قالوا.. زمان.. إنك أم الرخا والشده..
.. وكانت الشدة حر.. عطش.. ورطوبه..
.. والرخا.. بحر.. وسما.. ومواسم خير معدوده..
حبيبتي جدة..
.. أهلك زمان.. رمز القناعة والحكمة والطيبه..
.. رضوا «بشوية» سمك وموية آبار ومقطرة كنداسة..
.. أسواق شعبية في البلد.. سوق الندى وحارة المظلوم..
«يا دوب» تغطي الحاجه..
.. والباقي شغل بيوت.. بأيادي «ستات» مكدوحه..
حبيبتي جدة..
.. شوارعك كانت تراب.. لكن دايم دوم مكنوسه..
.. وقدام دكة البيت والدكان بالموية مرشوشه..
.. ولمن يجي الناموس والدبان.. تلقى فوق السطح.. طوّالي.. ناموسيه.. منصوبه..
.. ولو زادت اللسعات.. بمكينة الرش بين يوم ويوم.. بسهولة محلوله..
.. فوانيس.. أتاريك.. مويه مبخره بالمستكه...
وبيوت بالمسك والعود.. معطره مفعومه..
..بساطه.. نظافه.. ومحبه بين الناس مضمونه..
لا زحمه لا دوشه.. لا عنف.. لكن حياه مستوره..
.. وحتى لو صار نقص وقصور.. قلة حيله ويد مفهومه..
حبيبتي جدة..
مع الوقت.. والخير اللي جا.. صرتي عروس للبحر مزيونه..
.. ميادين.. عماير.. وشوارع منوره ومرصوفه..
..وهلّوا البشر أشكال وأجناس.. وضقتي.. ووسعتي..
شمال وشرق وجنوب وغرب ممدوده..
.. وفرحنا بالتغيير.. وقلنا.. جدة غير بين المدن محسوبه..
..بعد المداريه.. شفنا ملاهي على الكورنيش مصفوفه..
..حتى الدكاكين.. اتشقلبت وصارت مراكز تجاريه.. مطبوقه..
.. وصواني ستّي للفران.. صارت مطاعم فيها الناس مخدومه..
.. وبراد أبوأربعة بالحبق والنعناع.. صار اكسبرسو وكابتشينو..
واعشاب من الهند والصين وسيلان معبيه في اكياس.. وبالخيط ملضومه..
..والسي دي.. ومحطات فضاء ونت ورسائل جوال..
.. أخذت مكان الحكواتي وقصص كان يا ما كان..
.. فرحنا بالتعليم واستبشرنا بالتطوير والعمران..
.. لكن سؤالي.. ليش يا جدة.. رغم الخير والنهضة والبنيان.. تغيرت طبايع الإنسان؟!
.. الأب.. بعد الحنان صار قاسي.. والزوج صارت له صفة الخيانه والنكران؟؟
.. الابن جاحد.. ومخدرات لعبت بعقول بناتنا وأولادنا الشبان..
.. وبعد الأمان.. والرحمة.. والعشرة الطيبة..
.. صار عنف.. وظلم.. وجحود.. وقضايا بالأكوام..
.. حتى الصداقة.. صارت مصلحة بدونها لا ودّ ولا عرفان..
.. حبيبتي جدة..
.. أدري تشتكي.. وصوتك يونّ وصداه الحزين.. يسمعه الإنسان..
..إهمال.. حفر.. وزبايل في كل مكان مكبوبه..
.. فيران.. غربان.. ناموس.. ومويه مقطوعه..
.. والرش.. والتطهير كل فين وفين.. وحشرات اشكال والوان تتحدى.. مسرورة..
.. والمرض.. حمى قلاعية وضنك.. وانفلونزا طيور متربصه.. ومسعوره..
.. صحة مع التلوث! كيف؟ والسكان مفزوعه..
حبيبتي جدة..
.. ثوب عرسك الأبيض صار مرقع ومبقع وألوان..
وعطرك تحوّل.. لعفانه.. وريحة الزفت والقطران..
.. وبحرك تلوث.. حتى السمك اشتكى العدوان.. نصلي.. ونطلب السقيا من المنعم المنان..
.. لكن في جدة.. نخاف من المطر.. أحياؤنا تطفح بيوتنا تغرق.. سياراتنا تسبح..
حبيبتي جدة..
.. حتى مطارك.. قالوا دولي.. لكن شتان.. شتان..
.. متى يتطور.. يتعدل.. حتى يليق باسم المؤسس الإنسان..
.. ورغم العتب.. ورفض التهاون والكسل كل الأمل..
.. يصحى الضمير.. وتشمر سواعد أولادك الشجعان..
.. بالعمل.. بالجهد.. بالإخلاص بتطبيق تعاليم آخر الأديان..
.. إسلامنا اللي أمر بالعدل.. وشكر النعمة بالحفظ والصيانة.. خوفاً من العقوبه بالحرمان..
حبيبتي جدة..
.. قالوا زمان.. وأقول اليوم إنتي أم الرخا والشده..
.. ومهما تغير الوقت.. والظرف.. ومهما قسوا على وجهك..
.. حبك في دم العروق.. وشغاف القلب والوجدان..
.. وانتي في عيوني دائماً أجمل وأغلى مدينة.. بعد المشاعر.. وأراضي قدّسها الرحمن..
حبيبتي جدة..
على الخط:
أدري!! ما سبق من كلمات.. ضعيفة الوزن..
ولكنها.. خرجت بطبيعتها.. وأنا في جولة في جدة القديمة..
البلد.. النزلة.. والأحياء الجنوبية..
ولأنها من القلب.. فتقبلوها..
وأنا متأكدة لو أن المسؤولين قاموا بجولات ميدانية..
فسيكتبون.. موسوعة.. عن جدة.. العروس.. والضمير.. وستظل جدة.. دائماً.. الحبيبة
واقرأ أيضاً:
نـا حينَ لا تَدُلُ !! / عسى..يا عَسى! / تعالي..تعالي! / لُعْـبَةُ الزَّوجينِ ! / الفرق ! / تقوى! / كوفاد / من قصيدة لبغداد