لكل زمان رحم يلد منه ما يناسبه، بَرَقتْ الفكرة أثناء استماعي لإحدى أغاني (أم كلثوم)، وأقارن بين تذوقها في حينها واليوم.
وبدى طعمها وأثرها يختلف عما كان سابقا، والسبب الأساسي دوران الزمن وتراكم السنين عليها، فالأيام كالركام الذي يدثر ما تحته، وكلما تقادم عمر الشيء ازداد المتراكم عليه، وخفتَ صوته وأثره ومعناه، فلكل زمان مقتضياته، وكل شيئ مولود من رحم آنه، ومن الجنون التوهم بأن طعم الأشياء لا يتغير.
الكتابات بأنواعها، لها قيمتها ورونقها وأثرها في حينها، وبعده فأنها تفقد مؤهلات المواكبة والتفاعل البقائي المفيد.
وهذه الحالة تنطبق على ما يحصل في واقعنا الذي يسعى لإستحضار ما تقيأته القرون وتضح روح الحياة فيه، وذلك مناهض لإرادة الدوران وقوانين الأرض الأكوان.
فعندما تدوم الحركة، هناك مَن يتخلف ومن ينطلق من محطاتها، ولا يمكن الجمع بين المتأخر والمنطلق لأن المتأخر ستدوسه سنابك المنطلق.
وهكذا فأن مجتمعات الدنيا في إنطلاق دائب وبعض المجتمعات في تدهور غاضب، وبموجب ذلك يعيش الانكسار والتردي تحت أكوام الركام.
فهل من قدرة على إدراك أسرار الانطلاق نحو الأمام، وعدم التقهقر والانهزام!!
"نعيب زماننا والعيب فينا... وما لزماننا عيب سوانا"!!
فهل نعرف زماننا؟!!
واقرأ أيضًا:
انتخاباتهم تهمنا!! / العرب يتحاربون!!