ماذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟....15
إهـــــداء إلـــــــى:
ـ كل من ساهم في حركة الشعوب، في البلاد العربية، ضد الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ـ الشعوب، في البلاد العربية، التواقة إلى الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
ـ إلى الشعبين العظيمين: في تونس، وفي مصر، الحريصين على الذهاب بثورتهما إلى أن تتحقق كل طموحاتهما.
ـ من أجل أن تستمر الثورة في البلاد العربية، حتى يتم القضاء على معاقل الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ـ من أجل الرفع من وتيرة تعبئة الشعوب، حتى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
الثورة التونسية:.....2
أما على مستوى باقي الشعوب في البلاد العربية، فإن نتائج ثورة الشعب، في تونس، تظهر واضحة في:
1) صيرورة الثورة التونسية مثالا للاقتداء، في كل بلد من البلاد العربية، وفي غيرها من البلدان.
2) تحرك الشعوب في كل البلاد العربية، رغبة في تحقيق الثورة على الأوضاع القائمة في البلاد العربية، ابتداء بإسقاط النظام، في كل بلد من البلاد العربية، وانتهاء بالشروع في إقامة دولة الشعب، باعتبارها دولة المؤسسات، ودولة الحق، والقانون، التي تضمن تمكن كل شعب من التمتع بكافة حقوقه، وحماية تلك الحقوق.
3) انشغال أفراد كل شعب، من البلاد العربية، بما يجري على مستوى البلاد العربية، بما في ذلك الأطفال. وهو ما يعني عودة الوعي إلى الإنسان العربي، باعتباره إنسانا، وعودة السياسة إلى الواقع، بعد أن انسحبت منه، ولمدة طويلة. وهذه العودة للوعي، وللسياسة، لا بد أن تنتج طرح المطالب الحقوقية، والسياسية، المستعجلة، التي غالبا ما تنتهي بإسقاط النظام.
4) قيام الشعوب بالتظاهر في البلاد العربية، مع الاختلاف في الخصوصيات، من بلد عربي، إلى بلد عربي آخر، نظرا لاختلاف طبيعة الأنظمة الحاكمة، والمستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، واختلاف درجة الوعي، ودرجة القدرة على التحرر من أسرار الخوف، ومن أسرار الغيب في نفس الوقت.
5) اختلاف درجة القمع، التي تتعرض لها الشعوب في البلاد العربية، مما يجعل هذه الشعوب مقبلة على التحرك، أو مترددة.
6) طرح نفس المطالب، في تدرجها، كما طرحتها ثورة الشعب في تونس، وتصدي الشباب للمبادرة بطرح تلك المطالب.
7) الإصرار على الصمود، في التظاهر في الشارع العام، كيفما كانت درجة القمع، حتى تحقيق أهداف الثورة، التي قد تتفق جزئيا، أو كليا، مع أهداف الثورة التونسية.
8) اصطدام الشعوب بدور الطبيعة، في عرقلة تطور حركة الشعب، في كل بلد من البلاد العربية.
وعلى المستوى العالمي، نجد أن ثورة الشعب التونسي، أعطت نتائج مهمة، وأساسية، تتمثل في:
1) أن حقوق الإنسان الكونية، والشمولية، يجب أن تحترم على جميع الصعد: العالمية، والإقليمية، والقومية، وعلى صعيد البلد الواحد.
2) أن القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، يجب أن تحترم، وأن تصير مرجعية للتشريع على جميع المستويات، وفي كل البلدان.
3) أن احترام حرية التعبير، في مظاهرها المختلفة، يجب أن تسود في كل بلاد العالم، وأن المس بها، يعتبر انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان، يجب التعامل معه على هذا الأساس.
4) أن ممارسة الحكام تجاه الشعوب، مليئة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ويجب أن تخضع للمحاسبة من قبل الهيئات الدولية المختلفة.
5) أن المحكمة الجنائية الدولية، يجب أن تتحرك تجاه الحكام، الذين يركبون الخروقات الجسيمة ضد شعوبهم.
6) أن التعامل مع الحكام، يجب أن يتم على أساس احترامهم لحقوق شعوبهم: في الحرية، والديمقراطية، والمساواة.
7) أن تفعيل القانون الجنائي الدولي، يجب أن يتم، لمساءلة ومحاسبة الحكام القائمين بالانتهاكات الجسيمة، في حق الشعوب التي تسلطوا على حكمها.
8) أن العالم صار يعترف بوجود ثروات هائلة، منهوبة من ثروات الشعوب في البلاد العربية، في حسابات خاصة، وسرية، في مختلف الابناك الأوربية، والأمريكية، في الوقت الذي يقوم الحكام بإغراق شعوب البلاد العربية، بالمزيد من الديون المقترضة من أوروبا، وأمريكا.
وهذه النتائج المحققة على المستوى العالمي، وغيرها، مما لم نذكر، وتلك المتحققة على مستوى البلاد العربية، والمتحققة على مستوى الشعب التونسي، لا يمكن إلا أن تدخل العالم في تاريخ جديد. وهذا التاريخ، هو تاريخ انبلاج الثورات الشعبية السلمية، التي تعتمد الخروج إلى الشارع، والاعتصام فيه، وسيلة ثورية، نوعية، تسعى إلى الضغط، من أجل تحقيق طموحات الجماهير الشعبية الكادحة، المتظاهرة، والمعتصمة في الشارع.
ولذلك، فثورة الشعب في تونس، لم تكن ثورة الشعب التونسي وحده، بقدر ما صارت الثورة النموذج لشعوب البلاد العربية، التي تحركت جميعها، في أفق ذلك، والثورة النموذج، لجميع شعوب العالم، التي تضغط أنظمتها في اتجاه أن لا تنتج نظاما نوعيا جديدا، يعبر عن إرادة الشعب، ويستجيب لمطالبه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لأن النظام الجديد، في حالة تحققه، سيشكل بؤرة للتحرر في البلاد العربية، وفي جميع أنحاء العالم: تحرر الشعب، وتحرر الفرد، وتحرر الاقتصاد، وتحرر الاجتماع، وتحرر الثقافة، وتحرر السياسة.
فتحرر الشعب، معناه أنه صار مالكا لسيادته بنفسه، ومقررا لمصيره على جميع المستويات، وفي مختلف المجالات، مما يقطع الطريق، وإلى الأبد، أمام إمكانية قيام تبيعته، من جديد، إلى مراكز الهيمنة الرأسمالية. وحتى لا يتحقق هذا التحرر، بمعناه الحقيقي، نجد أن مراكز الضغط الداخلية، تتحرك، من أجل أن لا يستكمل الشعب التونسي مهمة التحرر، في عمقها، على مستوى الدستور، وعلى مستوى الفصل بين السلط، وعلى مستوى بناء اقتصاد وطني متحرر، وعلى مستوى القطع النهائي، والأبدي، مع رموز النظام السابق.
وتحرر الفرد، معناه: صيرورته متمتعا بحقوقه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وبالحق بالمساهمة في تقرير مصير الشعب.
وتحرر الاقتصاد، لا يعني إلا صيرورته اقتصادا وطنيا، متحررا من الارتباط بالمؤسسات المالية الدولية، وبالشركات العابرة للقارات، وبالنظام الرأسمالي العالمي، سعيا إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي الوطني، بقطع النظر عن كونه اقتصادا إقطاعيا، أو اقتصادا رأسماليا، أو إقطاعيا / رأسماليا، أو برجوازيا، أو اشتراكيا؛ لأن المهم أن يصير متحررا.
وتحرر الاجتماع، معناه صيرورة التعليم تعليما وطنيا شعبيا متحررا، على مستوى السياسة التعليمية، وعلى مستوى البرامج، وعلى مستوى الأطر، وعلى مستوى الآمال، والطموحات الشعبية، من منطلق صيرورته، كذلك، تعليما ديمقراطيا شعبيا، مرتبطا بالواقع التنموي على المستوى الوطني. وصيرورة الصحة في متناول الجميع، وبالمجان، بقطع النظر عن الانتماء الطبقي، أو العرقي، أو اللغوي، أو الديني. فالمريض، أنى كان، يجب أن يعالج، وصيرورة السكن اللائق في متناول الجميع، وصيرورة مناصب الشغل مفتوحة أمام جميع العاطلين، والمعطلين...الخ.
وتحرر الثقافة، لا يعني إلا الإمساك النهائي عن قمع الثقافات المتواجدة في المجتمع، ومدها بالدعم اللازم، من أجل حمايتها، وتمكينها من التفاعل، الضروري، مع الواقع المتطور، حتى تمتلك القدرة على التطور، وعلى التفاعل مع الثقافات الأخرى.
أما تحرر السياسة، فلا يعني إلا تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، حتى يتمكن الشعب من تقرير مصيره السياسي، الذي يعتبر أساسا لتقرير المصير، مع باقي المجالات الأخرى، حتى يتمكن الشعب من خلال برلمانه، وحكومته، ودولته، من اتخاذ موقف متحرر. وهكذا... الخ.
ويتبع>>>>>>>>> : ماذا تعني الثورتان: التونسية، والمصرية، بالنسبة للشعوب؟.....17