أربع وثلاثون امرأة عربية رشحهم فريق سويسري ضمن ألف امرأة من العالم كله لجائزة نوبل للسلام العام الماضي. وقد أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابا حوى تعريفا بهؤلاء النساء. لم يكن شرط الحصول على شهادات علمية مرتفعة كالدكتوراه هو الدافع وراء ترشيح هؤلاء النساء للجائزة وإن كان التعاون مع مؤسسات دولية هو الطريق في الغالب.
فقد وجدت سيدة وهبت عمرها وعرضت حياتها وأطفالها الأربعة للخطر في سبيل قضية آمنت بها، ألا وهي تعليم الفتيات بأقصى المناطق النائية التي لا ترى دورا اجتماعيا للنساء سوى الزواج والإنجاب. إنها السودانية زينب نور التي بفضل مجهوداتها الشاقة والمتواصلة تخرجت العديد من الفتيات في الجامعة، وأصبحن قادرات على إعالة أنفسهن وأسرهن.
وقد فاجأني اسم المصرية ندى ثابت التي لم أكن قد سمعت عنها من قبل. تلك المرأة التي بدأت رحلة علاج أليمة داخل مصر وخارجها مع ابنها ماجد الذي كان يعاني ضمورا في خلايا المخ.
فقدت خلالها الأمل في أن يصبح ابنها طفلا طبيعيا لكنها لم تيأس، بل أكثر من ذلك فقد عملت في مجال الدفاع عن حقوق الأشخاص الذين لديهم إعاقة ذهنية من خلال شبكة تضم اثنتين وعشرين جمعية ومنظمة غير حكومية، إلى جانب تأسيسها لقرية الأمل، ودعوتها المستمرة لتوفير التأمين الصحي والمعاش منذ الولادة لأصحاب الصعوبات في التعلم، وإصدار بطاقات الهوية لهم.
كما لم أكن أعرف أن أول امرأة عربية قاضية في المحكمة الجنائية الدولية للأمم المتحدة هي الأردنية تغريد حكمت التي كانت أول معاركها ما خاضته بخصوص بخصوص منصبها كأول قاضية في الأردن، وعلى الأخص في المحكمة الجنائية وسط معركة شرسة من قبل بعض الأصوات المنحازة. وأثبتت جدارتها بالمنصب في مجتمعها ووسط المجتمع القانوني، فأصبحت نموذجا هاديا مهد الطريق لنساء عديدات من مهنتها تلينها. والآن هي تشارك في تطبيق القانون الدولي الإنساني والجنائي ومعاهدات جنيف على جرائم الحرب التي وقعت في رواندا خلال التسعينيات من القرن الماضي.
أربع وثلاثون امرأة قابلت بعضهن عن قرب فوجدت فيهن ملهمات كالدكتورة فريدة العلاقي الليبية التي قضت الخمس والعشرين سنة الماضية في المنفى، على أثر مواقفها القوية تجاه التنمية البشرية وحقوق الإنسان لتشغل مناصب عديدة نافذة. هيفاء أبو غزالة الأردنية التي تعمل حاليا كمديرة للبرامج الإقليمية للعالم العربي في صندوق الأمم المتحدة لتنمية المرأة UNIFEM
.لكن النموذج غير التقليدي للمرشحات هو أنيتا أميرو، السودانية ذات الاثنين وثلاثين عاما، المطربة والراقصة والممثلة التي تطوف كافة الولايات السودانية لتنشر فنها وأفكارها التي ترتكز على كون التعددية الثقافية هو حجر الزاوية في تأسيس الديمقراطية في السودان وكما يقول الكتاب "بفضل العروض الفنية المنتظمة التي تقدمها أنيتا، استطاع السكان النازحون إلى ضواحي الخرطوم التواصل مع جذورهم الثقافية، وتعلموا التعايش المتناغم فيما بينهم". شكرا لكن يا بنات جنسي لقد أعطيتموني إحساسا بالقوة وقيمة لحياة المرء مهما واجه ظروفا صعبة.
ويتبع .......: اعترافاتي الشخصية: المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي
اقرأ أيضاً:
اعترافاتي النفسية: أنا ناوية أتعالج نفسيا! / اعترافاتي الشخصية أسواري الواطية / اعترافاتي الشخصية الغباء السياسي