أي يمكن تبويب هذه التعابير في مستويين كلام منفعل غاضب وكلام منطقي، وهناك مستوى ثالث بينهما هو الكلام العاطفي المكرس بالدعاء والرجاء من الله الحماية والخلاص بأقل الأثمان أو التعبير المبالغ فيه عن الحب البديهي للبلد، وكأن الشخص الذي يؤكد حبه لبلده سوريا مثلاً، هو متهم يقسم ليبعد عن نفسه الشبهات، ما بين هذا الكلام وذاك تبقى اللغة وعاء التفكير....
كما أن العنصر الفجائي في اللغة يأتي من دون أن يرى، لذا نجد القوة في بطش الحاكم تعادلها قوة مقابلة في القهر الذي حوّل كما نجد في أغلب البلدان العربية إلى قوة في الرفض عند شريحة كبيرة من المواطنين، ولا سيما ممن هم في عمر الشباب، حيث أن ذهنية هؤلاء الشباب بنيت على تكوين مفهوم للذات العربية بالمقارنة مع ما يجدونه ويسمعون عنه في العالم الآخر العالم المتقدم، مما جعلهم بإدراكهم لنقاط الضعف في واقعهم يسعون لتجاوزها بعنفوان الشبان وبدون حسابات مسرفة في تقدير حجم سلطة الحكام والحكومات؛
الشباب كما نعلم عماد بنيتهم النفسية التمرد وطاقاتهم موظفة للتمادي على من يقف في وجههم، حتى لو كان هذا الشخص المقابل لإحباط رغباتهم وتطلعاتهم الأب أو الأخ الأكبر بالمعنى الواقعي أو الرمزي المتمثل في كل أشكال السلطة التي هو خاضع لها وفق نظام الأب، سواء كان هذا الأب، أكرر الأب الواقعي أو الرمزي، فبهذا العراك يجد لنفسه سبيل لتحقيق ذاته.. أما ما يتباها به الشباب من قوة من خلال الميديا والفيسبوك وعالم الاتصالات المختلفة التي تنقلهم للحلم، وبذلك تكون شحنات الغضب لديهم/ الشحنات اللبيدية/ الجمعية عند الشباب شكلت ما يسمى تجاوز الذات أي الموت مقابل الحرية، النار ولا القيد والإحباط والعار، حيث أن الشاب التونسي "البوعزيزي" كان الشرارة الأولى التي تحول تباهي الشباب فيها إلى تحدي المألوف وإعلاء التأثر به لمرتبة الاندماج، حيث كان هو بقعة الضوء في عتمة مطبقة على الواقع العربي، أعطت أنوارها في كل الاتجاهات، بدأت خافتة بدايةً، ولكن انقشعت الرؤية كلما تقدم الزمن من الشتاء إلى الربيع بكل رمزيته.
"البو عزيزي" أحرق نفسه في الشتاء والنار تعطي الدفء، مثلما الكرامة تعطي الثقة، صرخة "البو عزيزي" كأنها وعلى رأي المحلل النفسي التونسي "فتحي بن سلامة" أستاذ التحليل النفسي في جامعة السوربون في باريس، / النار ولا العار/ الصرخة التي أطلقتها زوجة صدر بعل في وجه الرومان عند حصار قرطاج، والهرب من سلطة البطش والتنكيل، النار ولا العار، الشهادة أو الانتصار، لا عودة حتى إسقاط النظام، هذه هي الصيحات التي سمعت في تونس ومصر واليمن وليبيا ونسمعها في سوريا بصوت خافت في هذه الأيام، أما العبارات القوية التي لا يمكن لأي أذن أن تسد السمع عنها: الشعب التونسي ما يموتش.
أما في مصر هناك عبارات عدة وقفت عندها مثل: إرحل، يعني إمشي، ياللي ما بتفهمشي، العبارة الحادة التي تمتاز بالإصرار على الهدف وبنفس الوقت مزجها بروح دعابة خالصة. أو عبارة: مش هنمشي، هو يمشي......، ومن العبارات التي رددها الجمهور المصري في ثورتهم على النظام البائد: ثورة.. ثورة حتى النصر، الثورة في كل ربوع مصر....
أما العبارة الشهيرة التي كان يرددها ثوار ليبيا في بنغازي، ولا سيما النساء منهم "قولوا لمعمر وعياله، ليبيا فيها رجالة،"، أما العبارة الأهم لثوار الشعب السوري الذين احتجوا على النظام العبارة الرائعة: واحد... واحد... واحد الشعب السوري واحد، هذه العبارة التي تعكس تحدي للقوة واحد، واحد، والواحد لا ينقسم على اثنين بلا باقي.. وفي تطبيق الرياضيات على البشر لا يمكن أن ينقسم البشري إلى اثنين وإلاّ نصبح في صدد فلسفة أنصاف الرجال الفلسفة الغير مقبولة عندنا في سوريا... وهنا أستعير عبارة دوستويفسكي المؤثرة في كتابه نمور الغضب: الشعب جسد الله، إلا أنه قال أبعد من ذلك: أنا أرفع الشعب إلى الله، وهل كان الشعب يوماً غير ذلك،..
ولما كانت المجتمعات الحديثة وضعت كل ما هو سلطان أو مصدر للسلطة في يدي الشعب، بحيث لا يكون لأي إنسان إمكان أن يتكلم باسم ما هو أعلى من الإنسان، أما الحكام في البلاد العرية فهم يمارسون سلطتهم بفحش، لذا التخلص منهم يحتاج لسلطة مطلقة مقابل السلطة المطلقة، التي يحكمون بها وكأننا في عهد الخلافات، السلطة المطلقة باسم الدين الخليفة/ الحاكم هو خليفة الله على الأرض وبهذا القياس يكون من يخلف الحاكم أولاده خير خلف له/ حسب منطقه لخير سلف.. وكما نلحظ في أكثر من بلد عربي أن أي اعتراض أو معارضة أو نقد أو حتى احتجاج له جواب واحد هو القمع، لأن هذا السلوك خرق للكمال الذي يراه الحاكم والذي لا يريد أن يشوبه نقص، وحيث أن المجتمعات العربية مازالت محكومة بالبنية القبلية والأبوية الدينية بحدود معينة أو تكاد تبتعد عن هذه المحكومية بفعل الانتماء للوطن ونمو حس المواطنة.
التملك من النزعات القوية في النفس، وهذه النزعة تغدو، رغبة في التملك، حيث نجد من خلال النظرة التطورية للمجتمعات والأفراد، نجد أن صراع الإنسان مع وجوده الثقافي يتمثل في الحّد من سلوك التملك في العلاقات الإنسانية بين الأب والابن والزوجة وبين الحاكم والشعب، وللتمتع بنزعة المتعة في السلطة في سبيل هذه المتعة يتم استعمال القوة الجسدية والقوة البوليسية وقوة اسم الإله، بحيث لا تترك مجالاً للأبناء حتى يجدوا مكاناً آمناً يحفظ لهم الاعتراض والنقد، ويتيح فرص متعادلة، فلما لم تتح هذه المتطلبات اليوم التي وجدنا الشباب العربي يطلبها من قاداتهم مثال آبائهم فهم عندما يذهبون إلى الحلول القصوى لإعادة عملية التواصل مع السلطة بطلب الحقوق والاستعداد للقيام بالواجبات، فعندما لا تستجاب مطالبهم يكون الدفاع الأخير لهم الدفع بأنفسهم إلى الموت، العلامة والمحلل النفسي الكبير مصطفى صفوان يقول: "السلطة المحتكرة لا تحب الحق إلاّ باعتباره من اختصاصها"..
ولكن الإنسان وبكونه كائن ثقافي، ومنتج للثقافة ونتاج لها في الوقت عينه، فإن ثقافته تتجلى في عدة مظاهر من أهمها اللغة والمؤسسات، حيث نجد مؤسسة السلطة من أهم أدواتها التوظيف الإعلامي، بتيسير الحكم بلغة وقراءة تنسجم مع قوة الحاكم ومواثيقه، ومن المفيد هنا العودة لمفهوم المؤسسة بأنها نظام اجتماعي، يخضع لميثاق وقوانين منظمة، الهدف منها تلبية حاجات إنسانية انطلاقاً من وسائل وأجهزة مادية مختلفة، فالمؤسسات مظهر من مظاهر الثقافة لدى أي مجتمع، لكي تحقق له حاجاته بشكل منظم وهادف، بحيث أن المؤسسات يبتكرها الإنسان لتقوم على تلبية حاجاته البيولوجية وتطلعاته والإنسانية والثقافية.. وهنا يلزم التوضيح بين مفهومي الحاجة والميثاق، فالحاجة ضرورة بيولوجية تتوقف عليها حياة الإنسان والحيوان، أما الميثاق فهو مجموعة من القوانين والقواعد التي تتحكم في سلوك الأفراد داخل مؤسسة من المؤسسات.
ولنأخذ مثالاً على ذلك "أولى المؤسسات الاجتماعية/ الأسرة" التي تتم آلية تكوينها من خلال ميثاق يجمع بين الرجل والمرأة تحفظ حقوقهم وواجباتهم ويقوم هذا الميثاق على مجموعة من القوانين الأخلاقية والقواعد الاجتماعية الهدف الأساسي منها تربية الأطفال وتنشئتهم على مجموعة من المبادئ والعادات والتقاليد التربوية، والعلاقة الجامعة بين الميثاق والحاجة، هي أن الميثاق يضع المعايير والقوانين والمبادئ التي تنظم سلوك الأفراد، وتؤكد حاجياتهم، ومما لا شك فيه أن الحاجة إلى الوعي والإدراك والمعرفة تأتي قبل الحاجة إلى الإصلاحات السياسية المختلفة. ولكن الازدواجية الفكرية للإنسان العربي كما نعيشها تقع ما بين الفكر المعاصر والتعلق بسحر الماضي، لذلك المرونة الذهنية للتعامل مع التحولات المتسارعة، وتحويل المعرفة إلى ممارسة، لا بد من إعادة تنظيم المجتمع انطلاقاً من المؤسسات المدنية، فما نعيشه ونمارسه مازال خاضعاً لقوى المؤسسات التقليدية وأحياناً الخضوع يكون للعصبية الدينية أو العشائرية، وهي تأتي قبل الوطن أحياناً بل تكاد تسخره لتعزيز نفوذها ومدّ سلطانها، وهنا تكمن الخطورة الكبرى التي تهدد الهوية الثقافية والكيان الوطني (مصطفى حجازي، حصار الثقافة، ص183)
وبذلك فإن الانفتاح من موقع القوة يمثل فرصة الإثراء والارتقاء، وذلك لأن الانفتاح أو الانقياد إليه قد يتحول إلى مغامرة تحمل خطر الضياع.. وبذلك الهوية التي نحن بحاجة إليها لمواجهة التحديات الكبيرة وللتصدي ضد هيمنة النظام العالمي الجديد في صيغته الجديدة، لا بد أن تتعالى عن الثقافوية الضيقة التي قد تؤدي إما إلى التجميد والنرجسية أو إلى التعصب والعنصرية، ولا بد بتقديري أن يأخذ تصور هذا الانفتاح صيغة الانفتاح كي لا تؤدي في واقع الأمر إلى استبعاد الآخر، حيث أن سلطة المعرفة كما تعلمون أصبحت تشكل اليوم قوة قادرة على تغيير البنية الاجتماعية الجامدة أو القائمة على القمع والتسلط والقهر والهيمنة، فإمكانية تبادل المعلومات أصبحت غير محدودة على جميع الأصعدة العملية والتربوية والاجتماعية.
كما أن الأحداث الأخيرة التي عمت عالمنا العربي من ارتفاع النداءات بالمطالبة بتحسين الظروف التي تليق بالإنسان العربي في العصر الحديث، حيث وجدنا أن الوعي الاجتماعي والسياسي قد تطور كثيراً نحو الأمام، وانطلقت عقدة اللسان في كل الاتجاهات بغضب حينا وتعقل أحيانا، واستعطاف أحيان أخرى، وتمرد وتخريب بمستوى معين، الواضح اليوم لكل من يسمع ويرى ويتابع مسيرة الأحداث، وتدرج النداءات المنددة.
أن الشارع العربي قد تعلم بالمحاكاة لما رأى وسمع لأصوات أخرى لبلد عربي بعيد أو قريب، وكذلك الحكام العرب ينطبق عليهم نفس السياق في ردود الأفعال، فأغلب الشعب العربي اليوم يعرف ويعي لحقوقه ومن الخطأ اتهام احتجاجات الناس بالجهالة والخيانة، فلا يحق لأحد أن يسخف أي نداء أو صيحة مهما كانت والتعامل معها برد منفعل لأن الرد الانفعالي دائماً خاطئ، ولذا القمع يولد كبتاً وهذا الكبت كالقنبلة الموقوتة محكومة بظروف معينة لتخرج عن السيطرة وعندما يتاح لهذا المكبوت التعبير عن نفسه يظهر إلى حيز الوعي والإدراك، لأنه لا يجوز لشعب أن يذعن لشخص واحد ويأسر حديثه، ويفرض القمع عليه، بدافع التمتع بالسلطة، بل وشهوة السلطة.
العصيان المدني مازال جديد على ثقافتنا العربية، ولا سيما أنه ومنذ بداية العصر الأموي وحتى نهاية الحكم العثماني في أوائل الحرب العالمية الأولى، لم يكن هناك تصور للحكم سوى صورة الحاكم الواحد الخليفة سواء كان ملكاً أم أميراً أم سلطاناً، كما كان الانصياع لهذا الحاكم مرهون بالخوف من عقابه في الدنيا ومن عقاب الله في الآخرة على اعتبار الحاكم كان دائماً سلطة الله على الأرض، فإن حصل وحكم باستبداد فذلك الأمر يتقبله الناس في بلادنا وكأنه قدر من الله أو بفهم آخر يعكس دلالة معكوسة لغضب الله على الشعب المذنب، وهاتين الحالتين الحاكم معصوم عن المساءلة، وكل ما يتقدم به لشعبه هو منحة ومكرمة، وبالتالي جودة أي حاكم مرهونة لضميره أمام الله حيث لا يمكن قراءة إراداته إلاّ بالإيحاء وتطويع رجالات الدين والدولة لإضفاء الصفة الروحية على حكمه، حيث وكما يقول المفكر الفرنسي "لابويسيه" في كتابه الشهير "العبودية المختارة،" ترجمة العلامة مصطفى صفوان يقول لابويسيه: الشعوب مدفوعة باتجاه الحاكم الواحد الطاغية كالفراشة باتجاه النور، رغم أنه سيحرقها لا تنفك تسير باتجاهه وتندفع نحوه، ليس بدافع الخوف بل بدافع العبودية المختارة المتلقاة عبر التراكم الاجتماعي، والتقاليد السياسية الحاكمة المكرسة، هذا الأمر كان مسلما به قبل الانفتاح الكبير والمعرفة بأشكال أنظمة أخرى للحياة والحكم، فأغلب الشعب يعرفون الآن أن الحرية في التعبير لا تعني فعل عنف، وأن العدالة الاجتماعية تقتضي مساءلة الجميع أمام القانون، كما تقتضي مساواة الأشخاص من حيث علاقتهم بالآخر.
حيث وحسب "جاك لاكان" كلما تقلص الإيمان بالآخر يذهب الإنسان إلى قتل نفسه وقتل الآخر، وبذلك يكون من أكبر الإهانات أن يعمد فرد أو مجموعة إلى تقمص مكان الآخر، بحيث يصبح غير الخارجين عنه في مكب النفايات لا وجود لهم، أو لا معنى لوجودهم ولا اعتراف بذلك، هذا التقمص للآخر يكون منه القوة المادية المستعملة من أجل حماية المصالح الخاصة باسم الآخر وباسم الإله وباسم الدولة، واستعمال هذا الكلام لفرض الإرادة الخاصة، وحيث أن الإيمان هو الإيمان بالآخر، لأن الإيمان بالآخر هو فعل العقل والإيمان بالآخر السميع الناطق.
الآخر هو مبدأ الإيمان في العقل والسماء والمنطق، والإيمان بالآخرة والقيامة، من مقومات الديانات السماوية، أي لقاء الآخر الرائي وغير المرئي هو مبدأ مطلق أما الغير فهو مفهوم متبدل في الحياة اليومية، فكل واحد هو، غير، بالنسبة للآخر، الغير هو من يمكن أن لا يحترم مبدأ الآخر الموجود في العقل، حيث أن المبدأ الإنساني المتأسس في العقل والموجود في كل ذات إنسانية، والإيمان المفكر فيه هو الإيمان الذي لا ينسى أن الآخر غير القناع الذي ألبسه إياه، بينما الدوغمائيون والمتعصبون يمزجان ما بين القناع والآخر.
في ظل حالات الحيرة والارتباك التي يعيشها أغلب الأشخاص في بلادنا هذه المرحلة، والضمان للحد من القلق الشعبي العام، هو القانون، القانون الذي وضعته المجموعة البشرية لتنسيق الأمور بينهم كبشر، وكطرف ثالث لحل النزاع، وليس لا أحد أن يجسد مكان الآخر، بل يبحث عن تعزيز مكانه، ولكن الأمر المهم في تحرك الجموع الشعبية، المهم أن تجمعهم إرادة مشتركة في بلد ما أو مؤسسة ما، فمن خلال هذه الإرادة يتضح الفهم المشترك للحدث المعاش، هذا هو العمل السياسي، لأن السياسة هي الرابطة التي تجمع بين الناس، ويكون فيها مكان الآخر هو المكان الفارغ، بحيث لا يمكن لأحد أن يستحوذ عليه ويحل فيه كذات فردية تتنوع الوظائف وتتعدد حول المكان الفارغ بتداول مستمر في حراسة الفراغ_ الديمقراطية_، وكما يتضح لنا أن العدمية تتمثل في العمليات الاستشهادية والانتحارية.
رغم أن الفارق بين المعنيين واضح في الفهم الشعبي والعام، المرجع في هذه العلاقة لتكون سليمة هو عيش الكرامة، لأن النظام التسلطي من أهم أساليبه الإهانة، وإهانته تكون من خلال سلبه الثقة في الآخر كعاقل سميع ناطق مبصر ومن ثم مفكر، إلا أن وعلى رأي دوستوفسكي، الكاتب الروائي الروسي الشهير والنفساني بامتياز: ألا للحوض أن يمتلئ وللنبع أن يفور، وحسب "صفوان" اللغة تجعل هناك تفكير في الأشياء، وأشياء في التفكير، ولكن بالتأكيد التفكير الحر بعيد عن المعتقدات بل ومتصادم معها.
واليوم وحسب "مصطفى صفوان" أيضاً، نحن / العرب/ بحاجة أن نخلق الفرد من حيث أن له حقوق سياسية وعليه واجبات دون انفصال.. وبذلك يكون القول والفعل منسجمان ويصبح السعي للعمل والكسب علامة رضا عند المواطنين مما يدفعهم للإيمان بالنجاح، والفرح به عند الآخرين لأنه يصبح قيمة وليس محط حسد، وكل ذلك يحميه الدستور وقوة القانون، ولذا في بلادنا حيث البطالة والعطالة حتى لو وجد العمل الذي يكسب منه المواطن رزقه، لذا كما نعلم العمل الإبداعي في بلداننا معطل بل مشلول، حيث لا حرية للفكر ولا للتعبير ولذا كان هذا النداء، إطلاق حرية التعبير وإطلاق حرية الصحافة، حرية الأحزاب، لا للحزب الواحد، هذه النداءات تصدرت مطالب المتظاهرين الثوار في بلادنا العربية، الحرية / الديمقراطية/ تعديل الدستور، وبذلك عود على مبدأ ليصبح الكلام/ النداء/ تعبير جلي عن الصراع الداخلي والخارجي للحاكم والمحكوم.......
وأخيراً أختم بأجمل العبارات التي يرتاح لها القلب والأذن ويقدرها العقل والتي كانت أهم العبارات التي رددها شباب ميدان التحرير في القاهرة: بلادي.. بلادي.. بلادي لك حبي وفؤادي.. حيث الوطن رحم ورحمة وفيه الأمان وبذلك بحماس المواطنة يهدأ الصراع...
واقرأ أيضاً:
النرجسية المميتة أحد أهم سمات الديكتاتور/ مفهوم الهوية من منظور النظرية النفسية التحليلية / نحو ثقافة نفسية تربوية جديدة