علاج سلوكي معرفي ع.س.م CBT الوسواس القهري الديني6
وبعد عرضنا لوساوس وقهور التهيؤ للعبادة ووساوس وقهور بدايات العبادة وكيفية مناجزتها، نصل إلى وساوس وقهور أداء العبادات، وهي الأفكار أو الخواطر أو الصور الوسواسية والأفعال القهرية التي تحدث بعد أن يبدأ المريض الوضوء أو الغسل أو الصلاة، وتتعلق بأداء هذه الطقوس أو بالصلاة، ومن المهم الإشارة إلى أنه من المستحيل عمليًّا أن نحيط بكل أشكال ومحتويات الوساوس والقهور التي يمكن أن تحدث أثناء أداء الوضوء، أو الغسل، أو الصلاة، أو الصيام، أو السعي، أو الطواف؛ لأن كل خطوة يمكن أن تتعلق بها وساوس وقهور (واختصارا وس.وق) متعددة، لكننا سنتعرف على أشهر نماذجها مقسمة حسب العبادة إلى 1- وس.وق الأداء أثناء الوضوء أو الغسل، 2- وس.وق الأداء أثناء الصلاة. 3- وس.وق الأداء أثناء الصيام. 4- وس.وق أداء العبادات الأخرى.
يمكننا إجرائيا تقسيم وس.وق أداء العبادة إلى 3 أنواع:
ما يتعلق بأفعال أو أقوال العبادة (الشك في الصحة والنسيان)
ما يتعلق ببطلان العبادة برأي المريض (الشك في النية والوساوس الكفرية أو الجنسية، أو خروج شيء من السبيلين، أو الرياء.. إلخ.)
ما يتعلق بغير العبادة، وقد يشمل أي محتوى للوسواس وقد يتعلق بمثير حاضر أثناء العبادة (أشخاص آخرين ضوضاء معينة) أو بغائب يشغل الذهن ويؤثر بشكل أو بآخر على العبادة بسبب محاولات إيقافه وعدم القدرة على تجاهله.
1- الصورة السريرية لوس.وق الأداء أثناء الوضوء أو الغسل:
تنقسم وس.وق أداء الوضوء إلى ثلاثة أنواع، أولها ما يتعلق بأفعال الوضوء أي الشك في الصحة/الإحسان و/أو النسيان
1- الشك في نسيان أحد الأعضاء وتكرار غسله.... ومن الملاحظ في أغلب الحالات أن التكرار استجابة للوسوسة لا يؤدي إلا إلى مزيد من التكرار... فلا يطمئن الموسوس بالتكرار الذي يفعله طلبا للاطمئنان....
2- الإسراف في غسل عضو أو الكل وفي عدد المرات... وهو ما يبدو منطقيا بسبب وجود مشكلة عدم الشعور باكتمال الفعل لدى الموسوس فهو لا يشعر باكتمال طقس الوضوء لسبب أو لآخر ويجد نفسه مدفوعا للتكرار بداية ثم عاجزا عن التوقف نهاية ويبقى يكرر.
3- البطء الشديد في غسل الأعضاء.. وهذا قد يكون نوعا من قهور الكمالية طلبا للإحسان وتعمقا فيه أو نوعا من الإجراءات الاستباقية أو القهور الاحترازية Anticipatory Compulsions يقصد منه التأكيد والتحقق المواكب للفعل بهدف تقليل احتمالات الشك وعدم الشعور بالاكتمال.
4- تكرار الدلك بالماء والشك في حصوله ثم تكراره... وهذا قد يكون نوعا من قهور الكمالية طلبا للإحسان وتعمقا فيه أو يكون من القهور الاحترازية درءًا أو استجابة للشك وعدم الشعور باكتمال الفعل.
5- الإفراط في المضمضة و/أو الاستنثار والمبالغة في التأكد من دخول الماء في الفتحات والثنايا.... وهو أيضًا من قهور الكمالية أو الاحترازية.
وثانيها وس.وق أداء الوضوء التي تتعلق ببطلان الوضوء (الشك في تنجس أو عدم صلاحية الماء للوضوء، أو الشك في النية والوساوس الكفرية أو الجنسية، أو خروج شيء من السبيلين، أو الرياء.. إلخ.) وسنفصل عرضها وكيفية مناجزتها مع وساوس وقهور مبطلات العبادة.
وثالثها هي وس.وق الوضوء المتعلقة بغير الوضوء، وقد تشمل أي محتوى للوسواس وقد تتعلق بمثير حاضر أثناء الوضوء (أشخاص آخرين ضوضاء معينة) أو بمثير غائب يشغل الذهن ويؤثر بشكل أو بآخر على الوضوء بسبب محاولات إيقافه وعدم القدرة على تجاهله، وهو ما يؤدي غالبا إلى فقدان التركيز وبالتالي يجعل الموسوس أكثر قابلية للنسيان وللشك
لدينا كذلك عدد من سلوكيات أو احتياطات التأمين والـ وس.وق الأقل شيوعا أثناء الوضوء مثلا:
1- عدم لمس أي شيء أو شخص آخر أثناء أو بعد الوضوء أو الغسل، وعدم الرد على أي شخص... وتسمع لذلك تبريرات مختلفة مثل فقد التركيز أو انقطاع النية ...إلخ بما يبطل الوضوء أو الغسل.
2- غسل اليدين بعد انتهاء الوضوء (أي بعد غسل القدمين) وتسمع تبريرات لذلك مثل أن يدي لمست قدمي الذي يدوس الأرض أو وأنا أقف به في الحمام ..إلخ.
3- تكرار غسل اليدين بين عضو وعضو أثناء الغسل.
4- رفع الصوت بالعد مع كل مرة غسيل.... ويقصد به التأكيد والتذكير طلبا للطمأنة.
5- اشتراط وجود مراقب من الأسرة.... وعادة يقصد به المساعدة على مجابهة الشك بسؤال المراقب وفي المراحل المتأخرة نجد من يشترط ذلك لأنه يخاف الوقوف أمام مصدر الماء وحيدا ليتوضأ!
6- الحرص على تساوي ما يصيب العضو على الجانبين من الماء! والتكرار لهذا السبب!
7- ضرورة سكب الماء الطهور على أرضية الحمام و/أو النعل والقدمين بعد الغسل/ الوضوء وقبل أي خطوة من محل الاغتسال.
العلاج السلوكي المعرفي الديني لوسواس الوضوء و/أو الغسل
فيما يتعلق بالمناجزة العلاجية لـ وس.وق الوضوء فقد أفردنا لها مقالا كتبناه مبكرا على الموقع هو: وسواس قهري الوضوء: الوصف والعلاج.
2- الصورة السريرية لوس.وق الأداء أثناء الصلاة.
كذلك فإن وس.وق أداء الصلاة تنقسم إلى ثلاثة أنواع، أولها ما يتعلق بأفعال وأقوال الصلاة أي الشك في الصحة و/أو النسيان
1- إعادة قراءة الفاتحة نتيجة الشكِّ في قراءتها أو في صحة مخارج الحروف، أو لأن فكرة أو صورة مقتحمة ما حدثت أثناء القراءة، أو إعادة بعض الحروف وتكرارها، وكذلك إعادة قراءة السور أو الآيات التي تلي الفاتحة وإن بمعدل أقل.
2- الضغط على مخارج الحروف أثناء قراءة الفاتحة أو الآيات أو بعض الكلمات بصفة خاصة.
3- رفع الصوت أثناء القراءة في الصلاة السرية غالبًا كنوع من التأكيد لنفسه، وحتى يحسن من قدرته على التذكر عندما يشك فيما بعد، وهناك من يرفع صوته ليغطي على أصوات في البيئة المحيطة.
4- الشك أثناء الصلاة وهو ما يمكن أن يتعلق بالشكِّ في النية أو في التكبير أو في عدد الركعات أو رقم الركعة أو عدد السجدات أو حتى صحة السجود أو إتمامه، أو التشهد الأوسط، ويتسبَّب في إعادة الركعات أو زيادة ركعة أو سجدة و/أو أداء سجدتي السهو بشكل قهري.
وثانيها هي الوساوس والقهور التي تتعلق ببطلان الصلاة ومن المهم أولا أن نعرف أن محتوى الوساوس هنا يعتمد على معلومات المريض وليست بالضرورة صحيحة، وأحيانا يكون السبب اكتشاف معلومة لم يكن يعرفها ضمن فتوى لغير الموسوس، وبشكل عام يمكننا أن نقسم وس.وق بطلان الصلاة إلى ما لا يبطل صلاة الشخص الصحيح، وما يبطل صلاة الصحيح ولا يبطل صلاة الموسوس مثل خروج الريح أو النقطة، ومثل قطع النية.
1- الأفكار المقتحمة أثناء الصلاة والتي يمكن أن تكون من أي نوع، لكنها لدى أغلبية مرضانا تكون إما كفرية تشكيكية أو تجديفية أو جنسية المحتوى أو تتعلق بالرياء أو السخط إلخ، وكثير من المرضى يشتكون من زيادتها أثناء الصلاة بما يشكل عبئًا ثقيلاً على نفوسهم، يدفع البعض إلى الخروج من الصلاة وإعادتها؛ أملاً في عدم حدوث الفكرة المقتحمة مرة أخرى لكن هيهات.
2- اقتحام مشاعر نفسية أو جسدية مرفوضة أثناء الصلاة؛ مثل الشعور بالغضب أو الإثارة الجنسية، بكل ما يستتبعه ذلك من معاناة وأفعال قهرية بغرض معادلة أثر ذلك الاقتحام على الصلاة، فهناك من المرضى من يستعيذ ومنهم من يستنكر ومنهم من يتصور رمزًا دينيًّا أو خلقيًّا طيبًا ليعادل أثر الاقتحام، ومنهم كذلك من يخرج من الصلاة ليعيدها أو يعيد الوضوء والصلاة أو الاغتسال والوضوء والصلاة.
3- الشعور بخروج شيء من السبيلين، أو توهم خروج الريح، أو النقطة، أو انكشاف جزء من الشعر أو الجسد في النساء، وسنفصل عرضها وكيفية مناجزتها مع وساوس وقهور مبطلات العبادة.
وثالثها هي وس.وق أداء الصلاة المتعلقة بغير العبادة، وقد تشمل أي محتوى للوسواس وقد تتعلق بمثير حاضر أثناء العبادة (أشخاص آخرين ضوضاء معينة) أو بمثير غائب يشغل الذهن ويؤثر بشكل أو بآخر على العبادة بسبب محاولات إيقافه وعدم القدرة على تجاهله، وهو ما يؤدي غالبا إلى فقدان التركيز وبالتالي يجعل الموسوس أكثر قابلية للنسيان وللشك.
المراجع:
1. وائل أبو هندي، رفيف الصباغ، محمد شريف سالم ويوسف مسلم (2016) نحو فهم متكامل للوسواس القهري، البابُ الثاني: العلاج السلوكي للوسواس القهري، سلسلة روافد 138 تصدر عن إدارة الثقافة الإسلامية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، دولة الكويت
ويتبع>>>>>: وساوس الوضوء والصلاة ع.س.م.د RCBT الوسواس القهري الديني8
واقرأ أيضًا:
استشارات عن وسواس التطهر / استشارات عن وساوس الصلاة