شاء الله تعالى أن أتجه إلى لبنان بعد حربها الأخيرة، فسافرت عن طريق سوريا بسبب الحظر الجوي على لبنان من جهة وتدمير جزء من مطار الحريري من جهة أخرى، وصلنا إلى دمشق في رحلة أطول من التي كنت أقضيها للوصول إلى بيروت.... استقلينا تاكسي من المطار ثم سيارة أخرى وتوكلنا على الله... اقرأ المزيد
المشهد الأول: ليل خارج النافذة... تخبط عجلات الطائرة أرض مطار بيروت فتضطرب مشاعري ولا أفهم لما هذا التأثر.. ثم نقف للهبوط من الطائرة فأرى فتاة مهووشة الشعر على موضة المراهقات في الرابعة من عمرها وهي تهتف لبنان يا ماما لبنان فأود تقبيلها لكني أحجم وندخل المطار فأجد سجائري بالسوق الحرة في أحدث إصداراتها اقرأ المزيد
لبنان لن ينادي أحدا، ولن يطلب من أحد، وأنا قلت من أول يوم للحرب أن العرب يحتاجون لبنان بأكثر مما يحتاجهم هو بكثير، والأحاديث المسمومة عن لبنان للبنانيين، هي مثل الخرف القديم المتجدد عن مصر للمصريين، الذي رأيناه واقعا أن يقال هذا الكلام بينما لا تلعب في أحشائنا أجهزة الأمن والمخابرات المحلية والمعادية، ونصبح غنيمة للرائح والغادي، ثم حين يحاول أحد من الناس التواصل لدعم بالكلمة أو المشورة أو الجهد، خارج قطره، يقال له: مصر لأهلها، أو لبنان.. شأن داخلي، خاص بأهله اقرأ المزيد
قبل الرحيل؛ رحلة إلى الجنوب توالت بعد ذلك الأيام.. ذهبت للتدريب على المساندة النفسية أمام حضور متنوع من المخيمات الفلسطينية تارة، ومن مناطق لبنانية تارة أخرى، ولفت أنظارنا هذا الثبات والاعتزاز الذي يبدو ظاهرا في سلوك الجميع اقرأ المزيد
العودة إلى بيروت في نفس الليلة كان السيد "حسن نصر الله" يدلي بحواره التليفزيوني إلى قناة الجديد "New T.V. "، ولم يكن صعبا أن ترى وتسمع كل لبنان تتابع هذا الحوار، عبر المذياع في السيارات، وعبر كل شاشة في دكان أو منزل، أشكال وألوان وأزياء من البشر، كل الفسيفساء اللبناني كان يصغي للرجل، وهو يجيب بهدوء -رغم انفعاله- على محاورته الهادئة الملحة، اقرأ المزيد
زميلتي التي تعشينا أنا وهي وآخرون وجدتها تطرق الباب في الصباح الباكر لتخبرني بأن الموعد قد حان للسفر إلى حيث تدريب اليوم الأول لي، فتحت عيوني بصعوبة شديدة، والباب بصعوبة أكبر، وقلت لها: أكاد لا أراك... حلال عليك تدريب اليوم بالكامل، أما أنا فعائد إلى النوم ثانية لبعض الوقت!! اقرأ المزيد
كانت التقارير المصورة على الفضائيات العربية كلها تنعي عميد الرواية "نجيب محفوظ"، ولم أكن أتصور وقتها أنني سأجد نفسي بعد أيام أدخل إلي عالمه عبر"ثرثرة فوق النيل"، وكنت حين سمعت بخبر الوفاة قلت لنفسي: الآن أقرأ محفوظ، فمازلت أؤمن بما تعلمته منذ الصغر حول الإقتداء بمن مات لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة!! اقرأ المزيد
كان مفاجئا بكل المقاييس ما جاء على لسان الألماني "جوزيف راتسينجر" المنتخب لمنصب بابا الفاتيكان أو الكنيسة الكاثوليكية الرئيسية (بنيدكت السادس عشر)، فصحيح أننا عرفنا عنه من قبل كثيرا من التحامل ضد الإسلام والمسلمين خاصة عندما اعترض بشدة على انضمام تركيا لأوروبا الموحدة ووصف ذلك بأنه "خطأ فادح" و"قرار مخالف للتاريخ"، وغير ذلك من المواقف التي لا يمكن فهمها في غير إطار العداء للإسلام، إلا أن ما حدث هذه المرة بتوقيته وملابساته مختلف! فهو يذكرنا بتصريحات تسمعها أو تسمع عزفا على أوتارها من أحد الزعماء العرب صبيحة ما سمعتها بالأمس على لسان الرئيس الأمريكي بوش!، اقرأ المزيد
لازم نعترف إن المجتمع الشرقي له مفاهيم ومعتقدات اجتماعية وفكرية راسخة في وعيه وعقله من مئات السنين ومهما حاول يغيرها أو يهرب منها تطلع بدون ما يدرى وبدون ما يقصد، دايما يقولك الستات كلهم أو كلهن عجينة واحدة، أو كل الستات قطعية واحدة مفيش فرق بين حاملة الدكتوراة وحاملة الحلة، يقولك فلان أسود عبد، أو تلاقى تفرقة عادية ويومية بين الولد والبنت اقرأ المزيد
تألمت كثيراً قبل وأثناء كتابة هذا المقال، وكان الحل للتخلص من بعض الألم وإبراء الذمة أمام الله وأمام عذاب الضمير الذي انتابني لقلة الحيلة والإحساس بالعجز. فقد قرأت من أيام وربما أسابيع عن إحالة أحد ضباط الشرطة للاحتياط والتحقيق بعد حادثة تعذيب لأحد المواطنين عند الزعفرانة السياحية، وعند هذا الحد لم يذهب ذهني لما هو أبعد من التعذيب التقليدي لرجال الشرطة للمواطنين الأبرياء سواء في أقسام الشرطة أم السجون والمعتقلات، اقرأ المزيد