كلمة أو فعل على محمل البراءة بل يحاول أن يجد في كل كلمة أو فعل سخرية منه أو انتقاصاً من قدره أو محاولة لإيذائه, ولهذا نجده دائم الحذر من الآخرين, لا يهدأ ولا ينام, ويكافح طول عمره ليقوي ذاته ويحمي نفسه من الآخرين «الأعداء دائماً وأبداً», وهذا الشك والحذر وعدم الولاء للناس يدفعه للعمل الجاد والشاق لكي يصل إلى المراكز العليا في مجال تخصصه, وهو حين يحقق ذلك يمارس السيطرة والتحكم في الناس الذين يحمل لهم بداخله ذكريات أليمه من السخرية والاحتقار والإيذاء وبما أنه لا يسامح أبداً ولا ينسى الإساءة لذلك فهو يمارس عدوانه على من تحت يده انتقاماً وإذلالاً, ويحقر كل من دونه كراهية ورفضاً.
3- الشخصية الوسواسية: والشخص الوسواسي يميل إلى الدقة والنظام والصرامة والانضباط ولا يحتمل وجود أي خطأ, وهو فوق ذلك عنيد ومثابر إلى أقصى حد, ولهذا يميل إلى أن يتأكد من كل شيء بنفسه ولا يثق في أحد لأنه يعتبر الآخرين عشوائيين وغير منضبطين وأنهم سوف يفسدون الأمور التي توكل إليهم, لذلك نراه إن كان والداً أو مسئولاً يريد أن يستحوذ على كل شيء في يده ويتابع كل شيء بنفسه ولا يترك لأحد فرصة للتعبير عن نفسه أو تحمل مسئولياته, فالآخرين في نظره غير جادين وغير دقيقين وغير صارمين مثله وهم يحتاجون دائماً للوصاية والتوجيه والتحكم, فهم في نظره أطفال عابثون يحتاجون في النهاية لمن يضبطهم ويوجههم وإلا فسدت كل الأمور.
4- الشخصية السادية: وهو الشخص الذي يستمتع بقهر الآخرين وإذلالهم والتحكم فيهم وكلما شاهد الألم في عيونهم استراح وانتشى وواصل تعذيبهم وقهرهم ليحصل على المزيد من الراحة والنشوة.
5- الشخصية المعادية للمجتمع: وهو نوع من الشخصية لا يحترم القوانين والنظم والشرائع, بل يجد متعه في الخروج عليها, ولا يشعر بالذنب تجاه شيء أو تجاه أحد, ولا يتعلم من تجارب فشله, ويعيش على ابتزاز الآخرين واستغلالهم مستغلاً سحر حديثه وقدرته على الكذب والمناورة والخداع, وهو شخص لا يفكر إلا في نفسه وملذاته, والآخرين ليسوا إلا أدوات يستخدمها لتحقيق ملذاته.
وبعد استعراض هذه النماذج الشخصية الأكثر ميلاً للاستبداد نود أن ننوه أن المستبد يمكن أن يكون أحد هذه الأنماط ويمكن أن يكون خليطاً منها بعضها أو كلها.
أما المستبد بهم (المقهورين) فيمكن أن يكونوا أناساً ذوي سمات متباينة ولكن يغلب أن يكون لديهم سماتاً ماسوشية بمعنى أن لديهم ميل لأن يتحكم فيهم أحد وأن يخضعوا له ويسلموا له إرادتهم ويستشعروا الراحة وربما المتعة في إيذائه لهم وإذلاله إياهم, فلديهم مشاعر دفينة بالذنب لا يخففها إلا قهر المستبد وإذلاله لهم على الرغم مما يعلنون من رفضهم لاستبداده. وهؤلاء المستعبدين ربما يكون لديهم معتقدات دينية أو ثقافية تدعوهم إلى كبت دوافع العنف وتقرن بين العنف والظلم وتعلي من قيمة المظلوم وتدعو إلى التسامح مع الظالم والصبر عليه وترى في ذلك تطهيراً لنفس المظلوم من آثامه.
والشخصيات المستعبدة لديها شعور بالخوف وشعور بالوحدة لذلك يلجئون إلى صنع مستبد ليحتموا به ويسيروا خلفه ويعتبرونه أباً لهم يسلمون له قيادتهم وإرادتهم ويتخلصون من أية مسئولية تناط بهم فالمستبد قادر على فعل كل شيء في نظرهم, وفي مقابل ذلك يتحملون تحكمه وقهره وإذلاله ويستمتعون بذلك أحياناً.
إذن فالمستبد ليس وحده المسئول عن نشأة منظومة الاستبداد ولكن المستعبدين (المستبد بهم) أيضاً يشاركون بوعي وبغير وعي في هذا على الرغم من رفضهم الظاهري للاستبداد وصراخهم منه أحياناً. ولا تزول ظاهرة الاستبداد عملياً في الواقع إلا حين تزول نفسياً من نفوس المستعبدين حين ينضجوا ويتحرروا نفسياً ويرغبون في استرداد وعيهم وكرامتهم وإرادتهم التي سلموها طوعاً أو كرهاً للمستبد, حينئذ فقط تضعف منظومة الاستبداد حتى تنطفئ, وليس هناك طريق غير هذا إذ لا يعقل أن يتخلى المستبد طواعية عن مكاسبه من الاستبداد خاصة وأن نمط شخصيته يدفعه دفعاً قوياً للمحافظة على تلك المكاسب الهائلة. وإذا رأينا المستعبدين (المستبد بهم) ينتظرون منحهم الحرية من المستبد فهذه علامة سذاجة وعدم نضج منهم توحي ببعدهم عن بلوغ مرادهم وتؤكد احتياجهم لمزيد من الوقت والوعي ليكونوا جديرين بالحرية, فقد أثبتت خبرات التاريخ أن الحرية لا تمنح وإنما تسترد وتكتسب.
ويتبع>>>>>>>> : منظومة الاستبداد (2)
واقرأ أيضاً:
باستيل مصر/ منظومة الحرية/ الرؤية المستقبلية لمصر/ لا.... للإحباط/ سلوك الحشد