"لا تصدق أي مصري يسألك عن مخرج مما نحن فيه!! المصريون متألمون بشدة، ولو أظهر بعضهم غير ذلك، وهم محتاجون للتفهم والطبطبة والتطبيب، قبل البحث عن حلول، أو مناقشة أخطاء تورطوا فيها جميعا، كل حسب موقعه ورؤيته!!"
"مشكلة إضافية، المصريون يعتبرون الألم محنة ونقمة وعبئا يلزم الخلاص منه!! وللأسف.... من يعتبر الألم هكذا، يدوم ألمه أكثر!!"
26/12/2013
المشروع الثوري... الثورة والمجتمع والدولة
في أي قنص يكون هدف القتلة دائما أن يشلوا تفكير الضحية/الفريسة!!
مشروع السلطة الحالية لا يختلف عن مشروع الإخوان في نقطة جوهرية ومحددة لا يذكرها أحد، مع الفارق الكبير بينهما في تفاصيل أخرى مهمة!!
النقطة الخطيرة المشتركة هي قيام المشروع على فكرة محورية هي الانتقال من حالة الثورة إلى -أو استكمالها في تقدير الإخوان عبر- المجتمع المنظم بالدولة، وهي فكرة تحتاج إلى نقاش معمق وجذري، لم يتصد له أحد، ربما لأن أغلب من يعملون بالسياسة يشتركون في نفس التفكير!!
مشروع الإخوان مثل ما يبشر به السيد مصطفى حجازي -بالضبط- فهو مشروع "هندسة اجتماعية"، وهو مصطلح مؤدب يطلق على المجتمع الذي تهندس حركته الدولة المحايدة (في وهم العلمانيين)، و(الإسلامية في وهم الإسلاميين)، الوهم جوهره واحد: دولة تنظم فوضى الناس، وتستثمر طاقاتهم، وتحدد لهم الأولويات!!
أنا أزعم أننا بسبب هذا الوهم، وحتى نتخلص منه، ندفع ثمنا باهظا، والاختيار لنا في البقاء عليه أو تغييره!!
أخطر ما في هذا المشروع أنه يتحول إلى كارثة كاملة الأركان حين يجري في ظل علاقة اعتمادية كاملة من أناس ربوا على هذه العبودية والاعتمادية، ودولة/سلطة تربت على قهرهم، واستعبادهم!!
ويصبح الصراع على أشخاص السلطة: سادة الناس، ومهندسي التغيير هو صراع على من يقود بنا، الجرار إلى الهاوية في كل الأحوال!!!
في غياب مجتمع ينظم الدولة تتحول الفكرة الإسلامية إلى فاشية وديكتاتورية -أتوماتيكيا- والتاريخ الإسلامي شاهد فصيح لمن يريد أن يسمع ويعقل، وتتحول وعود العلمانية إلى سراب وأحلامها إلى كوابيس دموية مثل التي نعيشها حاليا، وأسوأ!!!
المجتمع المنظم للدولة يبدأ بوعي الفرد بذاته، وبمن وبما حوله، وبما يمتلكه ونمتلكه من طاقات، وحين تتوافر كتلة عقول مستعدة لهذا التفكير والتصور والخيال، والعمل بمقتضاه، سيتغير المشهد كلية وحتى تتوافر لا بأس بمشهد البراغيث الذي تلدغ الكلاب السعرانة!!
والمجد للشهداء
30/12/2013
ويتبع >>>>>>>>: المشروع الثوري ثورة داخل الثورة
واقرأ أيضاً:
حالة تسمم في الشارع نتحرك ولكن ببطء/ مسار الثورة لحظة محمد محمود 19/11/2013/ مسار الثورة 7 ديسمبر.... فرصة نادرة !/ فيما يرى الحالم المختبر...