الفصل التاسع عشر
المكان: قاعة الدرس في أحد معاهد البنات.
الزمان: صباح يوم دراسي.
الأشخاص: المعلمة وطالبات أحد الفصول.
الموقف: بود ومرح ألقت المعلمة بعض أسئلة السيرة على الطالبات،
في بداية حوار أرادت أن تجعله تمهيداً لأحد الدروس، ولم تشك لحظة في قدرة الطالبات على الإجابة، فهي أسئلة بديهية وأساسية عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وصحابته وآل بيته.
النتيجة:
الإجابات غير الصحيحة ومنها:
- اسم الرسول محمد بن عبد المطلب .
- أمهات المؤمنين عددهم (6)
- أمهات المؤمنين هن "بنات النبي" .
- أنجب الرسول (3) أبناء.
- أنجب النبي (4) بنات فقط.
- توفى الرسول وعمره (50) عاماً.
- أدى الرسول الحج (3) مرات.
- اسم أم النبي آمنة بنت خويلد .
- بعث رسولاً في سن الـ 25.
- كان صاحبه في الغار "علي بن أبي طالب"
وعندما سألنا هؤلاء الأبناء عن أغاني ومطربي الفيديو كليب، كانت الإجابات متوفرة وسريعة لا تردد فيها وذلك على مستوى عينة مؤلفة من "19" من الأبناء ما بين سن العاشرة إلى الستة عشر عاماً، ولم يجهل الإجابة عن مطربي ومطربات الفيديو كليب سوى اثنين فقط!!!.
بين الدين والغرب
والسؤال الذي يفرض نفسه بعد ظهور ذلك الجهل البين بسيرة النبي وفي المقابل إتقان سيرة مطربي الفيديو كليب وأغانيهم هو كيف لنا أن نقتدي بمن لم نعرفه؟!!! ومن المسئول عما صار إليه أبناؤنا؟!!!.
تطور مفهوم البطل في وسائل الإعلام:
كتب الدكتور نجيب الكيلاني قائلاً:
البطل في العمل الأدبي -قصة أو مسرحية أو ملحمة- هو تجسيد لمعانٍ معينة، أو رمز لدور ما من أدوار الحياة وخاصة الهامة منها، وقد يكون هذا البطل نموذجاً يحتذى، أو مثالاً سيئاً يولد النفور والاشمئزاز، وهو في كلا الحالين ذو تأثير إيجابي قبولاً أو رفضاً، وكلما كانت الشخصية -البطل- قريبة من الواقع، حافلة بعناصر الإقناع، مكتملة الملامح والسمات، أصبحت أكثر جاذبية وأعمق تأثيراً.
ولشخصية البطل مواصفات بدنية ونفسية وعقلية، كما أنه يرتبط بسلوكيات في الأفعال والأقوال والقيم، تجعله أكثر تحديداً وظهوراً، ولا ينفي ذلك التصور أن تخضع هذه الشخصية لمؤثرات وعوامل ومواقف تغير من تصرفاتها، وعواطفها وأفكارها وأحلامها، وتطورها من حال إلى حال، وقد تصاب هذه الشخصية ـ لأسباب فنية أو موضوعية ـ بالتجمد أو التحجر.
وترتبط شخصية البطل -وخاصة في المسرحية- بمظاهر خارجية لها دلالاتها كالملبس والحركة والصوت ورد الفعل وغير ذلك من الأمور الواضحة التي تبدو للعيان، وهذه كلها -في كثير من المواقف- جزء لا يتجزأ من تلك الشخصية.
وتختلف سمات الأبطال في الآداب العالمية قديماً وحديثاً من عصر إلى عصر، ومن مكان إلى آخر، لأن الظروف التاريخية والجغرافية أو البيئة، تساهم في بلورة الشخصية وتعطيها أبعاداً داخلية وخارجية متميزة، كما تتغير المهمة المنوطة بالبطل وفق الكثير من التصورات العقائدية والنظرة إلى طبيعة الحياة وما يجري فيها من أحداث، وما يناط بالمرء فيها من عمل، وطرائق كسب العيش، والانهماك في قضايا عديدة تتعلق بالحرب أو السياسية أو الاقتصاد أو العمل اليومي وغير ذلك.
وكانت الترجيديات الإغريقية تختار بطلها من الملوك أو الأمراء أو القادة الكبار، بينما الواقعيات الحديثة بالإنسان العادي البطل، الذي يصارع من أجل حياة أفضل، وكان المثال -البطل- الإغريقي يصارع قوى الشر وآلهة الأوليمب، وفق قناعات وثنية مادية، بينما المثال في الواقعية الاشتراكية مثلاً يتحدى التمايز الطبقي، والاستغلال الرأسمالي، في جو من الأحقاد والحزازات وسوء الظن، طبقاً لفلسفة معينة تستند إلى ما يسمى بحتمية الصراع الطبقي، وانتصار طبقة بعينها هي طبقة البروليتاريا (الطبقة العمالية).
ويتميز البطل (الوجودي) بحساسية مفرطة، ووعي عقلي فلسفي يبدو جليا في تصرفاته وأحكامه وسلوكه، كما يبدو في رفضه الكامل لكل المسلمات القديمة -صحيحها وباطلها- وينفر من القيم الدينية وأخلاقية، ويظن أن هذه أنما جاءت لتكبل إرادة الإنسان، وتهدم حريته التي تعتبر أهم قيمة في وجوده، ولذلك جاء البطل متمرداً رافضاً ساخطاً على كل شيء في الحياة القائمة.
يتبع >>>>>>>>>>> البطل العبثي