..من المحزن والمؤسف معاً أن نسخر من إنسان جار عليه المجتمع مع الزمن.. (لا) ذنب أقترفه في حياته سوى قلة الحيلة وسوء الحظ في الدنيا –– إذا كنا مبصرين الوعي وصادقين الوعد –– أن كل شيء في الحياة مكتوب في الكتاب كما مدون "قسمة ونصيب"..
.. أقرب مثال ثار في نموذج مأساة هو خروج إنسانة بريئة شريفة شجاعة من قمقم القهر القامع ودولاب العذاب العازل لتفصح علنياً عن كرب وبلاء أظلم مسيرة حياتها القاسية.. و(لم) تجنيهما على نفسها.. بل طغى بهما عليها مجتمع مضطرب حائر أحبطته حكومات فاشلة.. واحدة تلو آخرى .. قد أهملت حل تراكم المشاكل الاقتصادية لتوفير حياة كريمة لكل المواطنين سواء والتي أنجبت وجلبت في عواقب عقباها كل العوائق الاجتماعية المؤثرة على نشأة المجتمع القوي القيم المستقيم .. مما نتج من سوء العاقبة .. عدم مقدرة الشباب لتأهيل أنفسهم إلى الزواج لإنجاب جيل آخر إلى الحياة لتوريث شريعة تعاقب الخلق.. ومن ضر كدره.. خلفت خلف مخالبها نساء بلا زواج لإجبارهن أن يصبحن غير إرادياً "عوانس" عرضة إلى المعايرة .. ومن ثم .. انتفضت من بينهن "العروس المسنة" كما سمتها الصحافة والإعلام كي تثور على الواقع الأليم (المرفوض) شكلاً وموضوعاً ..
.. يا ترى كم مليون مصرية وعربية فاتها قطار الزواج رغم انتظارها الطويل لقدومه وما زالت يراودها في شوق وحنين (حلم) إرتداء "الفستان الأبيض" أسوة بغيرها من النساء .. ولكنها (لا) تملك الشجاعة الأدبية أو الجرأة البدائية لتقلد هذه المرأة أو حتى تتحدث بصراحة لتوضح عما تخفيه بداخلها من مآسي وبؤس حل بها حتى (لا) يسخر منها الجهلاء بيننا .. كما أمطروا السفاهات والمهاترات تجاه الأخرى التي قررت طلب (شرف) "الحلال" –– فأصيبت بخلل "الجنان" وفقدان العقلية نتيجة الكبت النفسي –– و(لو) خرجت تبغي "الفحشاء والمنكر" لتطلب "الحرام" –– لأصبحت مصرية عصرية متحضرة متحررة في خاطر الأعلام الضال أو عاهرة فاجرة من وجهة نظر ورأي الآخرين .. وكأن الإنسانة المسكينة لم تخلق من أجل الزواج .. وأن الحب والزواج لم يخلق لمثلها من النساء متناسين أن الجمال (هو) جمال (الروح) والخلق الطيب المطوي في رحاب حسن السيرة والسلوك .. وما قامت به عفوياً من فعل أو تمثيل ناتج تماماً عن بؤس بائس من يأس يائس –– (لا) ينقض هذه القيم –– و(لا) يقلل من قيمة الغاية المرجوة أو شأن الهدف المنشود تحقيقه من وراء شفافية الرداء الأبيض الشفاف التي زينت نفسها وهدفها الشريف بها ..
.. هذه "العروس المسنة" الجديرة بكل احترام وتقدير .. جاءت في الوقت المناسب لتدق إنذار الخطر الذي يواجه مصر والوطن العربي عامة لكي نستيقظ من غفوتنا (قبل) فوات الآوان –– (إذا) استمرت الأزمات الدموية والاقتصادية على وضعها المبغض والمؤرق الخطير –– الذي يهدد أمن مصر القومي سواء اتفق البعض أو اختلف (لن) يغير من غيم غيبوبة كارثة الأمر الواقع شيء .. بالطبع .. (لم) تكن امرأة "مجنونة" شاردة في وهم حلم "الفستان الأبيض" والبحث عن النصف الآخر .. لقد فتحت بالتأكيد باب الحوار المغلق لعقود من الزمن .. أليس هو نفسه الحوار الحاسم الذي ينحاد عنه الجميع حتى علماء الدين من الجانبين الغير محرجين أو خاجلين من الزواج من فتيات (أصغر) من (سن) أحفادهن حسب قدرة مع مقدرة (فتة) "الفتاوى" المسبكة التي تلائم الأهواء مع المقاصد ! ..
.. كم عائلة وأسرة في مصر والعالم العربي عامة عندها عروس "عانس" وعريس مسن فوق المطلقين .. ومع ذلك ينحادون عن الحديث عنهم من الحياء أو لعدم جرح مع مس الشعور .. و(لا) سبيل عن التخلي والتخلص من المبالغات في قدر المهور مع تحديد مهر رمزي (لا) يتجاوز حد الألف (١٠٠٠) جنيه (فقط) مع الوفاق بالإلتزام بتجهيز ملتزمات إتمام الزواج بالتراضي والتساوي بين الطرفين لغير القادرين سعياً إلى قهر هذه النقمة الممقوتة القبيحة –– (إذا) كنا جادين بحق في محو كلمة "عانس" من قاموس المصريين.. وياليت نعود ثانية لزيارة عهد "الزمن الجميل" لكي نسمع من جديد مناجاة الجار في مجاراة حسن الجوار مع ابن الجيران –– "شايفك شاب طيب وخلوق .. وعندي بنت مثلك خلوقة حابب أن أزوجها لك . . وسنتعاون معك في إتمام الجهاز إذا كان عندك رغبة" –– هذا ما أرادت "العروس المسنة" أن تبلغ القوم الغافلين في رسالتها السمحة الصريحة (بلا) حياء أو استحياء .. التي ترجمت بالخطأ على أنها خلل عقلي أو اكتئاب نفسي أدى إلى "جنان" .. ولو سمع عنها عانسات أمريكا كثيرات العدد. . لخرجت مليون "مجنونة" من نيويورك إلى لوس أنجلوس في مظاهرات غاضبة لمساندة براءة "الفكرة" (الذكية).. وربما (لا) تعرف "العروس المسنة" أن أكبر محلات بيع فساتين الزواج الفاخرة في نيويورك تفتح أبوابها كل عام مرة لاستقبال هجوم نسائي مخيف كي ينقض بشراسة لانتشال كل فساتين المحل (مجاناً) من هاتن الفتيات اللاتي غير قادرات على شراء فستان الفرح الثمين من أجل إتمام الزواج..
.. لقد حان الوقت لتقديم بحث حقيقي مع وضع حل جذري لهذه القضية الحاسمة التي وحدها تملك التحكم في قوة ومقدرة مصر في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية الإقليمية والعالمية مع كل الأعداء الذين يمكرون لها ولأمتها السوء وكبوة النكبات .. (لن) تقدر مصر والوطن العربي على الصمود أمام الأعداء بدون إنجاب الأجيال المتلاحقة جيل بعد جيل.. وبدون زواج وتسهيل هذا الأمر والمراد بين الطرفين .. رجل وامرأة .. سيصبح من المستحيل إنجاز هذا الهدف المهمل لعقود من الزمن ..
.. مصر (لم) و(لن) تكون دولة "هجرة" مثل أمريكا وكندا وأستراليا وغيرهما من الدول الأخرى كي تسد هذه الحاجة الماسة من النسل لصون أمنها وسلامتها والدفاع عن سيادتها .. فترويج [*حملة الزواج*] هو الحل الوحيد الأمثل لتأمين أمن مصر وإرهاب أعداء الوطن في كل مكان بالعدد السكاني الكثيف عندما تملك أكبر عدد قوات مشاة جيش نظامي في العالم .. فالمحور الجوهري هو بداية حل مشكلة كل عروس وعريس .. شاب أو مسن .. إن آجلاً أو عاجلاً .. (لا) بد من توفير مساكن شعبية منتشرة في كل المحافظات النائية قبل القريبة تسخر لخدمة ذلك الغرض كي تتناسب مع دخل هؤلاء الشباب الشهري .. وبالمثل مع أولئك الآخرين محدودي الدخل والمحالين على المعاش بإيجار مناسب (لا) يتعدى معدل (الثلث) من الدخل .. على سبيل المثال .. إذا كان الدخل ألف (١٠٠٠) جنيه .. فالإيجار حتماً يقدر بثلاثة مائة (٣٠٠) جنيه .. ويرفع ويخفض بالتوالي والتوازي هكذا حسب زيادة وقلة الدخل .. وفوق كل ذلك .. كما نوصي دوماً بتعديل الدستور لحرمان (منح) الجنسية لمن (لم) يولد من أبوين وجدين مصريين حتى نحد ونحيد الشباب من الزواج من أجانب خارج أو داخل مصر خاصة عن طريق ثرثرة سرحات "فيسبوك" وخلافه ..
.. ليس من المنطق أن تتغاضى الحكومة على مثل مشكلة حقيقية قومية قبل إنسانية كي تفرغ نفسها إلى فضيحة مع عبث دعوى "تيران وصنافير" المخزية التي ابتدعتها سهواً لإلهاء الشعب عن ما هو أهم لتفصح وتصرح أنها من اختصاص "مجلس النواب" الذي (لا) يملك في أمر الجزيرتين شيء حيث أنه مشرع ومسن القوانين على أساس صيغة بنود الدستور حسب محور نطاقه المحدد –– و(ليس) مؤسس دساتير –– على النقيض المضاد . . الدستور (لا) يعطي أو يمنح أحد (حق) التفريط في أرض أو سيادة –– أغلق الموضوع [.]
.. الاعتراف بالحق فضيلة –– والإفصاح عما تخفي الصدور من خير أو شر شجاعة أدبية نادرة قيمة (لا) يتجمل بها سوى أولئك وهؤلاء الصفوة القلائل في المجتمعات المتحضرة القادرين على فرض فكرهم مع رسائلهم على الجميع لتغيير التاريخ مع عجلة الزمن .. رغبوا أو رفضوا.. هذه "العروس المسنة" قد برهنت ذلك بمهارة حرفية خيالية فائقة سواء اتفق أو اختلف الجمع مع الطريقة أو الأسلوب البائس الذي نهجت مساره لتوصيل المضمون مع الهدف المراد بلوغه.. سيظل العمل مع الأمل البريء الذي عاش يراود ريعان حياتها قد أيقظ بيقين أولئك وهؤلاء الغافلون أو الجاهلون عن جوهر معاناة ومرارة آلام شعب مصر –– فهو نفسه حقيقة البؤس الذي صورته وأخرجته إلى العالم على طريقتها الفطرية الفريدة في البراءة والبساطة .. ظل أعظم وأبلغ برهان بات بأنها كانت –– [ضحية حكومات محبطة] [.]
ابن مصر
اقرأ أيضاً:
مواساة عانس لعانس / خلاص بقيت عانس / بعض حياتنا هاجس العنوسة والإشارات الحمراء / عنوسة ولا قلة حياء / الرعاية النفسية للعانس