هناك تعريفات عدة للقلق، ولكنه ببساطة حالة وجدانية يشعر من خلالها الإنسان بعدم الارتياح والخوف من المستقبل. هناك من يشعر بالقلق بسبب ظروف مرحلية وهناك من لا يفارقه القلق لأنه في صميم سماته الشخصية. ما يعنيه ذلك هو أن هناك عتبة ما في كل إنسان إن وصلها أو تجاوزها يعاني من القلق، وبالتالي فالقلق يصاحب جميع الظروف البيئية السلبية وجميع الأمراض العضوية. ليس من السهولة أحيانا التمييز بين القلق كرد فعل طبيعي والقلق الذي أصبح مرضاً بحد ذاته يؤثر سلبيا على أداء الإنسان وعافيته.
الإنسان يرث عتبة القلق الخاصة به، وغالبا ما يتم تحديد هذه العتبة بظروف الطفولة وتربية الوالدين ويضاف إليها تجارب الإنسان القاسية، وهذا ما يتم الإشارة إليه بتعلم الإنسان للقلق.
القلق حالة وجدانية مستقبلية وذلك يعني عدم الشعور بالارتياح بما سيحدث مستقبلاً. يرتبط بالقلق الخوف ولكن الخوف هو حالة وجدانية بسبب خطر حقيقي!! أو وهمي. كلاهما قد يؤدي إلى الرهاب وهو سلوك تجنبي يعتزل بسببه الإنسان الآخرين. أما الهم فهو التعبير اللفظي لقلق الإنسان وشكواه للآخرين. هذه الحالات مرتبطة بعضها بالبعض الآخر، وكثير ما تدفع الإنسان صوب الاكتئاب.
يرتبط بالقلق الزور وفقدان الثقة بالآخرين والشك بهم وإسقاط اللوم عليهم، والإسقاط بحد ذاته عملية دفاعية نفسية غير واعية مسارها قد ينتهي بمحطة الإصابة بوهام مزمن واضطراب عقلي.
القلق بحاجة إلى تغيير محتوى وأسلوب تفكير الإنسان واللجوء إلى تفكير منطقي غير أوتوماتيكي. على الإنسان أن يتعلم مواجهة التحديات وعدم تجنبها واكتشاف مصدر السند الاجتماعي والنفسي. ما يحميك منه علاقة حميمية.
العقاقير لها دور، ولكنها أحيانا تصبح مشكلة أكبر من القلق بحد ذاته.
واقرأ أيضاً:
سعادة الإنسان ومناعته ضد الأمراض / رعاية الدماغ والطعام