الانتحار مشروع فردي أو جماعي له مبرراته ومسوغاته التي تدفع إليه.
فالانتحار فكرة تولد في أعماق الشخص، وكلما كانت مبكرة المنشأ فأنها ستكون ذات قدرة على التحقق، فإذا بدأت منذ الصغر فإنها ستنضج مع الأيام وتعبر عن نفسها ذات يوم قريب.
وقتل النفس ليس بالعمل الهين، بل يتطلب تبريرات وأدلة وبراهين لإقناع الشخص بضرورة إنهاء حياته.
ومن أخطر المسوغات الانتحارية هو الدين، أي عندما يعطي الشخص صاحب الفكرة الانتحارية الفاعلة فيه، معنى ديني لها، فإن تنفيذها سيكون سهلا وقريبا جدا.
وفي مجتمعات تنتشر فيها ثقافات الموت ومعاداة الحياة باسم الدين، فمن المتوقع أن يكون الانتحار سلوكا متكررا ونسبته عالية.
فالذين يدعون أن الدين يمنع الانتحار، يغفلون الوجه الآخر للدين، وهو أنه يبرر ويعزز سلوك الانتحار إذا أريد استخدامه لهذا الاتجاه، وفي مجتمعات خالية من الإحصاءات الدقيقة والمعلومات الموثقة، لا يمكن الجزم بنفي الانتحار أو إثباته بمصداقية.
ففي مجتمعاتنا – مثلا – لا توجد دراسات رصينة بل هناك تصورات وأحكام مسبقة، ففي العقود الماضية، كان مفهوم أن لا وجود للانتحار في مجتمعاتنا أكذوبة صارخة.
واليوم نتحدث عن الانتحار بذات الرؤية الخالية من المعلومات الإحصائية المدروسة بعناية، فننتهي إلى تكهنات تزيد الالتباس ولا تقدم حلا موضوعيا نافعا.
واقرأ أيضاً:
الكامن فينا يصنعنا!! / كش مات الخيال!!