الفصل التاسع عشر
يمر الوالدان بمراحل نفسية مختلفة لحظة معرفتهم بالخبر وتتراوح المراحل كالتالي:
1- مرحلة الإنكار:
يردد الوالدان ابني لا يوجد فيه شيء وهذه المرحلة ليس لها علاقة بالإيمان بل لها علاقة بالجهل بحقيقة المرض.
2- مرحلة المفاجأة:
ومحاولة تصديق الواقع يشعر الوالدان وكأنهما يمران بحلم مزعج وكابوس مظلم ويظلان في انتظار الفرج عندما تظهر أعراض المرض واضحة، تزداد صلة الوالدين بالله أثناء مرض ابنهما، مرحلة النقاهة التي يمر بها الابن تزيد من توتر الوالدين على الابن.
3- مرحلة القبول والصبر:
وهنا يظهر دور الإيمان في انتشال الوالدين من المفاجأة والصدمة ليربط الإيمان قلبيهما ويعينهما على التحمل ومساندة الابن، وتبدأ معها مرحلة الاستفسار والسؤال عن استشاريين أو متخصصين آخرين.
4- مرحلة الاستسلام والرضا:
وهي المرحلة الأخيرة التي تدخل السكينة في القلب وتجعل القلب موصولا بالله وراضيا ومطمئنا عندما يعلم الإنسان أن هذا الأمر لم يكن ليخطئه بل هو ابتلاء ومنعطف يجب الصبر عليه.
إيجابيات الصبر على هذا الابتلاء:
على الرغم من عظمة هذا الابتلاء وأثره الكبير في النفس إلا أن الخير والرحمة يصاحبانه. فمثلا:
1- تصبح صلة الوالدين بالله كبيرة جدا فتزداد الصلاة خشوعا ويزداد اللسان دعاء وذكرا.
2- تزداد قوة العلاقات الأسرية ويصبح كل فرد فيها مراعيا للآخر ويحاول أن يساعده وبالأخص من يقوم بمساعدة المريض.
3- يظهر الصديق الحقيقي في الأزمات ويظهر الفرق بين معادن الناس.
شفاء الابن وعودته إلى المنزل سالما:
بعد شفاء الابن وعودته إلى المنزل يظل الوالدان يشعران بعدم اطمئنان وخوف خلال فترة النقاهة وخصوصا الأم التي نجدها تلازم سريره طوال الليل وتظل تفسر كل تصرف صغير يشتكي منه على أنه أمر عظيم.
الحاجة الشديدة للوالدين إلى الاسترخاء بعد شفاء الابن:
فإن عطس مثلا تقفز الأم من مكانها وتقف بقرب سريره تتأمله!!، وإن اشتكى من ألم يطير منها النوم وتظل تنتظر الصباح حتى تأخذه إلى الطبيب مرة أخرى، وهكذا تصبح حالة الوالدين إلى أن تنتهي مرحلة النقاهة.
الأم وحاجتها إلى الاسترخاء:
شيئا فشيئا يرجع الابن إلى صحته، وتبدأ الأم في التدهور، وكم تفيد الرياضة البدنية والاسترخاء والمشي وعلاقات الصداقة الحميمة في تجاوز هذه الأزمة، وعودة الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى.
تعود الابن على الدلال والاهتمام الزائد:
يتعود الابن في فترة مرضه على اهتمام خاص وشديد من والديه، ويبدأ بفقد هذا الاهتمام في شفائه فتلاحظ تغيير سلوكه، ومحاولته استرجاع هذا الاهتمام بأساليب مختلفة، وهنا يأتي دور الوالدين في محاولة استقرار الحالة النفسية للابن، وإعادته إلى سلوكه وحالته النفسية السابقة لمرضه.
ملاحظة: لا تدع ابنك يتعود على الاهتمام الزائد منك في حالة مرضه.
يتبع >>>>>>>>>>> أسباب تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال