واجهة: ما يستقبلك من كل شيء
مواجهة: تصدي، مقاومة، مجابهة.
معظم دولنا تبدو وكأنها واجهات للآخرين الطامعين فيها , ومن النادر أن تجد دولة ذات قدرة على التحدي والمواجهة.
وبسبب سلوك الواجهة تدهورت الأحوال ووصلت إلى قيعان الذل والهوان.
لماذا تحقق تفريغ مجتمعاتنا من طاقات المجابهة، وتحويلها إلى واجهات تترجم مصالح وبرامج الساعين لافتراسها، حتى أصبحت بلا حول ولا قوة، وعليها بالتبعية والخنوع والإستسلام لإرادة الأسياد الفاعلين فيها.
المجتمعات التي لا تجابه تنقرض وتدوسها سنابك الفاعلين فيها والمخنعين لوجودها.
تأملوا واقع المجتمعات المتحدية وقارنوه بالمجتمعات الواجهية، المجردة من ملامحها ومميزاتها الوطنية والإنسانية، وستشاهدون الفرق في مستوى المعيشة وقيمة الإنسان وصيانة حقوقه فيها.
الوجود الأرضي غابي الطباع والتفاعلات، ولا تصلح فيه سياسات الواجهة، بل يستدعي المواجهات الصارمة المتوثبة المتمسكة بإراداتها العالية.
المشكلة في مجتمعات الواجهة، أنها تندحر في الماضيات وتعيش وهمًا منقطعا عن حاضرها، فتحسب أن الذي مضى ما إنقضى، وعليها أن تجسده بقولها، أما الفعل فحالة مبنية للمجهول، وما فيها ممنوع من الصرف، ومن معطيات الجار والمجرور.
فعندما تجابه تكون موجودا، وحينما تصبح واجهة تتحول إلى فريسة، ورقما على يسار سارية الطامعين.
فهل من قدرة على وعي إرادة المصير، ومعرفة إلى أين نصير؟!!
إنها لمعضلة حياة، وما أدراك ما هي!!
واقرأ أيضاً:
أضاليل إعلامية!! / هل فقد الكتاب دوره!!